أنهت البعثة الأثرية الفرنسية موسم التنقيب الأول في موقع مليحة الأثري بإمارة الشارقة تم خلاله تنقيب مبنى اثري كبير سبق وان قامت بعثة الآثار العراقية بالكشف عنه في أوائل سبعينات القرن الماضي.يضم المبنى المشيد بالطوب اللبن غرفاً عديدة تظهر آثار حرق شديد تسبب في إلحاق الضرر بالمبنى والعديد من اللقى الأثرية ومع ذلك فان شدة النيران قد أرغمت السكان على الهرب للنجاة بأنفسهم تاركين خلفهم الكثير من ممتلكاتهم الشخصية العامة كالنقود وحلي الزينة والتماثيل والأواني الفخارية وما إلى ذلك.
وتعود هذه المكتشفات إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين وتأمل البعثة مواصلة الكشف عن مزيد من مرافق هذه المبنى المهم خلال المواسم القادمة.
من جهة أخرى تستمر البعثة الأثرية المحلية بالتنقيب في موقع مليحة حيث استطاعت من الكشف عن خمسة مدافن كبيرة شيدت تحت الأرض كانت تستخدم لأغراض الدفن يعلوها في العادة غرفاً صغيرة عالية الجدران تزينها من الأعلى شرفات مدرجة وقد عثر بداخلها على لقى أثرية عديدة شملت مجموعة كبيرة من الأوعية الفخارية وأدوات مصنوعة من الحجارة ومواد الزينة الشخصية وبالقرب من هذه المدافن عثرت البعثة على مجموعة من الدور السكنية التي ضمت غرفاً وساحات وورش عمل وقبور صغيرة، وتعود هذه المكتشفات إلى القرن الأخير لما قبل الميلاد والقرون الميلادية الأولى.
وعلى سفوح سلسلة جبال فاية تواصل البعثة الأثرية المشتركة من إدارة الآثار بالشارقة وجامعة توبنجن في ألمانيا أعمال تنقيبات الموسم الجديد وكانت تنقيبات الموسم السابق قد كشفت عن بقايا فعاليات بشرية وأدوات حجرية تؤرخ إلى حوالي 000ر100 عام مضت وتشير إلى أن أقواما بشرية قد سكنت في هذه المنطقة بعد هجرتها من أفريقيا في حدود تلك الفقرة وتقوم البعثة حالياً بالتنقيب تحت طبقات وتراكمات صخرية للكشف عن المزيد من آثار تلك الحقبة النائية.
وبنفس الوقت تقوم البعثة بإجراء تنقيبات في عدد من الكهوف الكائنة في أعالي سلسلة الجبال لتتبع آثار حقبة العصر الحجري الحديث العائدة إلى حوالي عشرة آلاف سنة الماضية كما أشارت إلى ذلك نتائج تحليل البعثات الأثرية المتحصل عليها من تلك الكهوف.