وافق فاروق حسنى وزير الثقافة على قيام البعثة المصرية الفرنسية المشتركة للاثار الغارقة اوائل الشهر المقبل بانتشال بقايا فنار الاسكندرية القديم الغارق على مساحة 800 متر مربع بالطرف الشمالى للميناء الشرقى بالاسكندرية حيث يتم انتشال اجزاء ضخمة من اساسات الفنار والتى تؤكد الشواهد انه سيتم العثور على النقش البطلمى الذى قام مهندس بناء الفنار “سوستراتوس” باذن من الملك بطليموس الثانى بنقش اسمه على هذا الصرح المهم كنوع من الفضل ., وقد صاغ الاهداء الالهة الذين يسافرون بواسطة البحر .
صرح د. زاهى حواس امين المجلس الاعلى للاثار بان ذلك يأتى بعد نجاح خبراء الآثار في إعداد موسوعة تاريخية علمية عن فنار الاسكندرية من خلال المشروع الذي نفذه المجلس الاعلي للآثار بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي لدراسة خصائص احجار البناء والزينة الخاصة بالفنار تمهيدا لاعادة بنائه مرة اخري بجوار قلعة قايتباي.. مشيرا الى ان العمل بدأ فى اقامة الفنار فى عهد الملك بطليموس الثانى ” 285_246 ق. م” وكان ارتفاعه بعد انتهائه حوتالى 135م وتكلف 800 تالينت بما يعادل 2000 جنيه استرلينى فى ذلك الوقت .
ويقول د. احمد شعيب رئيس الفريق المصري انه تم اكتشاف الكثير من احجار الفنار تحت سطح الماء بالميناء الشرقي ومعظمها من الجرانيت الوردي والرخام والحجر الجيري كما سيتم تحديد مواقع المحاجر المحلية ورسم خريطة جيولوجية لها وسوف يستغرق تنفيذ المشروع ثلاث سنوات خاصة بعد تجميع الاعمال السابقة التي تناولت الموقع وتاريخه وكيفية نشأته والكوارث الطبيعية التي ادت إلي انهياره وغرقه.
وقد اتفق الطرفان المصري والاوروبي علي جمع عينات للدراسات المعملية وزيارة محاجر الجرانيت الوردي باسوان المستخدم في فنار الاسكندرية قامت البعثة الفرنسية التابعة لمركز الدراسات السكندرية برفع بعض احجار الفنار من تحت الماء ونقلها في اماكن عديدة بالاسكندرية مثل الموجودة بمكتبة الاسكندرية وحديقة الشلالات والمسرح الروماني والمتحف البحري والرصيف الشرقي لقلعة قايتباي
قال الاثرى عمرو الطيبى المشرف على المشروع ان المهندس المصرى اختار مكان بناء الفنار بجوار جزيرة فارو بسبب قربه للمكان الوحيد المخصص لسماح دخول الغرباء إلي مصر عن طريق البحر بعد دفع الرسوم المستحقة وكثرة المراكب التجارية التى تحمل محاصيل مصر إلى دول البحر البيض المتوسط وموانيه , وقد وجد البطالمة كذلك بأن هذا المكان هو أهم منطقة علي البحر الأبيض المتوسط , وإقامة اليونانيين وسط الشعب المصري لأنهم أعتبروا الإسكندر الأكبر في منزلة الفراعنة وعندما بدأ العمل فى الفنار أسند إلي أهل الإسكندرية بالأعمال المختلفة داخل المدينة وأصبح لايوجد بها عاطل..وبعد الإنتهاء من العمل أصبح المينائين الشرقي والغربي من أعظم الموانئ البحرية في العالم القديم .