تواصل مديرية آثار طرطوس أعمال التنقيب الطارئة لهذا العام بغية الكشف عن مدافن ومواقع أثرية مغمورة جديدة في المحافظة تعود إلى حقب تاريخية مختلفة تظهر تعاقب الحضارات من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية رغم تواضع الإمكانات المادية والفنية في مديرية آثار طرطوس خلال مواسم التنقيب المتتابعة.
وقال مروان حسن رئيس دائرة آثار طرطوس إن دائرة آثار طرطوس قامت بأعمال تنقيب طارئة في موقع عمريت وأسفرت عن ظهور مدفن جماعي مبني من الحجر الرملي وهو عبارة عن مدفن مربع الشكل يتم الدخول إليه عن طريق مدخل خارجي مستطيل الشكل يحتوي على سبع درجات بين الدرجة الرابعة والثالثة بوابة حجرية ضخمة تغلق المدخل تفتح وتغلق بواسطة حبل.
وأضاف حسن أن البوابة تحتوي على ثقوب يتم إدخال الحبل وإخراجه فيها ثم يلي البوابة مدخل قوسي الشكل من الداخل يفضي إلى بهو مربع الشكل جدرانه الأربعة حالتها جيدة وأرضية البهو حجرية ويضم المدفن اثنين وعشرين معزبا غرف مخصصة للدفن على طابقين وسقفه متهدم كليا.
ولفت إلى أن طريقة البناء وتوضع الحجارة تشير إلى أنه ربما كان سقفاً عقدياً وأغلب حجارة السقف موجودة جوار المدفن وأنه توجد نقوش كتابية بعضها غير واضح موجودة فوق المعازب العليا وعلى الفاصل بين المعازب الطابقية في الجهة الغربية و الشمالية مضيفا أن المدفن كان خاليا من أي لقى حتى من الكسر الفخارية والعظمية ولكن من خلال مقارنة نظام البناء مع بعض المدافن المكتشفة سابقا يعتقد أنه يعود إلى الفترة الرومانية.
وأوضح رئيس الدائرة أن أعمال التنقيبات في حي رأس النبع بمنطقة بانياس أسفرت عن وجود جرف صخري مقصوص من الأمام ولكنه ناقص في جزئه الغربي تم إكماله بواسطة حجارة غشيمة تربط بينها مونة كلسية ممزوجة بالرمل البحري والفحم وفي أسفل الجرف ظهرت فتحة مستطيلة الشكل تقريبا تفضي إلى فراغ يمتد نحو الداخل حوالي المترين وهو مليء بالردميات سقفه من ناحية الفتحة مستوي بينما الجزء الجنوبي من السقف هو من الجرف الصخري نفسه.
وأضاف حسن أن أعمال التنقيبات الطارئة في منطقة الدريكيش أسفرت عن اكتشاف مدفن في قرية الجباب وهو عبارة عن مدفن طبيعي محفور بالصخر يتم الدخول إليه عبر بوابة من الجهة الجنوبية وهي مخربة نتيجة العوامل الطبيعية والبشرية مشيرا إلى أن عرض البوابة 160سم وارتفاعها 150سم ويتألف المدفن من بهو بعرض 280سم وارتفاع 1902سم وفي واجهة المدفن ثلاثة معازب مختلفة الأحجام اثنان منهم متجاوران بعرض 125 سم وارتفاع 173 سم أما المعزب الثالث فهو من الجهة الشرقية الشمالية.
وأوضح حسن أنه تم الكشف عن مدفن جماعي منحوت بالصخر في قسمه الشمالي والشرقي وجزء من قسمه الجنوبي في مدفن أرض الجامعة الجديدة أما ما تبقى فقد بني من الحجر الرملي النحيت نظرا لانتهاء الصخر وتبين أن الجزء المتخرب من السقف كان على شكل قبوة سريرية ومساحته لاتتعدى مساحة المعزب الواحد لكنه أعمق بكثير.
وقال رئيس الدائرة إنه بعد إزالة الردميات الكثيفة من هذا الجزء ظهرت فتحتان واحدة في الجدار الشرقي ويقابلها أخرى في الجدار الغربي وتفضي الفتحة بالجدار الشرقي إلى بهو مربع الشكل تقريبا ومقابل هذه الفتحة في الجدار الشرقي للبهو ظهر معزبان أما بقية الجدران فهي خالية من المعازب.
وأضاف حسن أنه بالنسبة للمنطقة الواقعة شمال شرق المدفن وعلى بعد حوالي 23 م ظهرت حفرة في الأرض تعود لقبر فردي محفور في الصخر الكلسي وجوانبه متآكلة وسقفه منهار بسبب هشاشة الحجر ظهر فيه ثلاث جماجم بشرية متخربة بفعل الضغط والزمن لافتا إلى أنه تم العثور فيه على مجموعة من اللقى الأثرية الهامة أهمها أساور برونزية مختلفة الأشكال وخاتم برونزي وقرط ذهبي بشكل حلقة رفيعة مغلقة وتعليقة معدنية بشكل هلال وتعليقة برونزية بشكل بيضوي وتعليقة برونزية بشكل جرس وسبع خرزات مختلفة الأشكال والأحجام والأنواع و ستة اباريق من الفخار.
وفي مدفن الشنية بمنطقة القدموس قال حسن إنه تم اكتشاف مدفنين جماعيين الأول مدفن منحوت بالصخر الطبيعي يتم الدخول إليه عبر بوابة من الجهة الشمالية وهو عبارة عن غرفة مربعة الشكل والمدفن الثاني منحوت بالصخر الطبيعي يتألف من بوابة تفضي إلى بهو صغير ثم معزبين مخصصين للدفن أحدهما على اليمين والآخر على اليسار مشيرا إلى أن هذين المدفنين يعودان للفترة البيزنطية ولم يتم العثور بداخلهما على أي لقى أثرية.
المصدر : وكالة سانا تقرير: عادل عيسى