كتب – فاطمة رياض
معبد بن ميمون من أهم واقدم المعابد اليهودية الموجودة بمصر والتي يقبل عليه اليهود من أنحاء العالم لزيارته، ولكن مع الوقت توقف اليهود عن زيارته والاهتمام به، وامتدت إليه يد العبث والإهمال نظرا لهجرته وتقدم عدد من المنظمات اليهودية الإسرائيلية والأمريكية مؤخرا بمذكرة رسمية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” تطالب الحكومة المصرية بالحفاظ علي المعابد اليهودية خاصة تلك التي تقع بحارة اليهود بالقاهرة حيث يعد معبد بن ميمون واحدا من أقدم معابد اليهود في العالم، حسبما جاء بالمذكرة.
ونقلت تقارير إعلامية عن اللواء علي هلال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للأثار في مصر قوله إن هناك مشروعا لترميم معبد بن ميمون بتكلفة 8.5 مليون جنية مصري (الدولار الأمريكى الواحد يساوي نحو 5.54 جنيه)، مشيرا إلي أن رئيسة الطائفة اليهودية في مصر عبرت عن شكرها للمجلس على اهتمامه بالأثار والمعابد اليهودية، كما أن وفدا من الكونجرس الأمريكي زار المعبد مؤخرا “وابدى اعجابه بالمشروع”.
وأضاف هلال أن هناك 11 اثرا يهوديا في مصر عبارة عن عشرة معابد ومقبرة ويجري العمل في ترميمها منذ فترة وتم الانتهاء من المعبد الموجود بشارع عدلي ومعبد بن عزرا بمنطقة مصر القديمة.
ويقع معبد موسى بن ميمون في 15 شارع درب محمود من حارة اليهود بالقاهرة ويرجع تاريخ إنشاء المبني الحالي للمعبد إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، ونظرا لأهميته الدينية والتاريخية والمعمارية سجل كأثر بقرار من وزير الثقافة رقم 37 لعام 1986.
وينسب المعبد إلى عالم الدين اليهودي القرطبي موسى بن ميمون الذي ولد في عام 1135 ميلادية في قرطبة بالأندلس، وتوفي في مصر عام 1204، وكان موسى بن ميمون عالما بارعا في العلوم الدينية اليهودية وعلوم الطب والرياضة والفلسفة ويقال إنه كان الطبيب الخاص لأسرة صلاح الدين الأيوبي.
وينقسم المعبد إلى ثلاثة أقسام رئيسة، القسم الأول يشتمل علي مبني المعبد المخصص للصلاة وإقامة الشعائر الدينية اليهودية، والقسم الثاني يشتمل علي المدفن الخاص بموسى بن ميمون قبل نقل رفاته إلي طبرية بفلسطين، وكذلك الحجرة الصغيرة المجاورة للمدفن والتي اعتاد اليهود المرضي المبيت فيها طلبا للشفاء، وأهم العناصر بهذا القسم هو بئر المياه الذي كان يستخدم في التطهير، أما القسم الثالث فيتكون من بعض الحجرات المخصصة لرجال الدين والمشرفين علي إدارة المعبد وكذلك الحمامات، بالإضافة إلى شرفة النساء المطلة على بيت الصلاة.
وقد قامت وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للأثار بإعداد مشروع ترميم متكامل وشامل للمعبد بتكلفة تبلغ حوالي 8.5 مليون جنيه، حيث تم إسناد المشروع إلي مجلس الدفاع الوطني في منتصف شهر يونيو من العام الماضي ومن المقرر أن يستغرق المشروع عامين لينتهي منتصف يونيو من العام القادم 2010.
وكانت حالة المعبد قد ساءت بشكل كبير نظرا لتوقف الطقوس الدينية بالمعبد وهجره اليهود وساءت حالته الإنشائية والمعمارية وتدهورت بشكل كبير، وإمتلئ بالمخلفات والقمامة وكان المصلى بدون سقف والجدران الداخلية كثرت بها الشروخ والتشققات وفواصل البناء، بالإضافة إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي كانت تغمر أرضية المعبد باستمرار وكذلك وجود ترميمات قديمة خاطئة قبل تسجيل المعبد كأثر، وقد انتهت 60 في المائة من أعمال الترميم التي يشرف عليها المجلس الأعلي للاثار في مصر.