تتنافس المغرب ومصر مجددا في الفوز بمقعد اليونيسكو وهى المنافسة الثانية العالمية بين الدولتين بعد المنافسة على استضافة كأس العالم 2010 والتى خسرتها الدولتان قبل سنوات. فالمغرب ومصر رشحا معا ” عزيزة بناني ” و ” فاروق حسني ” وهو ما يؤكد أن الأصوات العربية سوف تتفتت مجددا .
وبدأت الأزمة بين المغرب ومصر حين صرح وزير الثقافة المصرى فاروق حسني لوسائل الإعلام بأنه كان يجب على الدول العربية تحديد شخصية عربية واحدة لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو والاتفاق عليها، موضحا ان الضمانات الاساسية للفوز بهذا المنصب المهم تتمثل في ثقل ومكانة مصر السياسية والثقافية والعلاقات القوية التي تربط الرئيس حسني مبارك ومعظم قادة دول العالم ورؤسائها.
وأضاف أنه يعول على علاقاته الشخصية بمعظم بلدان العالم، إضافة الى عطائه للثقافة المصرية وخدمتها على مدى 20 عاما … مشيرا الى ان العالم العربى كان صاحب الدور هذه المرة لكونه لم يفز بهذا المنصب منذ انشاء منظمة اليونسكو قبل نحو 60 عاما .
وحول تأكيد المغرب ترشيح مندوبتها فى اليونسكو عزيزة بنانى لمنصب مدير اليونسكو وعدم تراجعها او سحبها الترشيح، قال حسنى “انه تربطه علاقات قوية بالعديد من الشخصيات السياسية والثقافية بالمغرب الشقيق، ولكن اذا كانت هناك رغبة أكيدة من المغرب على الترشيح فلا بأس، فهي انتخابات في النهاية وليكن ما يكون وليفز الأفضل الذي يختاره اعضاء المنظمة. مشيرا الى ان بلاده تلقت العديد من الردود الايجابية التي أبدت تعاطفها وتأييدها للمرشح المصري، ولكن لا يمكن الاعلان عنها في الوقت الحالي لكون معظمها لم يعلن بشكل رسمي باستثناء دول عمان وقطر والبحرين وفرنسا وبعض دول اميركا الجنوبية، يذكر ان عمان كانت قد اعلنت سحب مرشحها للمنصب مؤيدة ترشيح المرشح المصري فاروق حسني .
فاروق حسني كان أكثر هدوءا وحاول ما أمكن أن يتشبت بدبلوماسيته عكس وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيظ- الذي صرح بأن المغرب اقترف جرما لا يدانى وهو يشاكس مصر ويبقي على ترشيح السيدة عزيزة بناني. وقال:( نحن الأحق بالمنصب بحكم عوامل التاريخ والجغرافيا) ،إضافة إلى تصريحات دبلوماسيين ومثقفين مصريين آخرين اعتبروا أن إبقاء المغرب على ترشيح ممثلته سفه وقلة لياقة وأدب تجاه الأخت الكبرى.
وما لم ينتبه له فاروق حسني وأحمد ابو الغيط وغيرهم ممن تجاهلوا سيادة الدولة المغربية وحريتها الكاملة في ترشيح من شاءت هو أن المغرب قدم ترشيحه في صفة السيدة عزيزة بناني 5 أشهر قبل أن يتقدم فاروق حسني بترشيحه ممثلا لمصر.
الدكتورة عزيزة بناني شغلت منصب سفيرة للمغرب بمنظمة اليونيسكو ،وكانت قد انتخبت عام 2001 رئيسة للمجلس التنفيذي لـ “اليونسكو” وهو المجلس الذي يراقب ويتابع تنفيذ برنامج المنظمة وصرف الميزانية، وجاء انتخابها بالإجماع ومن الدور الأول، وهو ما يؤكد السمعة التي تحظى بها بناني داخل المنظمة.
والسيدة بناني من مواليد الرباط سنة 1943 أم لطفلين حاملة لدكتوراه في الأدب الأميركي اللاتيني بالإسبانية، وقد شغلت مناصب جامعية منذ 1974 إلى 1988؛ حيث عملت كعميدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، وعيّنت في التشكيلة الحكومية لسنة 1994 كمندوبة سامية للأشخاص المعاقين، ثم كاتبة دولة للشؤون الثقافية إلى حدود 1998 ،وهي أيضا حاصلة على الدكتوراه في الآداب من المغرب وفرنسا، ، كما أنها تقلدت عدة مناصب مهمة بوزارة الثقافة .
ولمن لايعلم فأن فاروق حسني هو وزير الثقافة المصرى لاكثر من عشرين عاما ومكانة فى الحكومة المصرية دفعه للتعرف على العديد من المفكرين والمثقفين من جميع الاقطار العربية والعالمية وشهرته تتخطى بمراحل المرشحة المغربية للمنصب ولكن عدم التنسيق يمكن أن يدفع بالمرشحين العربيين الى خسارة المنصب كما حدث سابقا فى مونديال 2010 .