فلسطين / المسله
أكد مسؤولون وعاملون في القطاع السياحي أولوية حرية الحركة ووقف سياسات الاحتلال وجلائه كشرط للنهوض بقطاع السياحة الفلسطيني ورأوا خلال مؤتمر حول تشجيع السياحة في شمال الضفة ان كل ما سجل من تسهيلات على حرية الحركة لا يعوض عن ازالة كافة الحواجز وإنهاء الاحتلال كسبيل لاحراز التقدم المنشود على الصعيد الاقتصادي والسياحي، مؤكدين عدم الانتظار وضرورة العمل الحثيث رغم كل الظروف والمعيقات.
ونظم على هامش فعاليات مهرجان التسوق الذي ينطلق، اليوم، مؤتمر حول تشجيع السياحة في شمال الضفة، وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة، وبرعاية من فندق القصر أمس .
وشارك في المؤتمر وزيرة السياحة د. خلود دعيبس، ورئيس بلدية الناصرة رئيس اللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية العربية داخل الخط الأخضر رامز جرايسي، وريما نزال ممثلة عن محافظة نابلس، ومنسق مهرجان نابلس للتسوق علي برهم، ورئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش، وعضو الهيئة العليا لمهرجان التسوق امين سر غرفة تجارة وصناعة نابلس حسام حجاوي، والمدير التنفيذي لجمعية السياحة الوافدة رامي زيدان، وعمر هاشم رئيس هيئة تنشيط السياحة، ود. نافذ ابو بكر أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية، ومدير فندق القصر الراعي الحصري للمؤتمر عواد حمدان، وحشد من العاملين في القطاع السياحي والاقتصاديين ورجال الأعمال.
حرية الحركة
وأكدت دعيبس ان أول اسس السياحة مرتبطة بحرية الحركة، معربة عن املها في ان يشكل مهرجان نابلس للتسوق بداية لكسر الحصار واعادة الامور إلى نصابها في المحافظة.
ونوهت إلى ما تقوم به الوزارة من اجل تثبيث فلسطين كمقصد سياحي مميز، لافتة إلى ان عمل هذا القطاع يمثل تحديا كبيرا نظرا لما تعيشه الاراضي الفلسطينية من حصار واجراءات احتلالية.
واوضحت ان وزارة السياحة قد حصلت على تمويل لبعض المشاريع ذات الطابع السياحي في نابلس، مشيرة إلى ان ذلك يشمل تأهيل موقع تل بلاطة التاريخي، وترميم المقابر الرومانية، ومقبرة عسكر، اضافة لعدة مشاريع صغيرة ستنفذ في محيط البلدة القديمة بنابلس.
واكد حجاوي أهمية قطاع السياحة وفرصه للاسهام الفاعل في الاقتصاد الوطني، مؤكدا ضرورة تعاون وزارة السياحة مع القطاع الخاص من اجل اقامة المشاريع السياحية في شمال الضفة التي تزخر بالمواقع التاريخية والسياحية.
شراكات في القطاع السياحي
ودعا إلى العمل من اجل ايجاد شراكات بين المؤسسات والشركات العاملة في القطاع السياحي في شمال الضفة ونظيرتها من داخل الخط الاخضر، لافتاً إلى اهمية تشجيع الزيارات التي يقوم بها الاهل من فلسطيني 48 إلى نابلس وعموم الضفة والعمل على تكثيفها.
واشارت نزال إلى ان المعالجة الحقيقية لمجمل ما يعانيه الشعب الفلسطيني على مختلف الصعد ومن بينها الاقتصاد واحداث التطوير مرتبط بجلاء الاحتلال عن ارضه.
واوضحت ان التسهيلات التي اعلن عنها الاحتلال بشأن الحواجز وحركة التنقل لن تكون بديلا عن الجلاء التام للاحتلال عن الاراضي الفلسطينية، لافتة إلى ما احرز جراء جهود السلطة الفلسطينية من تقدم على الصعيد الامني والاقتصادي في المحافظة.
متطلبات تنشيط السياحة
ونوهت إلى ان تنشيط السياحة يفرض جملة من الاستحقاقات العملية الواجب انجازها من قبل الجهات والأوساط ذات الصلة، من بينها العمل على توفير الخدمات الجيدة والنوعية للزوار الذين يأتون إلى نابلس والعمل على تطوير البنى التحتية التي تخدم ذلك وتطوير المناطق والمواقع السياحية والتاريخية وكذلك الطبيعية التي تستقطب الزوار.
وأكدت أهمية الترويج السياحي للمدينة ولهذه المواقع، لافتة إلى الدور الهام للإعلام على صعيد تنشيط السياحة الداخلية والخارجية.
واشار جرايسي إلى الظروف القاسية والصعبة التي يجري العمل في ظلها لتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية في نابلس وعموم الاراضي الفلسطينية بسبب الاحتلال وسياساته، لافتا إلى ان الوصول إلى تسوية سياسية لن يتحقق الا بزوال الاحتلال وبما يشمل مدينة القدس التي لن يتنازل أي فلسطيني عربي مسلم او مسيحي عن حقه التاريخي فيها.
ونوه إلى بعض ما يتعرض له الاهل داخل الخط الأخضر وما تقوم به الحكومات الإسرائيلية من مساع لسلب الذاكرة عبر سن العديد من القوانين العنصرية التي كان آخرها ما اعلن عنه وزير المواصلات الإسرائيلي “كاتس” بشأن مشروع تغيير اسماء المدن والبلدات الفلسطينية.
تظاهرة .. اليوم
واشار إلى تظاهرة تعتزم السلطات المحلية العربية داخل الخط الاخضر تنظيمها اليوم احتجاجا على ما تتعرض له المجالس المحلية من تمييز وسياسات اسرائيلية قادت لحل نحو ثلث هذه المجالس التي باتت تدار من قبل لجان خاصة جراء تلك السياسات.
واكد اهمية كل إنجاز ينجح مهرجان نابلس للتسوق في تحقيقه في ظل هذه الظروف التي وصفها بالمستحيلة، ودعا إلى انشاء دوائر تجمع المختصين في ميدان العمل المختلفة من الاهل داخل الخط الاخضر وابناء الضفة للعمل المشترك كسبيل لتطوير العلاقات الاقتصادية.
واوضح اهمية الترويج الاعلامي، لافتاً إلى ان الكثير من الناس داخل الخط الاخضر ما زالوا يجهلون ان امكانية الوصول إلى نابلس بات متاحاً لهم.
واوضح زيدان ان العمل جار لانشاء جسم يأخذ على عاتقه العمل على تنشيط وترويج السياحة في الاراضي الفلسطينية، مشيراً إلى ان جمعية السياحة الوافدة تعمل جاهدة عبر مشاركاتها الخارجية للاسهام الفاعل على هذا الصعيد.
ووعد بالعمل من اجل جعل نابلس واحدة من محطات المجموعات السياحية، موضحا ان الجمعية ستنظم رحلة لأصحاب مكاتب السياحة المنضوين تحتها وعددهم نحو 40 مكتبا كجزء من تعريفهم بما طرأ على الارض من فرص لتسيير مثل هذه الرحلات.
جريدة الايام