ألقى الباحث الاماراتى أحمد عبد الكريم الجوهرى” وهو أردني الجنسية ، ومقيم بدولة الإمارات ، وحاصل على ليسانس الحقوق والشريعة ، ويهوى الآثار كما يقول ، بعدة تصريحات مدوية فى وجه علماء الآثار فى العالم ، لا يخلو بعدها من التحدى وتحمل الكثير من الغموض والغرابة بل والدهشة والتى كانت السمة الغالبة خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الجوهرى للاعلان عن تفاصيل كشفه العجيب .
والمفاجأة المذهلة كانت عندما أكد الباحث الاماراتى أمام وسائل الاعلام ان القطعة الحجرية التى اكتشفها بالصدفة فى احد قصور الأمراء بالامارت ومجهولة الهوية تحوي رسوما زعم أنها لنبي الله “موسى عليه السلام” والمسيح الدجال ، بالإضافة إلى 8 صور (داخل الصورة نفسها) تحكي الملاحم التي عايشها موسى وقومه ، واصفا النقش بأنه أغرب وأعجب قطعة أثرية في العالم .
لكن الأغرب من ذلك هو ما كشف عنه بأن عمر هذه القطعة الحجرية حوالى 22 الف سنة قبل الميلاد ، اى قبل ظهور سيدنا آدم عليه السلام وذلك بعد اجراء العديد من التجارب عليها فى معامل جامعة “ليتش” بايطاليا وومراكز أبحاث بفرنسا بواسطة “الكربون 14 “، ولم يكتفى بذلك بل أكد أن هذه القطعة الحجرية نقشت بأيدى غير بشرية ، بواسطة الجان الذين كانوا يسخرون لعمل نقوش وتماثيل لسيدنا سليمان عليه السلام .
وأضاف الجوهرى ان القراءات التى نتجت من الاختبارات المعملية على الحجر العجيب أذهلت علماء العالم وسيتم الكشف عنها كاملة فى مؤتمر حاشد يعقد لاحقا بدولة الامارات بمشاركة عدد كبير من العلماء وعلماء الاثار فى العالم .. مرجعا النتائج التى توصلت اليها المعامل لعمر الحجر الى انها قد تكون غير دقيقة خاصة وانها من صناعة غير بشرية ، حيث اننا نجهل التقنيات التى يستخدمها الجان ونجهل عالمهم والملوثات التى تعرض لها الحجر فى هذا العالم المجهول والتى قد تؤثر على قراءات الاجهزة لدينا .
وتحدى الباحث الاماراتى أحمد عبد الكريم الجوهرى علماء الآثار بأن يصلوا الى النتائج التى توصل بها وهى أن أحد الرسومات على النقش هى لنبى الله موسى عليه السلام ، وقال ان اى عالم آثار لا يجرؤ ولن يجرؤ على ان يصرحوا بأن هذه الصورة لنبى الله موسى .. موضحا أن العالم سيعجز عن تقديم رواية متماسكة تروى ملحمة متكاملة لما يتضمنه هذا النقش .
وقال ان العالم بعد الكشف عن هذه الحقائق الخاصة بعمر النقوش وهى 22 الف سنة قبل الميلاد ، سيقف امام اختيارين ، أما اعادة قراءة التاريخ بالعودة الى المربع الأول ، او التسليم بفرضية انها من صنع الجان .. موضحا انه ذكر فى القرآن الكريم أن الجان كانت تصنع تماثيلا ونقوشا لسيدنا سليمان .
وأضاف الجوهرى ان الله سبحانه وتعالى اراد الكشف عن هذا الحجر العجيب فى هذا الوقت ردا على كافة المسيئين الى الرسل ، ولقرب ظهور المسيخ الدجال ، بالاضافة الى انها ستسعد اتباع سيدنا موسى الحقيقيين ، لكنها ستكون سبه فى حق الصهاينة المدعين ، ولكونها تحمل رموزا من الكتب السماوية الثلاث التى تؤكد على المؤمنين الحقيقيين الذين يعترفون بكافة الرسل ويقدسونهم .
وحذر الجوهرى من تهاون العرب فى حق هذا الكشف الكبير ، الأمر الذى يتنبه له الغرب فتئول هذه القطعة النادرة الى احد المتاحف العالمية فى برلين او لندن او غيرهما ، نتيجة تخازل علمائنا .. موضحا أن اهم الاكتشافات الاثرية فى العالم جاءت من دون الاثريين ، فحجر رشيد او لغة أهل المايا لم يكتشفهما أثرى بل هواة ، بالاضافة الى أن التعرف على صورة احد الانبياء هى هبة من الله يعطيها لمن يشاء من خلقه ، مستدلا على ذلك بما قام به الراهب “بحيرة” عندما تعرف على الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره وأدرك أنه نبى الله .
