المسلة السياحية
غد جديد
بقلم : خالد صلاح الدين
•• ايام قليلة وتشهد مدينة الاقصر احتفالا عالميا ننتظره جميعا بأفتتاح طريق الكباش وهو المشروع الذى استغرق اعداده وتجهيزه حوالى ١٥ عاما تقريبا..منذ ان كان اللواء سمير فرج رئيسا للمجلس الاعلى للاقصر،قبل ان تتحول الى محافظة عام ٢٠٠٤..والذى قرر اعادة احياء طريق الكباش الذى كان يربط بين معبدى الاقصر والكرنك..واستمر العمل فى المشروع لسنوات وتوقف العمل لفترات حتى نجح الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والاثار فى احياء المشروع من جديد..والاسراع فى خطوات التنفيذ..لنصل الى المحطة الاخيرة التى ننتظرها جميعا..ليعلن عن الانتهاء منه خلال الاحتفال العالمى الذى ستشهده مدينة الاقصر خلال الايام القليلة القادمة..لنقدم للعالم احتفالا عالميا جديدا يماثل الاحتفال الذى تم خلال موكب نقل المومياوات من المتحف المصرى بالتحرير الى متحف الحضارة بالفسطاط..او ربما يتفوق عليه..وهذا مانأمله ••
ولن اتناول هنا تفاصيل الاحتفال او اهميته الدولية والتاريخية ايضا وانتظار الملايين حول العالم من عشاق الحضارة المصرية لرؤيته ومتابعته..ولكن وددت ان اتناول ما يمكن ان يحدثه هذا الاحتفال من نقله نوعية كبرى للسياحة الثقافية فى مصر..بعد سنوات من الانحسار ان جاز التعبير..وهو املنا جميعا ان تعود السياحة الثقافية لتحتل المكانه التى تستحقها..فمصر بها اكثر من ثلث اثار العالم..ومع ذلك لازال حجم حركة السياحة الثقافية القادمة الينا محدودا جدا مقارنة بما نمتلكه من مقومات لهذا النوع من السياحة.
&&&&&&&&&&
ولاشك ان الدولة فى المرحلة الحالية حريصة على تنمية كل مايصب فى صالح تنمية السياحة الثقافية..فقامت بأنشاء المتاحف فى اهم مقاصد السياحة الشاطئية فى مدينتى شرم الشيخ والغردقة..لتساهم من خلالهما فى الترويج لمنتج السياحة الثقافية..واطالة فترة اقامة السائح بمصر..وقامت بالتعاون مع وزارة الطيران المدنى بتشغيل خط للربط بين شرم الشيخ والاقصر..
واذا عدنا الى النتائج المنتظرة او المتوقعة من هذا الاحتفال والاعلان عن الانتهاء من اعادة طريق الكباش..فهى كثيرة وفى مقدمتها عودة حركة السياحة الثقافية الى طبيعتها لتحتل المرتبة الاولى فى انماط السياحة المختلفة التى تتمتع بها مصر من حيث اقبال السائحين عليها..
بالاضافة الى انه من المتوقع ان يشهد المستقبل القريب دمج او مد للرحلات لتصبح زيارة المقاصد الشاطئية تتضمنها زيارة الى مختلف او بعض مقاصد السياحة الاثرية او الثقافية او العكس..زيارة المقاصد الثقافية ثم التوجه الى الشواطىء..
ولن يكون طريق الكباش هو الاخير للترويج لمنتج السياحة الثقافية..ولكن سيتبعه خلال العام القادم بأذن الله افتتاح المتحف المصرى الكبير بما يحتويه من قطاع اثرية تتجاوز خمسة الاف قطعة لتوت عنخ امون..ثم الاحتفال بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ امون..ليتواصل الترويج لمنتج السياحة الثقافية..
&&&&&&&&&&
واذا كان حديثنا عن السياحة الثقافية واهمية هذا الاحتفال لاستعادة مكانتها التى تستحقها ..فالحديث ايضا يجب ان يتناول التطوير الذى يتم فى مختلف المطارات المصرية ليواكب حجم الحركة السياحية المتوقعة..والتى تشير اليها كل توقعات المتخصصين وخبراء السياحة..وخاصة ما يمكن ان يساهم به مطار سفنكس الدولى لتحقيق طفرة كبيرة للسياحة الثقافية من خلال الرحلات المتوقع ان يستقبلها..لنقل حركة السياحة من مختلف المقاصد السياحية المصرية..
والتى تعمل على تنشيطها وزارة السياحة والاثار من خلال دفع منظمى الرحلات بتنظيم رحلات من مختلف المقاصد السياحية الشاطئية لزيارة اهم المعالم الاثرية بالقاهرة او الاقصر واسوان..او من خلال رحلات الطيران العارض “الشارتر” المباشرة المتوقع ان يستقبلها المطار مع بداية افتتاح المتحف المصرى الكبير..
وهذا ما دفع الدولة للتفكير فى انشاء هذا المطار لربط منطقة اثار الهرم بمختلف المقاصد السياحية..وقد احسن الطيار محمد منار وزير الطيران المدنى التقدير عندما قرر زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار من ٣٠٠ راكب ساعة الى ٩٠٠ راكب ساعة وتوسعة المبنى لتصبح مساحته الاجمالية ٢٣ الف متر مسطح بدلا من ٣٦٠٠ متر..
وكل هذا سيصب فى صالح التنمية المتوقعة لنمو حجم حركة السياحة الثقافية.. ان شاء الله.. وتحيا مصر