فريمان يروج لسياحة مصر من سفح الهرم بكرتونة ..!
بقلم: اشرف الجداوى
اغمى على وفقدت الحس والحركة للحظات وعدت للوعى الحمد لله .. بعد ان صدمتنى صور الوزير العائد من خارج الصندوق ليدخله مرة اخرى بدون ارادة منه وهو يقف فى سعادة ادامها الله عليه بجوار الفنان الامريكى مورجان فريمان – بجوار اهرامات الجيزة امس الجمعة وفيما اظن وان بعض الظن حلال وليس اثما كما تعلمنا وخبرنا … ان وزير السياحة زعزوع فوجئ برسالة نصية على هاتفه النقال من فاعل خير وهم كثيرين فى بر المحروسة يخبره ان "فريمان" ضبط ملتبسا بزيارة الاهرامات فى تلك اللحظة، بعد ان هبطت الطائرة لظروف ما اضطراريا فى مطار القاهرة فيما يبدو ذلك ..؟!
وهو الامر الذى اربك الوزير وهيئة التنشيط السياحى المزعوم ومكتبه الاعلامى فى يوم الجمعة، مما ادئ الى ان يخرج المشهد مرتبكا تماما وملتبسا ايضا وهو ما ادركته بعد ان انتبهت من الاغماءة بقليل ولم اجد من يسعفنى بالمكتب فاليوم اجازة الزملاء، وعاودت التدقيق مرة اخرى فى صور الحدث المهم والسياحى والتسويقى الممتاز، والتى تسلمتها عبر البريد الالكترونى بصورة عاجلة ومهمة من ادارة اعلام وزارة السياحة، والتى ستجوب العالم خلال ساعات عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعى والفضائيات العالمية – فريمان تحت سفح الهرم – والذى يعد فى علوم التسويق السياحى الدولى حدث غير تقليدى فريد، يمكن لو احسن استغلاله الاستغلال الامثل ان نحرك المياه الراكدة بعض الشئ فى بحيرة السياحة المصرية التى ضربها جليد الكساد بعد ثورات الربيع المزعومة.
ولكن الصور التى التقطت للممثل الامريكى والوزير فى منطقة الاهرامات اصابتنى بالصدمة والاسى والحزن من فرط البؤس الكامن فيها وانعدام الابداع والفكر .. وافزعنى ما شاهدته فى الصور وعجزت عن التفكير والتبرير حتى لنفسى عن اسباب منطقية لتلك الصور البائسة، وبخاصة والفنان الكبير يمسك بفرخ كرتون لايزيد عن حجم كشكول واجب "مروان" المدرسى، وقد كتب عليه عبارة شهيرة قالها الفنان المصرى محمود يس فى فيلم "الصعود للهاوية" مخاطبا الفنانة مديحة كامل فى شخصية "عبلة كامل" الجاسوسة بعد ان امسك بها وفى طريق العودة من الخارج (هذه هى مصر) ويضعه بالقرب من صدره، صورة بمفرده واخرى يقف الوزير ممسكا بطرف الفرخ الكارتون ومورجان فريمان يمسك بالطرف الاخر .. منتهى الابداع الحقيقة ومنتهى التنشيط للسياحة المصرية بتلك الكرتونة، وهذه هى بالفعل القوة الناعمة لتسويق مصر عالميا التى يتحدث عنها خبراء التنشيط السياحى المصرى هذه الايام .. ولولا الحياء لوصفت تلك الفعلة باقبح الكلمات التى تضعنى تحت طائلة القانون.
ولن اقوم بدور الخبير او المفكر والفليسوف عن ما كان يجب ان يتم وكيف لاستغلال الفرصة التى سنحت لاهل الصنعة السياحية من وجود نجم هوليوود "مورجان فريمان" فى منطقة الاهرامات … فقط احببت ان ارصد تلك اللحظة التاريخية فى عمر مصر والسياحة عندما يسوق لها بكرتونة .. !!
