اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مقبرة اليونان الأثرية المكتشفة حديثا تبوح بأسرارها

مقبرة اليونان الأثرية المكتشفة حديثا تبوح بأسرارها

 

العثور على هيكل عظمي دفن منذ 25 قرنا

 

أثينا " المسلة " …  عثر علماء الآثار في مقبرة أمفيبوليس الأثرية المكتشفة حديثا في منطقة مقدونيا شمال اليونان على بقايا عظام شخص دُفن منذ 25 قرنا في قبر ذي بناء فخم، تحت قبة ارتفاعها 3 أمتار، يحميها سور يمتد على مسافة 497 مترا مصنوع من رخام مصدره جزيرة ثاسوس المجاورة، ويرجح أن يكون هذا الشخص من ذوي النفوذ أو أنه من أقارب الإسكندر المقدوني، وأشارت تكهنات أولية إلى أنه يضم رفات روكسانا، زوجة الإسكندر الفارسية، أو والدته أولمبيا، أو أحد المقربين منه أو أحد كبار قادته العسكريين.

 

ويستبعد علماء الآثار تماما أن يكون هذا القبر عائدا للإسكندر المقدوني، الذي حكم واحدة من أكبر الإمبراطوريات في العالم القديم وهو في سن الـ30. وكان ملكه يمتد من البحر الأيوني إلى جبال الهيمالايا، إذ يقول المؤرخون إنه دفن في الإسكندرية بمصر. وتحدث وزير الثقافة اليوناني كونستاتينوس تاسولاس، عن اللغز المحيط بأعمال التنقيب الفريدة في مدينة أمفيبوليس الأثرية، التي تشكل محط اهتمام اليونانيين، قائلا: «لعل تماثيل أبو الهول باتت مستعدة للبوح بأسرارها، أخيرا».

 

وعن التمثال الذي عُثر عليه أيضا داخل المقبرة قال تاسولاس: «إنه تمثال فريد من حيث الحجم واللمسة الفنية، مما يجعله رائعا، لقد أراد البناؤون التعبير من خلاله عن قوة هذه المنطقة من اليونان، مقدونيا، كما أرادوا بوضوح التعبير عن قوة الشخص المدفون في المقبرة». ووصل المنقبون من خلال أعمال الحفر المستمرة على مدى الأشهر الـ3 الماضية إلى اكتشاف 3 غرف لمقابر كشفت عن المزيد من التحف الفنية الجميلة، بدءا من مدخل المقبرة، الذي يزينه تمثالان مقطوعا الرأس لأبو الهول. وهو كناية عن مخلوق أسطوري مقسَّم إلى 3 أجزاء، موزعة بين أسد وطائر وإنسان.

 

وواصل علماء الآثار أعمال الحفر والتنقيب، بحثا عن غرفة رابعة محتملة، وكشفوا عن وجود خندق يحتوي بقايا باب رخامي، وكان فريق العلماء بقيادة عالمة الآثار اليونانية كاترينا بريستيري قد عثر على ما يُعتقد أنه أكبر قبر قديم يتم اكتشافه في اليونان. ورغم أن العلماء لم يعثروا بعد على أي بقايا بشرية حتى الآن بخلاف الهيكل العظمي، فإنهم يعتبرون مشهد بيرسيفون الأسطوري دلالة حاسمة تؤكد أنه مقبرة.

 

وأعادت الدكتورة بريستيري تاريخ المقبرة إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، أي بعد موت الإسكندر الأكبر، مما يفتح المجال للتفكير بأنه مدفون هناك، لكن بريستيري قالت إن تحديد هوية الميت يجب أن تنتظر حتى الانتهاء من أعمال التنقيب، التي قد تطول لسنوات. وتوقع علماء الآثار أن يسفر العثور على عظام الشخص المدفون في القبر ألغامض العائد للحقبة الهيلينية في القرن الرابع قبل الميلاد، عن كشف ملابسات كثيرة حول عمره وجنسه وأسباب وفاته، وأن التحليل الأنثروبولوجي للعظام وتحليل العمر من خلال مادة الكربون 14 وتحليل الحمض الريبي النووي (دي إن إيه)، من شأنها أن تكشف عن معلومات قيمة في قابل الأيام والأشهر.

 

كما ستتيح التحاليل تحديد الحقبة التي عاش فيها صاحب القبر مع هامش خطأ لا يزيد عن 20 عاما، والمكان الذي عاش فيه، والطعام الذي كان يأكله، والأمراض التي كان يعاني منها، كما ستفيد تحاليل الحمص الريبي النووي في تحديد سبب الوفاة، ومعرفة ما إذا كان صاحب القبر من أفراد العائلة الملكية التي حكمت مقدونيا في تلك الحقبة، بعد مقارنتها بتلك المستخرَجة من قبور أخرى ثَبُتَ أنها لأقارب الإسكندر المقدوني. وستصدر نتائج التحليل وتحديد هوية صاحب القبر في الـ29 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

 

يُذكر أن منطقة مقدونيا ذات الغابات والبحيرات والأنهار ومناجم الذهب والفضة، كانت تشكل القلب النابض لإمبراطورية الإسكندر المقدوني (356 – 323 قبل الميلاد) الذي غزا أجزاء واسعة من العالم. وسبق أن أبدى العلماء ثقتهم بأن شخصية مرموقة من تلك الحقبة ترقد منذ 25 قرنا في هذا المكان، ولكن يستبعدون أن يكون هذا القبر للإسكندر المقدوني.
 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled