اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

مـواقـع أثـريـة فـي بـغـداد تغـزوها النـفايات والمـيـاه الآسـنـة

مـواقـع أثـريـة فـي بـغـداد تغـزوها النـفايات والمـيـاه الآسـنـة

 

بغداد …. تعد المواقع التراثية والاثرية في اي بلد، دليلا دامغا على عمق حضارته وامتدادها في عمق التاريخ، والعراق منذ الازل كان مهدا لحضارات عملاقة عدة، يعززها انتشار المواقع الاثرية والتراثية في جميع انحائه التي تجاوز عددها الـ 12 ألفا، بيد ان الظروف التي مرت بها البلاد خلال الاعوام الماضية تسببت باهمال بعضها نتيجة عدم استمرارية اعمال صيانتها، ما يهدد بضياع موروثها وقيمتها التي احتفظت بها على مدى عقود.

جامع مرجان

«الصباح» زارت احد تلك المواقع التراثية ضمن شارع الرشيد في العاصمة، وهو جامع مرجان والذي تنبئ تصاميم جدرانه وابوابه ومآذنه وطريقة بنائه، بعراقته واهميته التاريخية، بيد ان تجمع القمامة والمياه الاسنة بشكل يكاد يكون مستمرا، فضلا عن ضياعه وسط المحال التجارية التي اتخذت من جدرانه الخارجية مكانا لها، تهدد بضياع كل ذلك.واشار شيخ الجامع (حسين ابراهيم عبد) في حديث لـ»الصباح» الى ان الجامع الذي كان سابقا عبارة عن مدرسة للعلم تسمى (المدرسة المرجانية) واسسها امين الدين مرجان وهو من اصول عثمانية، يعود تأريخ تأسيسها الى القرن الثامن الهجري، مبينا ان المدرسة كانت واحدة من عدة مدارس مماثلة في بغداد حينها اسوة بالمدارس النظامية والاصفية والوفائية والاحمدية، والتي كانت مقصدا للراغبين بالعلم من شتى انحاء المعمورة.واردف ان المدرسة كانت سابقا متصلة بخان مرجان الواقع في شارع السموأل بنهاية شارع النهر، بيد ان افتتاح شارع الرشيد كان حائلا امام بقائها متصلة، لذا قام ارشد العمري المسؤول عن بغداد انذاك بتطبيق قرار فصله على الرغم من قيام اهالي بغداد بتظاهرات ضد هذا الامر نظرا لقدمها وبعدها التأريخي والاثري، مبينا ان المدرسة كانت محطة لانظار السياح من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الاخرى، حيث زارها مؤخرا وفد ايراني، ولاتزال بعض الوفود تزور الموقع.

واقع آليم

واوضح عبد ان ما تبقى من الميزة الاثرية في الجامع يقع في الجهة الغربية التي يقل مستواها عن سطح الارض بأربعة امتار وتعد اصل الاثار لاحتوائها على المأذنة وبعض النقوش الاثرية، بيد ان موقع الجامع قرب سوق الشورجة الذي يعد الاكبر في العاصمة، فضلا عن ضعف وعي الناس من خلال رمي الاوساخ والقمامة فيه، ادى الى هذا الحال، كاشفا عن قيام (شفل) تابع للامانة كان يعمل على ازالة تجاوزات المحال و(البسطيات) من تدمير السياج الخارجي الاثري للجامع الذي يتجاوز عمره الـ 700 عاما الذي امسى الان مكانا لرمي القمامة.

واعرب عبد عن اعتقاده بان المياه الآسنة المتجمعة في الجامع هي مياه جوفية تجمعت نتيجة نضوحها المستمر، حيث تظهر هذه المشكلة سنويا خلال فصل الشتاء والتي تبخرها عادة حرارة الصيف اللاهبة، لافتا الى استحصال وعود من الجهات المعنية بان تتم المباشرة باعمال صيانته بعد اقرار الموازنة.

جهود حثيثة

وسط هذه الصورة، يؤكد مصدر في هيئة الاثار والتراث التابعة لوزارة السياحة في حديث لـ»الصباح» ان لجنة مشتركة مشكلة بين دائرة التراث التابعة للوزارة وامانة بغداد تأخذ على عاتقها النظر في الطلبات المقدمة بما يخص المواقع التراثية سواء بتأهيلها او المحافظة عليها او تهديمها، كما انها تنظر بالطلبات المقدمة للافادة من المواقع القريبة منها.كما قال مدير دائرة الصيانة والحفاظ على الاثار المهندس ظافر صبحي صالح لـ»الصباح» ان الدائرة عملت بجهود حثيثة على اعادة تأهيل مجموعة من المواقع والممتلكات التراثية كسيارة وعربة الزعيم عبد الكريم قاسم، وساعة القشلة، وموقع بيت التتنجي في الموصل، وموقع الحضر واثار النمرود واشور وسور نينوى، وموقع الباب الوسطاني لسور بغداد القديمة، وزقورة عكركوف والدارين التراثيين رقم 4 و9 بشارع الرشيد في بغداد, اضافة الى اعمال الترميم واستحداث البوابة الجديدة لمبنى المتحف العراقي، وخان الربع في كربلاء المقدسة وتسييج عدد من المواقع الاثرية.

واضاف ان الدائرة لجأت الى تحويل طرق العمل في صيانة المواقع من التنفيذ المباشر المعمول به منذ سنوات بمبالغ بسيطة لاتتناسب مع حجم المواقع الاثرية الموجودة في البلاد الى احالة مشاريع الصيانة عن طريق المناقصات مع شركات محلية وعربية وعالمية مختصة بمجال الصيانة الاثرية بمبالغ تكون مقبولة مع حجم المواقع.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled