سياح خليجيون: نفضل اليمن كقبلة سياحية.. وضعف الترويج يظلم منتجها السياحي
مختصون: وسائل الإعلام تنقل صورة سلبية عن الواقع وهذا يضعف السياحة
صنعاء "ادارة التحرير" ….. يؤكد العديد من الزوار الخليجيين القادمين لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك في بلادنا , أن اليمن قبلة سياحية على المستوى العربي والعالمي نظراً لما تمتلكه من مقومات سياحية زاخرة تجذب مختلف الجنسيات إليها, غير أن الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد كان لها يد في قلة عدد الزوار الوافدين للبلاد مقارنة بالأعوام الماضية.. مما يستدعي بذل المزيد من الجهود الحكومية بما يخدم السياحة كمصدر دخل قومي واعد ..وفي السياق التقت الثورة عدداً من الأشقاء الخليجيين ممن يقضون إجازة العيد في اليمن ..
أكرم جديل من المملكة العربية السعودية عبر عن انطباعه بقضائه إجازة العيد في بعض المدن اليمنية بالقول: اليمن غنية بالمواقع الأثرية والمناطق السياحية الجذابة حيث تتميز بالمناخات المتعددة وفيها شمس الشتاء الدافئة التي تفتقد لها دول أوروبا في الشتاء وفيها روعة الأمطار الصيفية التي تفتقر إليها دول الخليج في الصيف وفي اليمن شواطئ خلابة و جزر متعددة ومناطق غوص فريدة وجبال شاهقة وصحاري واسعة وكل ذلك من وسائل الجذب الرائعة للسياحة الخارجية.
ويضيف جديل: بالرغم من أن اليمن زاخرة بالمقومات السياحية التي يمكن أن تجذب شرائح مختلفة من الناس ومن جنسيات مختلفة ستدر عائداتهم دخلاً بالعملة الصعبة لا بأس به .
ويرى بأن ثمة عائقين يقفان أمام تطور ونمو القطاع السياحي العائق الأول هو الجانب الأمني إذا ما اعترته بعض الاختلالات ثم العائق الثاني وهو ضعف البنية التحتية اللازمة للارتقاء بالقطاع السياحي من طرقات ومطارات وفنادق مؤهلة .
غياب الترويج
محمد طلال من سلطنة عمان وصف بلادنا بالقبلة السياحية لدول الخليج والعالم وقال: جئت لقضاء إجازة عيد الفطر في اليمن للاستمتاع بجوها وأماكنها السياحية النادرة في كلا من مدينة عدن الثغر الباسم ولواء إب الأخضر لمدة أسبوع بإذن الله .
وتطرق طلال إلى معوقات السياحة في بلادنا والتي تؤدي إلى عزوف العديد من السياح عن زيارة اليمن وأبرز تلك المعوقات من وجهة نظره غياب الأمن والاستقرار والإرهاب وسلسلة الاغتيالات بالإضافة إلى عدم الاهتمام من قبل وزارة الإعلام عبر حشد كافة وسائل الإعلام من أجل الترويج للسياحة في اليمن وعبر مختلف أدوات التواصل والترويج لإبراز المنتج السياحي اليمني الطبيعي من الأماكن السياحية والمحميات الطبيعية والمواقع الأثرية والحضارية رغم أن المعالم الأثرية اليمنية معروفة في كافة أقطار المعمورة كون اليمن لها سمعتها التاريخية.. لكن لابد من استمرار الترويج لأهميته في جذب الزوار.
مؤكداً أهمية تعزيز العمل السياحي والبدائل الممكنة للارتقاء بالتنمية السياحية وتنمية الموارد البشرية في الجانب السياحي.
وقال: لابد من الدفع بالوعي السياحي قدماً من خلال المجتمع وتعزيز أمن السياحة من خلال التنسيق بين كافة الأجهزة الحكومية المعنية ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز مناخات سياحية مناسبة تخدم الاقتصاد الوطني .
مقومات سياحية
محمد الفهد من دولة البحرين يحكي قصة زيارته لليمن بالقول : سمعت أصدقائي العائدين من اليمن يتحدثون عن مناطقها السياحية والتراثية والجمالية فشدني الشوق أنا وعائلتي لزيارتها وقضاء إجازتي العيدية في أرجائها وفعلا اندهشت من المقومات السياحية الهائلة التي تزخر بها اليمن على مستوى العالم أجمع, وبالمقابل استغربت من غياب الترويج الإعلامي لهذه المناطق وانشغال وسائل الإعلام اليمنية بالمناكفات السياسية وتغطية أحداث الصراع مع أنه لو تم الترويج السياحي عبر مختلف الوسائل الإعلامية لحققت اليمن مردودا اقتصادياً كبيراً.
