المسلة السياحية
ΒΒيشهد قطاع الطيران في أوروبا والولايات المتحدة إضرابات بين صفوف عمال المطارات بسبب عدم التوافق بين الطلب القوي على السفر وعدد العاملين المنخفض، مما تسبب في إلغاء مئات الرحلات الجوية في مطارات رئيسية.
فرنسا
ففي فرنسا، ألغيت عشرات الرحلات المبرمجة في مطار شارل ديغول بالعاصمة باريس، بسبب استمرار إضراب عمال المطارات المطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية من خلال رفع الأجور وفتح باب التوظيف في ظل ارتفاع نسبة التضخم والانتعاش القوي للسفر جوّا مع تراجع جائحة كورونا.
وأعلنت شركة “إير فرانس” إلغاء أكثر من 10% من رحلاتها القصيرة والمتوسطة انطلاقا من مطار شارل ديغول وأبقت على برنامجها للرحلات الطويلة.
ويواصل رجال الدفاع المدني وعمال الخدمات في مطارات شارل ديغول وأورلي ومارسيليا إضرابهم ؛ مما أجبر الإدارة العامة للطيران المدني في فرنسا على طلب الإلغاء الوقائي لعدد من الرحلات الجوية، وأُغلق عدد من مدارج الإقلاع والهبوط بسبب عدم توفر العدد الكافي من العمال لضمان سلامة العمليات الملاحية.
ووفق إدارة مطارات باريس، فإن هذه الإلغاءات ستؤثر على رحلة من بين كل 5 رحلات. وعلقت المفاوضات بين ممثلي العمال وإدارة مطارات باريس من دون التوصل إلى اتفاق.
بريطانيا
وفي بريطانيا، وحسب الإدارة العامة للطيران المدني فإن المسافرين في جميع المطارات يقفون في طوابير طويلة ويواجهون تأخيرا في الرحلات مع تفاقم مشكلات الأمتعة.
وأعلنت إدارة مطار هيثرو الدولي في لندن إلغاء 30 رحلة بسبب النقص الحاد في عدد الموظفين.
ويعاني مطار هيثرو من مشكلات في توفير الموارد لتلبية الطلب المتزايد على السفر، وهو ما أدى إلى تقطّع السبل بأكثر من 6 آلاف مسافر.
وتعزو الإدارة هذه المشاكل إلى النقص الكبير في عدد الموظفين بسبب جائحة كورونا وتوقف صناعة السفر بعد القيود الصارمة التي فُرضت أثناء الجائحة.
ألمانيا
وتشهد مطارات ألمانيا طوابير طويلة وإلغاء رحلات بالجملة خاصة في شركة لوفتهانزا، وأعلنت الحكومة الألمانية أنها ستستعين بعمال أجانب لإنهاء الفوضى في مطاراتها التي تواجه نقصا في عدد الموظفين يقدّر بـ7200 متخصص.
إسبانيا
وفي إسبانيا، ألغيت ما لا يقل عن 10 رحلات لشركة راين إير و5 رحلات لإيزي غيت، وتأجلت 175 رحلة للشركتين بعدما أضرب موظفو شركتي الطيران منخفضتي التكلفة عن العمل احتجاجا على مستوى الأجور وظروف العمل.
الخطوط الإسكندنافية
في الإطار ذاته، أُرجئ مجددا تهديد بإضراب مفتوح لطياري الخطوط الجوية الإسكندنافية (ساس) -وهي شركة الطيران الوطنية لكل من السويد والدانمارك والنرويج- مع تمديد المفاوضات بين الإدارة والنقابات للمرة الثانية.
وقالت شركة الطيران -التي تعاني من مشكلات- في بيان إن “المفاوضين قرروا إرجاء الإضراب مجددا”.
وكانت مهلة الإضراب -التي حددتها النقابات أساسا الأربعاء الماضي- أرجئت إلى السبت، ومُددت المهلة الآن حتى منتصف رغم إمكان الإعلان عن إرجائها مرات أخرى.
ويحتج الطيارون على اقتطاعات للرواتب تطالب بها الإدارة في إطار خطة إعادة هيكلة تهدف إلى ضمان استمرار الشركة التي منيت بخسائر منذ ظهور فيروس كورونا مطلع 2020.
الولايات المتحدة
وفي الولايات المتحدة، ألغت شركات الطيران نحو 600 رحلة، كما تأخرت أكثر من 2200 بسبب النقص في طواقمها، وفق الموقع الإلكتروني “فلايتاوار” المتخصص في تتبع حركة الرحلات الجوية.
كما كان الوضع صعبا أيضا، إذ أعلن الموقع أنه رصد إلغاء 587 رحلة من إجمالي 3060 رحلة ملغاة في العالم، مع تأخير نحو 8 آلاف أخرى.
أضرب طيارو شركة “دلتا إيرلاينز” للمطالبة برفع أجورهم لتعويضهم عن الساعات الإضافية التي عملوها.
وأصبحت هذه المشاكل تعترض المسافرين الأميركيين بشكل متزايد، إذ تعمل شركات الطيران الأميركية بفرق أقل بنسبة 15% مقارنة عن الفترة قبل الجائحة، وتواجه صعوبات في التعامل مع عودة الإقبال الكبير للمسافرين على الرحلات الجوية.
وتؤكد شركات الطيران أنها تعمل على إيجاد حل للمشكلة، وتعزز حملاتها لتوظيف طيارين وموظفين.
علما أن عدد المقاعد المتاحة للمسافرين تقلّص بسبب تدابير احتواء كوفيد-19.
ومع الخروج من الجائحة يتم إدراج عدد رحلات يفوق عدد الطيارين.
المصدر – الجزيرة