منذ الإعلان عن إنشاء المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرام ، والولع والشغف العالمى فى تزايد مستمر ، لكونه أكبر متحف في العالم من حيث المساحة وعدد القطع الأثرية التي سيضمها واشتماله علي أكبر مركز لترميم الآثار في العالم أيضا ، حيث بلغ شغف المؤسسات الثقافية والأفراد في أنحاء العالم أنه عند الإعلان عن إنشائه وردت 5 ألاف رسالة بريد إلكتروني علي موقع المتحف للاستفسار عن محتوياته وطريقة بنائه وذلك خلال شهر واحد فقط، أما الآن فقد بلغ عدد المواقع التي تتحدث عن المتحف علي الإنترنت مليونا و300 ألف موقع باللغة الإنجليزية فقط .
ويقول وزير الثقافة فاروق حسنى خلال أول زيارة تفقدية لموقع المشروع بميدان الرماية وطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى ان المتحف الكبير لن يكون بديلا عن متحف التحرير الذى سيتحول الى متحف لروائع الفن المصرى القديم .
وأوضح أن المتحف المصرى الكبير سيساهم فى مواكبة مصر للتطورات العصرية من سيناريوهات العرض المتحفى للاثار لتى سيضمها المتحف والتى تصل الى 100 الف قطعة أثرية من مختلف العصور .
وأضاف ان جمع التبرعات سيبدأ قريبا بعد اتصالات جرت بين وزارتي الثقافة والخارجية المصرية مع مؤسسات التمويل الدولية والبنك الدولي وعبر أحد كبريات الشركات الدولية العملاقة .. داعيا رجال الاعمال المصريين الى لعب دور فى المساهمة بدعم هذا المشروع الوطنى الكبير .
وأوضح وزير الثقافة فاروق حسنى أن تكاليف المشروع تصل إلي 550 مليون دولار ، حيث تشارك اليابان فى تمويل المشروع بحوالى 300 مليون دولار كقرض غير مقيد أي أنها لا تشترط تنفيذها لأي جزء من المشروع عند طرحه علي المستوي الدولي وليس لها أي اشتراطات أخري ، بالاضافة الى ان المشروع لن يكلف ميزانية الدولة شيئا .. مشيرا الى أن العمل يسير ضمن جدول زمنى محدد .
ووصف المشروع بأنه الأول على مستوى العالم من ناحية الحجم ، والثانى عالميا المؤثر فى تشكيل الوجدان الانسانى بعد مدينة الالعاب الاولمبية بالصين .. وموضحا أن المشروع يعمل به حوالي 700 فرد يوميا وقد أوشكت أعمال المرحلة الثانية من إنشاء المتحف على الانتهاء ، حيث أنجز أكثر من 75 فى المائة من المرحلة التى ضمت أكبر مركز دولي لترميم الآثار، ومخازن لحفظ القطع الأثرية علي مساحة 6 ألف متر مربع، لتبدأ به في نهاية العام الحالي أعمال حفظ وصيانة القطع الأثرية التي تم اختيارها للعرض المتحفي ، كما تم اختيار 53 ألف قطعة وتوثيقها من إجمالي 100 ألف قطعة سيتم عرضها في أروقة المتحف الكبير .
وأضاف وزير الثقافة إن المشروع يشمل إنشاء مبني للعرض المتحفي علي مساحة 4 ألاف متر مربع أي بما يقدر بحجم 6 ملاعب كرة قدم ليستوعب 5 ملايين زائر ، بالإضافة لمباني الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية التي سيزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند المصري القديم .
وضمت أعمال المرحلة الثانية التى توشك على الانتهاء انشاء مركزا لترميم الآثار ومخازن المتحف ومبني للطاقة الكهربائية ومحطة إطفاء الحرائق ستنتهي مع نهاية عام 2007 لتبدأ المرحلة النهائية وتتضمن إنشاء المبني المتحفي الرئيسي متزامنا مع العمل في ترميم وصيانة الآثار التي تم اختيارها وأكد أن معامل مركز الترميم بالمتحف تضم أقساما متخصصة لجميع أنواع الآثار من أخشاب وأحجار ومعادن ونسيج وبردي وغيرها وسيعمل بها 105 مرممين مصريين بالإضافة للخبراء الأجانب الذين سيفدون للدراسة ضمن اتفاقيات التعاون الثقافية .
