أكد سلطان بن أحمد القاسمى رئيس هيئة الإنماء التجارى و السياحى بالشارقة على أهمية العلاقات التي تربط إمارة الشارقة بالمانيا على جميع المستويات و في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن مشاركة إمارة الشارقة في كبرى والمعارض السياحية والتجارية التي تقام في ألمانيا قد ساهم في وضع أطر جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات وألمانيا التي تعد واحدة من القوى الاقتصادية في العالم، في وقت تظهر فيه أهمية ومتانة القطاعات الاقتصادية في الشارقة والاستراتيجيات التي وضعتها حكومة الشارقة لتعزيز الشراكات الاقتصادية محلياً وإقليمياً وعالمياً.
جاء هذا خلال اللقاء الذي جمع الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بوفد ألماني يضم كبار ممثلى الشركات السياحية ووسائل الإعلام الألمانية في جناح الإمارة على هامش المشاركة في معرض بورصة برلين الدولي للسياحة والسفر.
أشاد القاسمي بسرعة تطور العلاقات بين البلدين قائلاً ” لا شك في أن حرص الهيئات والمؤسسات الإماراتية على المشاركة في كبرى المعارض السياحية و التجارية في ألمانيا يعكس هذا التطور و يؤكد على أهمية الاستثمار المتبادل لتعزيز هذه العلاقات ونقلها إلى مستوى الشراكة الحقيقية ، كما أن العلاقات الألمانية الإماراتية تعتبر من العلاقات الوطيدة على المستوى الاقتصادي”.
هذا و قد تركز الحوار خلال اللقاء على معرفة مقومات الجذب التي تميز الشارقة عن سواها حيث أشار رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي إلى أن أبرز الأسباب التي تدفع السياح إلى الشارقة هو ما تتمتع به الإمارة من عوامل جذب ثقافي و تراثي يميزها عن سواها في المنطقة والعالم ، كما أن أبرز الأسباب التي تدفع المستثمرين نحو الاستثمار في مشاريع مختلفة بالإمارة هي الاستفادة من المناخ الاستثماري المشجع والتسهيلات التي تقدمها الإمارة حيث تمكنت حكومة الشارقة من تأسيس بنى تحتية متطورة و وضع قوانين شفافة ساهمت في جلب استثمارات كبيرة من خارج الإمارة، قائلاً ” ها هي إمارة الشارقة اليوم تتمتع بعلاقات استثمارية متينة مع العديد من دول المنطقة و العالم ، و لعل إطلاق المشاريع الكبرى و النوعية في الشارقة يشكل دليلاً واضحاً على رغبة المستثمرين من مختلف أنحاء العالم في الاستفادة من الفرص الاستثمارية في الإمارة التي تعمل على إزالة المعوقات من أمام المستثمرين و تحسين مستوى الأداء و تقديم المزيد من التسهيلات و الخدمات النوعية التي عرف عن الشارقة توفيرها لدعم الاستثمار في مختلف القطاعات فيها”.
و قال “لقد تميزت إمارة الشارقة عبر العصور بأهميتها الجغرافية حيث كانت دائما مركزا للتبادل التجاري في المنطقة ، كما أنها تقع على تقاطع طرق التجارة العالمية، وتتميز عن باقي الإمارات بكونها البوابة الوحيدة للعبور إلى الخليج العربي وخليج عمان ، أضف على ذلك أن الشارقة هي العاصمة الثقافية للإمارات العربية المتحدة، وتحاكي جذورها التاريخية العريقة بالمحافظة على مكانتها اليوم باعتبارها محورا للتجارة والأعمال والسياحة والاستجمام ، وعليه فقد كانت إمارة الشارقة ولا تزال المحور الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تملك الإمارة نحو 16 متحفا ومركزا ثقافيا، تعنى بالعلوم والتراث والحياة البرية وغيرها ، بالإضافة إلى العديد من معارض الفنون والمواقع التاريخية والأثرية ، كل هذا يحدد الهوية العامة للإمارة و ما يميزها عن سواها في المنطقة “.
وقال “لقد اتخذنا خطوات جبارة باتجاه ترسيخ مكانة الشارقة على خارطة السياحة والأعمال العالمية ، و نحو خلق مناخ استثماري مشجع، تدعمه بنية تشريعية وقانونية ملائمة، و بنى تحتية متطورة وخدمات وتسهيلات عصرية ، وقد ساهم ذلك إلى جانب ما تتمتع به الإمارة من فرص استثمارية وافرة ، في جعل الشارقة الوجهة المفضلة للاستثمارات ورؤوس الأموال من كافة أنحاء العالم، بفضل السياسة الاستثمارية الحكيمة، التي تتبناها حكومة الشارقة للوصول إلى العالمية ” .
