الطائرات الكهربائية تواجه مطبات
"المسلة"….. ما يثير دهشة الكثيرين، أن قطاع الطيران على الرغم من ريادته في مجال التكنولوجيا، يظل شديد المحافظة في طريقة استغلاله للتطورات التي تطرأ على العلوم والمواد.
وبعد أن جرب قطاع السيارات استخدام توربينات الغاز ومحركات الطائرات في بعض موديلات روفر البريطانية في 1950 وجاكوار بعدها بستين سنة في موديلات الهجين، انتعش استخدام توربينات الغاز في الطائرات لتصبح أساسية في قطاع الطيران في الوقت الحالي.
ورغم مراحل التطوير العديدة التي مرت بها من حيث الكفاءة، إلا أنها لا تزال تستهلك كميات كبيرة من وقود الطائرات.
وقطعت محركات السيارات شوطاً بعيداً في تبني التقنيات الحديثة التي تجعلها أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وزيادة في قوة الدفع وتقليل الضوضاء.
ومع ذلك، ما زالت العديد من الطائرات الصغيرة التي تحلق في الأجواء اليوم، تعتمد على محركات لم يتغير تصميمها كثيراً منذ نصف عقد.
وبينما أصبحت السيارات الكهربائية، أكثر القطاعات استخداماً لهذه التقنيات في الوقت الحالي، يتساءل الكثيرون عن مدى إمكانية تبنيها من قبل الطائرات الكهربائية.
وبجانب العقبة القانونية، يمثل حجم السوق حجر عثرة آخر في مسار إطلاق هذه الطائرة.
واحتلت شركة فولكس فاجن لصناعة السيارات في العام الماضي، مقدمة قائمة المستثمرين في العالم فيما يتعلق بعمليات البحث والتطوير، إضافة لمقدرتها على توزيع هذه الاستثمارات على أكبر عدد ممكن من الموديلات، بالمقارنة مع مبيعات أي شركة أخرى تعمل في صناعة محركات الطائرات، حيث لم تتجاوز مبيعات الطائرات المزودة بمحركات المكابس عن 933 فقط خلال السنة الماضية.
ولا تزال هناك المزيد من المساحة لزيادة كفاءة محركات الاحتراق الداخلي، لكن تركز شركات صناعة المواصلات الأرضية، معظم جهودها على الكهرباء.
وتحرز المحركات والبطاريات التي تعمل بالكهرباء، تقدماً بوتيرة جعلت السيارات والدراجات الكهربائية، حلاً عملياً بالنسبة للكثير من الناس، بصرف النظر عن ضعف البنية التحتية لمحطات الشحن.
ويرجح بعض خبراء القطاع، أن الطائرات الخفيفة ستكون في مقدمة مستخدمي المحركات الكهربائية في قوة الدفع، حيث بدأت إيرباص التحرك في هذا الاتجاه.
وأوكلت مجموعة إيرباص للابتكارات التابعة لشركة إيرباص، مهمة صناعة طائرات سعة راكبين وأربعة ركاب تعمل بمحركات كهربائية، لشركة داهر سوكاتا التي تنتج طائرة تي بي أم وتقوم بتزويد القطاع بالعديد من القطع ذات التقنية العالية.
وزودت طائرة إي فان، النموذج الذي تم عرضه في معرض باريس في 2013، بمروحتين تحتويان على محركين صغيرين يعملان بالكهرباء ومثبتين على جسم الطائرة خلف كابينة القيادة.
ويعتبر هذا الطراز مناسباً للغاية لأغراض التدريب، نظراً لوجود مقاعد مثبتة على الجانبين.
وتشكل عمليات التدريب الأولية، سوقاً رئيسية لطائرة إي فان طراز 2,0، خاصة وأن فترة التدريب تمتد لساعة واحدة فقط والمسافة لا تبعد كثيراً عن مهبط الطائرة.
ويعني ذلك، قرب مرافق بطاريات الشحن وسهولة تغيير البطاريات نفسها.
ومن المتوقع جني الفوائد البيئية الناجمة عن انخفاض الضوضاء في المطارات.
وفي الوقت الذي تتمدد فيه المدن لتحيط بالمطارات، لم يعد الناس يتحملون الإزعاج الصادر عن حركة الطائرات.
وعلى صعيد آخر، يمكن تزويد طائرة إي فان طراز 4,0 سعة أربعة ركاب، بمحرك احتراق داخلي لزيادة المسافات والذي يمكن استخدامه فقط في الارتفاعات العالية بعيداً عن الأرض لتفادي الازعاج.
ويشير طراز هليوكوبتر الهجين الذي عرضته شركة إيرباص الأم إي أيه دي أس، قبل أربع سنوات، إلى إمكانية مدى تقليل الإزعاج على الأرض من خلال استخدام البطاريات الكهربائية ومحطات الطاقة بصورة أكثر ذكاء.
ومن بين العدد القليل لمنافسي طائرات إي فان، برزت شركة يونيك إنترناشونال الصينية التي فازت بجائزة التصاميم، رغم بطء طرح إنتاجها في الأسواق.
ومن المتوقع أن يدخل موديل إي فان 2,0، الأسواق بحلول 2017، التوقيت الصعب بالأخذ في الاعتبار التغلب على القوانين الجديدة الخاصة بالقطاع، بجانب تخطي العقبات التقنية التي برزت في الآونة الأخيرة، بيد أن هذه المشاكل من الممكن القضاء عليها.
وما يصب في مصلحة إيرباص، مقدرتها على تطبيق الفوائد التقنية على طائرات الهيلكوبتر في القسم الخاص بها في الشركة، ومن ثم على إحدى شركات الطيران في أوروبا.
وعند حدوث ذلك، يصبح في مقدور قطاع الطيران استعادة واحد من تيجان التقنية على الأقل.
نقلا عن: فاينانشيال تايمز – الاتحاد