تمكنت بعثة المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية ، والتى تعمل بمنطقة آثار حبوه على بعد 3 كيلومترات شرق قناة السويس بالقنطرة شرق ، من الكشف عن أضخم التحصينات العسكرية المصرية على طريق حورس الحربى القديم بين مصر وفلسطين بشمال سيناء .
ويصف الدكتور محمد عبد المقصود فى تصريحات له اليوم الكشف بأنه خريطة طبوغرافية فريدة لحدود مصر الشرقية من القنطرة شرق حتى رفح المصرية بشمال سيناء ، وبانوراما واضحة لتاريخ مصر العسكرى .. مشيرا الى أن الكشف عبارة عن بقايا قلعة عسكرية ضخمة ذات أسوار مبنية من الطوب اللبن وتبلغ مساحتها 500 متر طولا و250 متر عرضا ، فيما تبلغ سمك الجدران 13 مترا ، وذات مدخل جنوبى بعرض 12 متر ، وجدران القلعة بارتفاع 2 متر .
ويضيف ان القلعة المكتشفة مدعمة بعدد من البراج الدفاعية المستطيلة بعرض 20 متر وسمك 4 أمتار ، فيما يبلغ عدد الأبراج حول القلعة حوالى 24 برج ، والتى توصف بأنها ضخمة بالمقارنة بأبراج القلاع والتحصينات العسكرية السابق الكشف عنها .. مشيرا أن الحصن العسكرى المكتشف هو الواجهة الشرقية لمدينة ثارو المصرية القديمة والتى كانت تعتبر نقطة انطلاق الجيوش المصرية فى عصر الدولة الحديثة لتأمين حدود مصر الشرقية .
وأوضح أن اعمال الكشف بالموقع الأثرى كان محصنا بعدد من الخنادق الضخمة والعميقة والتى كان بعضها مملوء بالمياه على سبيل التحصينات .. مضيفا ان الاكتشافات توضح أن مدينة ثارو المكتشفة شرق فرع النيل القديم بسيناء بتل حبوه ، كانت دفاعية بحتة أما الضفة الاخرى من المدينة غرب النيل كانت للمخازن والمبانى الادارية والمعابد .
وقال الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية ان القلعة العسكرية المكتشفة تشير القطع الأثرية التى عثر عليها بها الى عصر الملك تحتمس الثالث ، وادخل عليها توسيعات بها من عصر الملك رمسيس الثانى .. موضحا انه بهذه الاكتشافات تكتمل معالم الكشف عن مدينة ثارو من الناحية الشرقية والغربية للنيل طبقا لما جاء على النقش الشهير برحلة الملك سيتى الأول على جدران معابد الكرنك .
وأشار الدكتور عبد المقصود الى أن أهمية الكشف ترجع الى أنه أحد أهم وأضخم التحصينات العسكرية المكتشفة فى مصر بعصر الدولة الحديثة خلال الاسرة 18 ، و19 .. موضحا أن الحصن الكبير بنى لتأمين مدخل الدلتا وحماية عاصمة الملك رمسيس الثانى “برمسيس” التى اقامها بالشرقية فى منطقة “قنتير” ، والدليل على ذلك العثور على بقايا عظام الخيول وعظام ادمية للجنود التى شاركت فى المعارك حول الحصن .