أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن سرقة 9 لوحات أثرية من قصر محمد على باشا الكبير بشبرا الخيمة ، حيث قام اللصوص بفك اللوحات من براويزها، وتم إبلاغ الشرطة والنيابة العامة للتحقيق، فيما بدأت أجهزة البحث الجنائي عملها لرفع البصمات لكشف ملابسات السرقة.
وقد أنتقل وزير الثقافة فاروق حسني على الفور إلى موقع القصر يرافقة الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وفاروق عبد السلام المشرف على قطاع مكتب الوزير، حيث استمع وزير الثقافة لشرح حول ظروف وملابسات السرقة وتوقيت إكتشافها .
يذكر أن اللوحات المسروقة تعود إلى عصر أسرة محمد على باشا الكبير وتمت إعارتها من قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار إلى قصر محمد على فى اعقاب إنتهاء مشروع تطويره منذ عدة سنوات، حيث كانت هذه اللوحات مهملة فى المخازن منذ عهد الثورة وقامت وزارة الثقافة بترميمها وتزيين جدران القصر بها نظرا لقيمتها التاريخية والجمالية.
وقال وزير الثقافة أن مسئولى القصر أكدوا أن اللوحات المسروقة شوهدت آخر مرة داخل القصر فى الساعة الخامسة من مساء أمس عند إغلاق القصر وتسليم مفاتيحه بمحضر رسمي كما هو متبع يوميا إلى شرطة السياحة التى تتولى حماية وتأمين القصر حتى مواعيد الزيارة الرسمية التى تبدأ صباحا .
وأعرب “حسنى “عن إستيائه وأسفه الشديدين لهذه الواقعة التى تاتي فى وقت تنفذ فيه مصر العديد من المشروعات لتأمين متاحفها وحماية تراثها ، ورغم ذلك فلن تتوان أجهزة الوزارة فى إجراء تحقيقات داخلية لكشف أية ثغرات أو قصور لتلافيها مستقبلا .
ويعد قصر محمد على باشا الكبير بشبرا الخيمة من بين القصور التي أصبحت تستقبل زائريها من المصريين والأجانب، بعد ترميمها وإعدادها للزيارات السياحية وافتتاحه فى يناير عام 2006 ..ويعد تحفة معمارية امتزج فيها الطابع التركى بالمعمارى الاوربى ، تم ترميمه بتكلفة بلغت 50 مليون جنيه تقريباً، وفي مدة وصلت إلى أربع سنوات ليصبح جاهزاً لاستقبال الضيوف من كبار الشخصيات والزائرين للقاهرة، كما تم الإعداد له عند ترميمه وتطويره.
ويوجد داخل القصر أعمدة ضخمة من الرخام راعى الترميم المحافظة عليها وهي تحمل سقفا من النقوش.
ويوجد في النواحي الأربع للقصر حجرات كبيرة الشرقية القبلية منها تعرف بـ”صالة الجوز” نظرا لأن أرضيتها مفروشة بخشب الجوز والثانية الشرقية البحرية والثالثة الغربية البحرية تعرفان بـ”صالة البلياردو” وتوصف الحجرة الرابعة الغربية بـ”حجرة المائدة” وزخرفت جميعها بالنقوش البديعة والمناظر الطبيعية وتحمل لوحات لأولاد محمد علي رسمها مصورون أتراك وأوروبيون.
ومن أروع الفنون الموجود في القصر التي يراها الزائر أعمال الرخام الرائعة منها المعماري ويتمثل في كسوة أرضيات الرواق ببلاط من الرخام المرمر الابيض والثاني المنحوتات الرخامية والتي تنقسم ايضا الى نوعين أولهما النحت البارز والآخر المنحوتات الحرة الكاملة مثل تماثيل الأسود والتماسيح الحاملة لنافورة حوض الفسقية.
والقصر يقع في منطقة شبرا الخيمة التي أنشأها نفسه محمد علي، وهي من القرى المصرية القديمة التي حظيت باهتمام شديد من قبل عاهل مصر محمد علي باشا، فقد حرص على تشييد قصر منيف، وفتح فيها شارعاً يعرف الآن باسم شارع شبرا وبعد إنشائه القصر توالت على القرية البساتين والقصور المحدودة التي سرعان ما اندثرت في العصور التالية.