وحول أسباب الحضور القوي والمستمر لإمارة الشارقة في معرض بورصة برلين قال القاسمي “تشكل المعارض السياحية الدولية محطة أساسية في عملية إبراز المنتج السياحي لإمارة الشارقة ، ونافذة نطل عليها إلى العالم وسط منافسة دولية شديدة حيث يمثل جناح الإمارة في هذه المحافل واجهة سياحية للإمارة للظهور من خلالها والتعريف بخصائص منتج سياحي متميز يرتكز في معطياته على تقديم تعريف جديد للسياحة العائلية لم يكن يحظى بذلك القدر من الأهمية والاهتمام على الخارطة السياحية الدولية، فضلاً عن البعد الحضاري والتاريخي والإنساني والثقافي الذي يجسده منتج الشارقة السياحي، وهو ما يضفي عليه صبغة التميز والتفرد وسط هذا الكم النوعي، بحيث باتت مشاركات الشارقة تترك بصمة واضحة لها في الكثير من المحافل الدولية ، إذ تروج الإمارة وتسوق لمنتجها السياحي بما يتلاءم مع خصوصيته ويرقى إلى مستوى مكانته المرموقة والمتميزة على خارطة السياحة العالمية”.
اختتم القاسمي حديثه بالإشارة إلى العائد على القطاع السياحي في الإمارة من المشاركة في فعاليات معرض بورصة برلين الدولي للسياحة والسفر قال” لعل أبرز ما تحقق لنا في إمارة الشارقة على المستوى السياحي عقب مشاركتنا في فعاليات هذا المعرض خلال العام المنصرم هو الزيادة الملحوظة في عدد السياح الألمان الذين توافدوا إلى الإمارة حيث زار الإمارة خلال العام الماضي أكثر من 73 ألف سائح ألماني بزيادة تصل إلى 6 % عن العام ، حيث استقطبت الإمارة خلال العام 2007 حوالي 68 ألف سائح ألماني ، ولا شك في أن هذا الارتفاع الواضح والمتواصل في حجم التدفق السياحي الألماني إلى الشارقة يؤكد من جديد أهمية و فاعلية المشاركة في هذا المعرض للتعريف أكثر بمقومات إمارة الشارقة السياحية و العمل على استقطاب المزيد من السياح إليها “.
وقال “يحظى معرض بورصة برلين باهتمامنا خاصة، بعد أن شهدت العلاقات الألمانية الإماراتية نقلة نوعية، وأصبحت دولة الإمارات شريكا استراتجيا لجمهورية ألمانيا منذ توقيع مذكرة التفاهم في العام 2004، الأمر الذي ساهم في رفع مساهمة الاستثمار الألماني في الإمارات حيث وصل عدد الشركات الألمانية العاملة في الإمارات إلى نحو 500 شركة تزاول مختلف النشاطات الاقتصادية، وعلى ضوء النتائج الملفتة – في رفع نسبة السياح الأوروبيين، فقد أظهرت الإحصائيات الصادرة عن هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة أن السياح من أوروبا يحتلون المرتبة الأولى من حيث تدفق السياح إلى الإمارة خلال العام 2008 ، و بلغت نسبتهم 35 % من إجمالي عدد السياح الذين زاروا الإمارة، ونسعى بعون الله إلى رفع ثقل سياحة الشارقة من خلال طرح مفهوم جديد للسياحة العائلية والثقافية ،وعبر إنشاء صناعة سياحية يسعى إليها السائحون لتناسبها مع أذواقهم وحاجاتهم ووفق المواصفات الدولية”.
من ناحية أخرى شاركت إدارة متاحف الشارقة في معرض بورصة برلين الدولي للسياحة والسفر ، بعد النجاح الكبير الذى حققته الإدارة عبر مشاركتها الأولى في المعرض خلال دورته في العام الماضي .
وقالت منال عطايا مديرة عام إدارة متاحف الشارقة أن مشاركة إدارة المتاحف فى المعرض تسعى من خلالها إلى عرض ما توفره متاحف الشارقة من تجربة فريدة ومتميزة لجميع زوارها من خلال التنوع الكبير في المجالات التي تغطيها والتي تشمل الاثار والفنون والخط والتراث والأحياء المائية والعلوم والحضارة الإسلامية وغيرها الكثير.
واكدت ان هذه المشاركة تأتي تجسيدا للتعاون القائم بين مختلف الهيئات والإدارات المعنية في إمارة الشارقة مثل هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة وسعيها المشترك نحو زيادة الوعي بأهمية إمارة الشارقة والمكانة التي تتمتع بها على صعيد الثقافة والتراث والسياحة.
وأوضحت عطايا ان إمارة الشارقة المعروفة بعاصمة العرب الثقافية وهو لقب منحته إياه منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة في عام 1998 تتمتع بمجموعة غنية من المتاحف المتنوعة التي تلقى اقبالا كبيرا من قبل السائحين وخصوصا من الأوروبيين الذين يهتمون بالسياحة الثقافية والتراثية وقد شهدت إمارة الشارقة تدفق عدد كبير من السياح في السنوات الماضية لما تتمتع به من سمات ثقافية.
واضافت عطايا ان إدارة متاحف الشارقة ستواصل جهودها للترويج لمتاحفها على مدار العام حيث سنشارك في معرض سوق السفر العربي 2009 ومعرض سوق السفر العالمي في لندن والعديد من جولات ترويجية في دول مجلس التعاون الخليجي.