من جانبه يقول محمد غنيم رئيس الجهاز التنفيذى للمشروع ان مخازن الآثار مصممة علي أحدث التقنيات في الحفظ والتأمين وسيتم نقلها إلي المبني المتحفي عبر ممرات مؤمنة ضد جميع أنواع التفجيرات .. مشيرا الى أنه لم يستقر بعد على تحديد الأماكن التي ستوضع فيها أسماء المتبرعين لإنشاء المتحف ، الا أن هناك اقتراحات بأن تنقش الأسماء في الجزء الخاص بالحديقة المتحفية ومباني الخدمات الترفيهية والتجارية حتي لا تشتت أنظار الزائرين داخل المتحف.
وأضاف انه جاري عمل اختبارات علي 550 عينة من أحجار الألبستر “أونيكس” لمعرفة كيف ستكون حالتها بعد الاستخدام علي مر 10 سنوات وستدخل العينات في معامل خاصة لتسريع دورة الحياة للحجر للتأكد من مدي صلابته وتعرضه للشروخ والتلف .
ويلفت غنيم إلي أن المتحف سيكون مؤسسة علمية ثقافية تضم تسجيلا كاملا للآثار والعرض المتحفي وخرائط للمواقع الأثرية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية المتصلة بالأقمار الصناعية وسيضم أيضا عرضا متحفيا لأدوات التنقيب عن الآثار مع شرح لطرق التنقيب التقليدية والوسائل الحديثة في الكشف عن الآثار لدراستها واستخلاص المعلومات منها .
من ناحية أخرى يقول الدكتور ياسر منصور المشرف على المشروع ان العرض المتحفي سيمكن الزائر من مشاهدة تاريخ مصر عبر العصور من الحديث إلي القديم حتي ما قبل التاريخ أو عن طريق اختيار أحد موضوعات الحضارة المصرية القديمة وتطورها خلال العصور وتشمل هذه الموضوعات أرض مصر “النيل ـ الصحراء ـ الواحات ـ الأحراش” والملكية ونظم إدارة الدولة والعقائد الدينية والجنائزية وتصورات العالم الآخر والإنسان والحياة اليومية والفنون والكتابة والعلوم.
وأضاف انه سيتم عرض آثار مقبرة توت عنخ آمون وتشمل 5 آلاف قطعة لم يعرض الكثير منها منذ اكتشافها عام 199م ، كما أن هناك اتفاقات مع متاحف عالمية لإعارة قطع مصرية مهمة للمتحف الكبير مثل حجر رشيد الذي يبحث مجلس أمناء المتحف البريطاني إعارته لعرضه عند افتتاح المتحف المصري الكبير فى عام 2011 لمدة 3 سنوات .
وأثار غياب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور زاهي حواس عن الجولة, سخرية الوزير الذي قال للصحفيين إن هناك من جلس في “الطراوة” بعيدا عن حرارة الجو, وترك مرافقتنا لمتابعة مشروع القرن, والمتمثل في المتحف الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم , حيث يقع على مساحة قدرها 117 فدانًا.
ويضاف هذا الخلاف إلى التراشق الإعلامي بين حسني وحواس قبل عدة أسابيع, عندما دعا الثاني إلى فصل الآثار عن وزارة الثقافة, ما اعتبره مقربون منه بأنه رغبة منه لتولي منصبها الوزاري, فيما استنكر الأول ذلك, معتبرا أن الفصل سيؤدي إلى انتشار ما أسماه “خفافيش الظلام”.
وأرجعت مصادر بالمجلس الأعلى للآثار سر الخلاف إلى حرص الوزير على استقلال مشروع المتحف في جهاز خاص تتولاه إدارة مستقلة عن حواس, الذي يرى فيه حسني أنه يسعى لتحقيق دعاية شخصية له على حساب الآثار المصرية, مما جعله يوكل المشروع إلى فريق آخر, بعيد