الاقصر – المسلة
بدأت في مدينة الأقصر الاحتفالات بالذكرى الـ87 لاكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» 1354 – 1345 قبل الميلاد ـ الملك الطفل الذي نقل مصر إلى العالم ونقل العالم إلى مصر، ووسط أجواء وطقوس تتسم بسحر وغموض الفراعنة وعبق ورائحة احتفالات مصر الشعبية، تجرى في مدينة الأقصر حتى نهاية الشهر الجاري مجموعة من الفعاليات والأنشطة الفنية والفكرية والثقافية التي يشارك في إقامتها المؤسسات الأثرية والثقافية في الأقصر مثل كلية الفنون الجميلة ومتحف التحنيط ومتحف الأقصر ومنطقة آثار مصر العليا وهيئة قصور الثقافية، إلى جانب مؤسسات ثقافية أوروبية.
كما تتضمن الاحتفالات إقامة «سمبوزيوم» تحت عنوان «وادي الملوك منذ زمن هيوارد كارتر»، بمناسبة الاحتفال بترميم وافتتاح استراحة هيوارد كارتر التي أقامها بالبر الغربي عند مدخل وادي الملوك لإقامته، وذلك في عام 1910 قبل 12 عاماً من كشفه عن مقبرة الملك توت عنخ آمون.
وكان المجلس الأعلى للآثار قام بترميم الاستراحة بتكلفة 1.2 مليون جنيه «218 ألف دولار»، وأعدها للزيارة، وذلك لمشاهدة جانب مهم من حياة أحد أهم المكتشفين في تاريخ المصريات وهو صاحب الكشف عن المقبرة الملكية الوحيدة التي وجدت سليمة في وادي الملوك.
وتتضمن احتفالات الذكرى الـ87 لاكتشاف مقبرة الفرعون توت عنخ آمون افتتاح فعاليات مهرجان طيبة الثقافي الدولي الذي يقيمه المجلس الأعلى لمدينةالأقصر، بالتعاون مع اتحاد كتاب مصر. ويناقش المهرجان الذي يرأسه في دورته الثانية الأديب بهاء طاهر، مجموعة من البحوث حول «الموروث الشعبي في الإبداع المعاصر»، ويصدر عن المهرجان هذا العام العدد الأول من سلسلة «كتاب طيبة»، وهو مجموعة شعرية للشاعر أحمد فؤاد جويلي بعنوان «كتاب المحو» لتسهم مدينة الأقصر في نشر إبداعات أبنائها.
وقال رئيس المجلس الأعلى للأقصر سمير فرج، إن جميع الفعاليات الفكرية والثقافية التي تقام في الذكرى الـ87 لاكتشاف مقبرة الملك الفرعوني الصغير توت عنخ آمون ستؤرخ وتناقش بالتحليل أحداث الاكتشاف لحظة بلحظة منذ رفع العمال ـ فيالرابع من نوفمبر 1922 – لأول عتبة حجرية في السلم المؤدي إلى المقبرة حتى فتحها للزيارة، وهو الاكتشاف الذي استأثر بخيال العالم ولايزال حتى اليوم.
وتابع فرج «سيُلقى الضوء على شخصية المكتشف الإنجليزي هيوارد كارتر واكتشافاته الأثرية ومنطقة وادي الملوك قبل وبعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وأهم الاكتشافات التي شهدتها الأقصر وعشاق الأقصر من علماء المصريات في العالم والأقصر في العصور الإسلامية والمسيحية والرومانية، والأقصر بين الأمس واليوم».
يوم استثنائي
كان يوم السبت الرابع من نوفمبر عام 1922 بداية لكشف من أعظم الكشوف الأثرية في القرن العشرين، ففي ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الإنجليزي هيوارد كارتر «1873- 1939»، يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر موفداً من قبل اللورد هربرت جيرل كارنا فون الخامس «1866-1923»، عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة.
وعثر كارتر على كنز توت عنخ آمون بجميع محتوياته دون أن تصل إليه يد اللصوص على مدار أكثر من 3000 عام، إذ حوى الكنز المخبأ مقاصير التوابيت، وتماثيل الملك الصغير والجواهر الذهبية والأثاثات السحرية والعادية، والمحاريب الذهبية، والأواني المصنوعة من الخزف، وقد أعطت محتويات المقبرة علماء الآثار فرصة فريدة للتعمق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الـ،18 التي تعد فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة.