النمو السريع .. خسائر أسرع
فلوريدا “المسلة” ….. في أقل من شهر من إعلان ولاية فلوريدا عن تحقيق أرقام قياسية في نسبة السياح الذين حلوا بها هذا الصيف، أجهض إعصار إرما كل الجهود التي بذلتها الولاية المشهورة “بالولاية المشرقة”، لاستقبال المزيد في ما تبقى من أيام هذه السنة.
الولاية أعلنت عن استقبالها لـ 60 مليون سائح منذ كانون الثاني/يناير الماضي، محققة بذلك ارتفاعا قدر بـ 4.1 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وفق أرقام رسمية صادرة عن جمعية مطاعم فلوريدا.
وبعد وصول إعصار إرما إلى الولاية، يواجه قطاع السياحة اليوم الكثير من المشاكل والتحديات، فالإعصار شكل “ضربة” لقطاع تبلغ قيمته 90 مليار دولار، ما يعني أنه بمثابة العجلة المحركة لاقتصاد الولاية.
في هذا الصدد، يقول كيفن مورفي، رئيس كلية روزين للضيافة التابعة لجامعة سنترال فلوريدا، “إن الشركات الكبرى كديزني ويونيفرسال يمكنها مقاومة هذه الأزمة، ولكن المشاريع الصغرى كأرباب سيارات الأجرة والقوارب والفنادق الصغرى مثلا سيعانون كثيرا من انعكاسات الإعصار. إن اقتصاد الولاية مبني على هذه المشاريع”، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان.
ولعل أبرز تحديات الولاية بعد إعصار إرما هو إعمار المنشآت السياحية، بالإضافة إلى إعادة خدمات الماء والكهرباء في مجمل المدن السياحية للولاية.
“انقطع الكهرباء عن المحل، ومع ذلك جئت للعمل بعد توقف دام لأيام. أعتقد أن غالبية المحلات هنا انقطع عنها الكهرباء”، تقول نانسي باترسون إحدى المسؤولات عن أحد المطاعم للغارديان.
وحتى بعد إعادة هيكلة المناطق المتضررة من الإعصار، ستواجه الولاية تحدي إقناع السياح بالعودة تدريجيا إلى زيارتها، لكن المسؤولين عن القطاع السياحي في الولاية يقولون إنهم قادرون على إعادة عجلة السياحة إلى سكتها في أقرب الأجال.
ويتوقع موقع Visit Florida أن يستمر نمو القطاع السياحي في الولاية، وأن يستمر في حصد المزيد من الأرقام القياسية، إذ تطمح الولاية إلى تحقيق 120 مليون سائح بنهاية العام.
يقول كين لوسن، مدير موقع Visit Florida “بعد تحقيق 60 مليون سائح، سنستمر في ابتكار أساليب جديدة وسنقوم بتطوير خدماتنا حتى يستفيد منها كل الزوار، الهدف هو جعل ولاية فلوريدا الوجهة السياحية رقم واحد في العالم”.
