بدأ المجلس الأعلى للآثار تنفيذ المرحلة الرابعة من مشروع الكشف عن مسار طريق الكباش او ما يعرف بطريق المواكب الكبرى الذى كان يربط بين معبدى الأقصر والكرنك وذلك بعد انتهاء المرحلة الثانية والثالثة .
ويقول الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ان المرحلة الثالثة أسفرت عن اكتشاف التمثال رقم 54 الذى يمثل شكل أبو الهول ، بالاضافة الى العثور على لوحة كبير كهنة آمون “باك إن خنسو” والتى أضافت كثيرا من المعلومات ذات الأهمية التاريخية والأثرية حيث انها تصحح وتضيف من المفاهيم التاريخية عن الأسرة العشرين والتى أظهرت ايضل ولأول مرة شجرة العائلة .
وأضاف ان مشروع الكشف عن مسار طريق الكباش او ما يعرف بطريق المواكب الكبرى هو جزء من المشروع الضخم للحفاظ على مدينة المدائن الأثرية فى العالم “الأقصر” والذى يجرى تنفيذه فى سباق مع الزمن ويتضمن عددا من المواقع الأثرية والمعابد شرق وغرب المدينة بالإضافة الى مشروع تطوير البر الغربى ونقل التعديات ومنازل الاهالى من فوق المقابر الأثرية وتعويضهم بالشكل المناسب .
من جانبه قال صبرى عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية ان طريق الكباش يتصف بعدة عناصر معمارية وهى ان الطريق مرصوف ببلاطات من الحجر الرملى يرتفع قليلا عن عن سطح الأرض ويوجد به صفان من تماثيل ابو الهول “الكباش” متراصة على جانبى الطريق وموضوعة على قواعد حجرية مستطيله ، ويفصل بين كل تمثال حوض من الزهور مبنية بالطوب الأحمر يربط بينهما مجارى مائية للوصول اليها بالإضافة الى سور من الطوب اللبن خلف التماثيل .
وقال صبرى عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية انه من المرجح تاريخيا أن يكون طريق الكباش قد تم انشاءه فى النصف الأول من حكم الأسرة الثامنة عشر ، كما ان الملكة حتشبسوت ذكرت على جدران مقصورتها الحمراء بالمتحف المفتوح بالكرنك أنها شيدت 6 مقاصير لاستراحة الزوارق المقدسة على طول طريق الكباش بين معبدى الأقصر والكرنك .
وأضاف ان طول الطريق يبلغ من الصرح العاشر بالكرنك حتى مدخل مدينة الاقصر حوالى 5ر2 كيلومتر ، ويمتد ثم ينحرف غربا باتجاه النيل ثم يعتدل جنوبا مرة أخرى فى خط مستقيم حتى معبد الأقصر ، ويتفرع منه طريقا آخر يبدأ يبدأ عند الصرح العاشر ايضا ويتجه شرقا بمحازاة السور الخارجى لمعبد الكرنك .
وأشار صبرى عبد العزيز ان الجزء الأكبر المتبقى من الطريق الحالى يرجع تاريخ تشييده الى الملك “نختنبو الأول ” من ملوك الأسرة 30 وهى آخر الأسر المصرية القديمة .. موضحا أنه تم بالطريق بعض الترميمات والتعديلات على عناصره فى عصور مختلفة حتى العصر الرومانى مما يدل على أن الطريق كان مستخدما حتى هذا الوقت .
يذكر أن حفائر طريق المواكب الكبرى “الكباش” بدات فى الخمسينيات من القرن الماضى حيث قام الدكتور محمد عبد القادر بالكشف عن الجزء الواقع داخل معبد الأقصر حاليا بالاضافة الى الكشف عن بعض المبانى المتاخمة للطريق بنفس المنطقة ، ومع منتصف الستينات تم استكمال الحفائر برئاسة الدكتور محمود عبد الرازق فى نفس الاماكن السابقة .
ثم قام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينات حتى 2002 بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى مدخل معبد موت والطريق المحاذى باتجاه النيل ، ثم قام منصور بريك فى 2006 باعادة اعمال الحفائر للكشف عن باقى الطريق بمناطق حديقة الخالدين وطريق المطار وشارع المتحف بالاضافة الى قيامه بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى “الكباش” عبر العصور .