الحالة الأمنية
فيما يعتبر رئيس منظمة السياحة في اليمن عمار الضبياني السياحة العيدية مثمرة في العديد من الجوانب إلا أنه أرجع قلة عدد السياح في إجازة عيد الفطر المبارك لهذا العام في اليمن إلى سوء تعاطي وسائل الإعلام المحلية مع القضايا الداخلية التي تهدف إلى تضخيمها مما ينقل صورة غير دقيقة عن اليمن خصوصاً في الجانب الأمني .
وتابع: صحيح أن جهود الدولة واضحة في القضاء على الإرهاب من خلال ملاحقة خلاياه وقواعده لكن هذا حرك الجانب الأمني أكثر وهذا عكس نفسه على الواقع بشكل عام، وهذا أثر على القطاع السياحي الخاص والعام في بلادنا، وجعل الدول المصدرة للسياحة تحذر رعاياها من زيارة اليمن.
ومضى الضبياني يقول: ويأتي الأمن على رأس تلك المشاكل التي تعاني منها السياحة في بلادنا وأهمها , كونه يعتبر العصب الرئيسي في عملية النشاط السياحي، ولأن السياحة تعتبر جزءاً من منظومة الأجزاء الحكومية الأخرى تؤثر وتتأثر بمجمل الظروف المحيطة بها، فكلما زاد الاستقرار المرتبط بالأمن زاد النشاط السياحي والعكس.
كما ركز في حديثه على الوعي المجتمعي وتدني الخدمات الأساسية للبنية التحتية وعدم وجود المشاريع الاستثمارية العملاقة في هذا المجال لعدم توفر السيولة والمناخ الآمن للاستثمار الأجنبي. مشدداً على أهمية الارتقاء بهذه المجالات الهامة لخدمة السياحة.
شريان الاقتصاد
فيما يوضح الخبير الاقتصادي أحمد الديلمي اللبس الحاصل تجاه مفهوم السياحة وهنا يقول : صحيح أن السياحة في ظل المفردات الاقتصادية مجرد تنظيم رحلات أو هي مجموعة من الزائرين الأجانب الذين يدخلون البلاد, لكن هذا المفهوم تطور وأصبحت السياحة علماً مستقلاً بذاته لتصبح في النهاية مورداً اقتصادياً هاماً يرفد البلاد بالعملات الصعبة ويرفد الخزينة العامة.
وللمقارنة يقول: لأهمية هذا المورد نجد أن بلدان تقدمت وازدهرت رغم فقرها في كثير من الموارد والسبب تطور السياحة واهتمامها بهذا المورد الاقتصادي.
ويلخص مقومات السياحة وفقا للمفهوم العام بأنها تقوم في الأساس على التعرف على حضارات وآثار غير القديمة وعلى المناظر الطبيعية وما جاد الله به للبلدان من أنهار وجبال وأشجار نادرة وغيرها.
لامبالاة !!
وعن أبرز المشاكل التي ستحد من تزايد عدد الزوار إلى اليمن قال: إن ذلك يعود لأمرين الأول أن الأجهزة المعنية بالسياحة في البلاد لم تنضج بعد – حد قوله – لتعي ما هي السياحة وما أهميتها كي تقوم بواجبها ..
وواصل حديثه بالقول :هناك قصور وقلاع وآثار لا تعلم عنها هذه الجهات شيئاً رغم قربها من مراكزها وهناك آثار ومخطوطات تهرب ليل نهار على مرأى ومسمع من الكل ..ويعيد ذلك إلى أن بعض القائمين على تلك الجهات غير متخصصين أو مختصين فنياً في التاريخ و في الآثار والمخطوطات ولا توجد عامل لتقدير القيمة التاريخية أو أي خطط للبحث عن التاريخ وحفظه .
وتابع: بل الأسوأ أن عدم المبالاة هذه امتدت إلى ما هو موجود في المتاحف والشاهد سرقة المتاحف أو قيام مواطنين بحفريات للبحث عن كنوز أدت إلى تخريب أسوار ومباني تاريخية ولا أحد يحرك ساكناً وهذا ينطبق على مختلف الجوانب السياحية الحضارية.
منشآت سياحية
فيما يربط الخبير هشام هاشم سبب قلة الزوار في إجازة عيد الفطر المبارك لهذا العام بضعف الجانب الأمني وما تبثه وسائل الإعلام في هذا الاتجاه وقال: إن هذا السبب أفقد اليمن مليارات الدولارات من عائدات السياحة لكون الوضع الأمني يعيق كل الخطط السياحية لكبريات الشركات العالمية التي تفوج السياح إلى اليمن وذلك بسبب المخاوف الأمنية في ظل الأزمة السياسية ونشاطات تنظيم القاعدة وعمليات اختطاف السياح والعاملين باليمن من الأجانب .