حداد: المغرب استقبل 9.43 مليون سائح العام الحالى
الرباط "المسلة" …. كشف وزير السياحة، لحسن حداد، أن القطاع السياحي بالمغرب تأثر خلال السنوات الأخيرة بالوضعية الإقليمية التي تعرفها عدد من الدول، والتي وصفها بـ"الخطيرة"، خاصة مع توالي الأحداث المؤسفة التي عرفها العالم، كظهور "داعش" و"إيبولا" وأحداث "باردو" وسوسة التونسيتين، بالإضافة إلى هجمات "شارلي إبدو"، وغيرها.
وشدد حداد، خلال استضافته بمنتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، امس، على أن "القطاع السياحي ينخرط في إطار استمرارية عبر رؤية 2010 و2020، وهناك توجه إستراتيجي للدولة من أجل تنويع الاقتصاد وإعطاء إمكانية لكي يقدم المغرب صورة جيدة له عبر العالم، من خلال عرض جاذبيته والتواصل حول ما تزخر به البلاد في المجال السياحي". واستنادا إلى ذلك، أكد حداد أن "أداء السياحة الوطنية تأثر بالأحداث الإرهابية التي عرفتها دول المنطقة، ليس بطريقة أوتوماتيكية، وإنما بطريقة مرافقة".بحسب هسبريس
"نظرا للأمن والاستقرار، فالسياحة المغربية قاومت إلى درجة أن نسبة الانخفاض في أواخر أكتوبر لم تتجاوز ناقص 0.9 في المائة"، يؤكد وزير السياحة، مشددا على أن "هناك يقظة ومناعة في إطار استباقي لجميع الأسواق، خاصة السوق الفرنسي الذي يكتسي أهمية بالنسبة إلى المغرب".
وكشف المتحدث ذاته أن "عدد السياح الذين توافدوا على المغرب خلال هذه السنة بلغ 9.43 مليون سائح"، واصفا هذا الرقم بـ"المشجع"، في مقابل تراجع عائدات السياحة بنسبة 0.9 في المائة.
وبالرغم من تسجيل هذا العدد من الوافدين على المغرب، كشف حداد تراجع ليالي المبيت بنسبة 6.6 في المائة، وأرجع ذلك إلى "وجود القطاع غير المهيكل، بالإضافة إلى قصر المدة التي يمضيها الوافدون، بالإضافة إلى وجود شركات تكتري شققا ولا تمر من الإطار القانوني الموجود".
واعتبر الوزير الحركي أن "مؤشر العائدات والوافدين يبقى مستحسنا، بالنظر إلى ما هو موجود في المنطقة"، مشددا على أن "للمغرب صورة جيدة على المستوى الدولي والسياحي، مع ضرورة العمل على استرجاع بعض الأسواق السياحية"، إذ كشف "انخفاضا بنسبة خمسة في المائة بالنسبة للسياح الفرنسيين والإيطاليين والبلجيكيين، وتم تعويض هذه النسبة عبر السوقين الألماني والإنجليزي، من أجل خلق نوع من التوازن بين هذه الأسواق والتنويع في ما بينها".
في ما يخص السياحة الداخلية، كشف حداد تطورها ووصلوها إلى نسبة 33 في المائة خلال العام الحالي، بعدما كانت تشكل في 2010 نسبة 23 في المائة من السياحة بشكل عام؛ في حين يبقى الهدف المرسوم لسنة 2020 هو الوصول إلى نسبة 40 في المائة، كما أن رقم المعاملات في هذا الإطار وصل إلى 31 مليار درهم.
ومن أجل تطوير السياحة الداخلية، يؤكد حداد، "تم تنويع العطل على المستوى الوطني لأول مرة، إذ تم اعتماد عطلة خاصة في كل جهة؛ مما مكن من ربح 30 يوما في الفنادق التي تشتغل مع السياح"، مؤكدا "ضرورة خلق منتج يتماشى مع تطلعات العائلة المغربية".
ذكر حداد أن "الرهان حاليا يتمثل في العمل على جودة القطاع السياحي، من خلال العمل على أربعة إجراءات، الأول هو إصدار قانون خاص بالتصنيف، لا يرتكز فقط على الخدمات، وإنما أيضا على تحسين ظروف الإيواء، بالإضافة إلى محاربة القطاع غير المهيكل، إذ تم إدماج 175 مؤسسة في جهة مراكش، وكذا العمل على تكوين الموارد البشرية، من خلال وضع معايير خاصة بالتكوين، في ما يرتبط بالإجراء الرابع بمحيط السياحة، وما يتم توفيره للسياح من خدمات استقبال وغيرها".
وفي ما يرتبط بالتوقعات خلال العام المقبل، توقع حداد تطور عدد الوافدين بنسبة 3.8 في المائة، فيما ستخرج عدد من الفنادق إلى حيّز الوجود، بالإضافة إلى أنه من المنتظر أن ترتفع نسبة التشغيل بنسبة 2 في المائة، وكذا تنويع الأسواق عبر فتح مندوبية للمكتب الوطني للسياحة في تركيا. "كما أننا في طور دراسة السوق الهندي من أجل غزوها كما حصل مع السوق البرازيلية وسوق غرب إفريقيا"، يقول حداد.
كشف المتحدث ذاته عقد لقاء من أجل الانفتاح على السوق الروسية، بعد ما حصل في كل من تركيا ومصر، إذ اعتبر أن هذه السوق تبقى في متناول المغرب، كما هو الحال بالنسبة إلى الأسواق السياحية الإسكندنافية.
من جهة أخرى، نفى وزير السياحة لحسن حداد أن يكون القطاع السياحي في المغرب مرتكزا على السياحة الجنسية، وأكد أن "المملكة تعتبر وجهة ثقافية على غير ما يتم ترويجه بكون عدد كبير من السياح يتوافدون عليها لغايات جنسية".
وأكد حداد، بمنتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، أن "99 في المائة من السياح الأجانب يتوافدون على المغرب من أجل التعرف على معالمه الثقافية، كما أن السلطات تتعامل بشكل صارم مع التجاوزات"، مضيفا أنه يعمل على "إعادة هيكلة وزارة السياحة وملاءمتها مع التقسيم الجهوي الجديد"، كما "يضع اللمسات الأخيرة حول المجلس الوطني للسياحة الذي سيجمع مختلف الفاعلين في هذا القطاع". وتابع الوزير الحركي بأن "أكبر غنى في المغرب هو الغنى الثقافي، والمدن العتيقة والقصبات في الجنوب، ولا يمكن أن نتحدث عن أن هناك ضعفا في هذا المجال"، مشددا على "ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بهذه الجوانب".
وكشف المتحدث ذاته أن "الوزارة اعتمدت على تقديم الدعم للمهرجانات والتظاهرات الثقافية، بالإضافة إلى وضع اللمسات الأخيرة على برنامج مدينتي، الذي يرمي إلى تأهيل عدد من المدن العتيقة، بدعم من البنك الدولي ووزارة الثقافة وعدد من الوزارات، والاهتمام بكل ما هو ثقافي، وكذا علامات التشوير".
كما أكد حداد أن "المستوى الثقافي للسياحة المغربية يعتبر رائدا على المستوى المتوسطي، كما أن هناك عملا من أجل الاستجابة لرغبات جميع السياح"، مردفا بأن "التطور الذي عرفه توافد السياح الألمان والبريطانيين يعود إلى تحول بنيوي، من خلال الانفتاح على عدد من المناطق في هذه الدول، مثل مانشستر وليفربول ونيوكاسل في إنجلترا، بالإضافة إلى عدد من المدن الألمانية، من خلال فتح خطوط جوية مع مدينة مراكش".
وبجواب مقتضب على الأحداث الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس، عبر حداد عن إدانته لهذه الهجمات، معتبرا أن "مرتكبيها بلا قيم"، فيما دعا إلى "فتح نقاش عميق حول تقاعد البرلمانيين والوزراء"، على خلفية الجدل الذي أثاره تصريح زميلته في الحكومة، شرفات أفيلال.