والباحث الاماراتى أحمد عبد الكريم الجوهرى مكتشف الحجر النقش الثمودي ” وكلمة ثمودي لا تعني أنه ينتمى إلى قوم ثمود، ولكنه نقش متعارف عليه في علم الآثار بأنه نقش يعود لحضارات العرب القديمة التي عاشت في شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام” قد أصدر طبعة ثانية من كتابه بعنوان ” النقش العجيب – موسى عليه السلام ، والمسيخ الدجال ” بدأها بقراءة مدعومة بالصور وتحليل للنقش وأراء علماء فيه والتحاليل التى اجريت للحجر فى ايطاليا وفرنسا ، والصورة التى يدعى انها لنبى الله موسى .
وأكد في كتابه أنه قدم تفسيرا دينيا إسلاميا لهذا النقش وهو بمثابة أمانة يرى أن الله عز وجل ما أخرجها في هذا الوقت إلا لأمر يريده، وهو يعني قرب ظهور المسيح الدجال ، والنقش عبارة عن قطعة من الحجر البازلت الأسود طولها “45 سم” وعرضها “30سم” وسماكتها “10سم” ، ومنقوش بطريقة تخرج جميع الجزئيات فيه نتوئات واضحة وملموسة، وله إطار جميل ويحوي كتابات سريانية وثمودية وكنعانية .
وتظهر القطعة صورة يزعم مكتشف النقش أنها لنبي الله موسى عليه السلام، وعلى خده أفعى ويشترك معها صورة مقطع جانبي لرأس بقرة، ويظهر في الجانب الآخر المسيخ الدجال “كما يفسر ذلك صاحب النقش” وعلى رأسه عقرب، ويشترك معه في الصورة قرد أعور العين اليسرى، ووجه خنزير أعور العين اليسرى أيضا، وصورة مقطع جانبي لرأس تمثال فرعوني يظهر منه ما يشبه اللحية الملكية، وغطاء النمس على الرأس، في اعتقاد الجوهرى أنه فرعون موسى .
من جانبه أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير آثار منطقة دهب بجنوب سيناء – ل المسلة – أن هذا النقش ما هو إلا لوحة فنية تشكيلية لا نعرف أى شيء عن مكنوناتها الأثرية والحضارية التي تنتمي إليها، وماهية الظروف التي اكتشفت فيها، وفي أي مكان بالتحديد تم العثور عليها، وهل كان معها قطع فنية أخرى ، حتى يتم دراستها بشكل علمي وإجراء الدراسات المقارنة ، بالاضافة الى أن تفسير وجودها بالجان يضعها فى موضع أخر فلسفى وليس علمى .
ورأى ريحان أنه في هذا الوقت وفي تلك المنطقة “ازريعات بجنوب سوريا” الذى قيل أنه يمكن ان يكون اكتشاف الحجر بها ، كانت بها دولة الأسباط، وهذه الدولة أو الحضارة لها ما يميزها من مفاهيم ومعتقدات، وهي بعيدة تماما عن التفسير الديني الذي فسر به النقش الثمودى .. موضحا أنه فى مجال علم الآثار لا بد أن يكون هناك مصدر “شخص” عاصر الأحداث التاريخية المعنية ثم يقوم على أثرها بإنتاج عمل فني يعبر عن تلك الأحداث، وفي النقش هناك زعم بأنه يرجع إلى 22 الف عام قبل الميلاد ، فكيف يحوي صورة موسى عليه السلام والمسيح الدجال وصفاته كما وردت في الإسلام والمسيحية، وأيضا تضم كرسي سليمان عليه السلام، هذا في الوقت الذي تتباعد فيه القصص والأحداث بل والأزمان التي عاصرت موسى وسليمان عليهما السلام وقصة المسيخ الدجال عن بعضها البعض .
وربما هذه التساؤلات هي ما دفعت الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن يعلن أن ما طرحه الجوهري في كتابه “النقش العجيب” غير علمي وليس له علاقة بالواقع؛ لأننا لم نجد في مصر نقشًا واحدا يحوي اسم نبي الله موسى، فكيف نجد هذا النقش في الإمارات العربية او سوريا ، كما أن هذا النقش وتفسيراته ليس لها علاقة بالعلم ولا بالآثار .