سياحة آسفي المغربية : ارتفاع عدد الوافدين المغاربة والأجانب خلال النصف الأول
الرباط "المسلة" …. شهدت مدينة آسفي، خلال النصف الأول من السنة الجارية، ارتفاعا ملحوظا في عدد السياح القادمين من مدن المملكة أو من البلدان الأجنبية والعربية، وفي عدد المبيتات بالوحدات الفندقية المتواجدة بها، ما يمهد، حسب الفاعلين في القطاع، لمستقبل واعد لهذا المجال الحيوي بالمنطقة.
وأفادت إحصائيات المندوبية الإقليمية للسياحة بأن عدد المبيتات السياحية بالمدينة عرف، خلال النصف الأول من السنة الحالية، ارتفاعا بلغ 24 ألفا و216 ليلة مبيت مقابل 5066 ليلة خلال نفس الفترة من سنة 2013.
وبلغ عدد السياح الوافدين على المدينة، في النصف الأول من هذه السنة، 15 ألفا و180 وافد، مقابل 3195 فقط خلال نفس الفترة من 2013، والتي سجلت عند متمها 47 ألف و874 لليلة مبيت.
وسجلت إحصائيات المندوبية أن حصة الأسد كانت لفائدة السياحة الوطنية ب9795 زائرا و15 ألف 532 ليلة مبيت في النصف الأول من 2014 مقابل 1936 زائر و1636 ليلة مبيت في نفس الفترة من السنة الماضية، مشيرة، في الوقت ذاته، إلى أن السياح الأوروبيين خاصة من أوروبا الشرقية احتلوا مركزا متقدما بالمقارنة مع السياح من البلدان العربية.
ويأتي السياح البولونيون، حسب المصدر ذاته، في مقدمة الزوار الأجانب لمدينة آسفي ب1460 سائح و1467 ليلة مبيت خلال النصف الأول من 2014، مقابل 457 زائر وليلة مبيت في نفس الفترة من سنة 2013 متبوعين بسياح كل من فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإنجلترا والبرتغال والولايات المتحدة الأمريكية واليابان فيما تفاوتت أرقام السياح العرب من بلد لآخر.
وعزا عبد الله باكريم، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة دكالة عبدة، هذا الارتفاع الملحوظ في عدد السياح الوافدين على مدينة آسفي خلال النصف الأول من السنة الجارية، إلى تضافر جهود العديد من الفعاليات سواء على صعيد المصالح العمومية أو الجماعية أو المجتمع المدني.
وقال باكريم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الزيادة في عدد السياح كان منتظرا بسبب إدراج آسفي ضمن "مدن المواقع السلطانية" الذي انطلق الاشتغال به منذ سنوات السبعينيات من القرن الماضي، والذي كان يشمل مدن فاس وأكادير والرباط ومراكش وأزمور والجديدة والصويرة، بالإضافة إلى استفادة مدينة آسفي من الأسواق الجديدة لأوروبا الشرقية.
وأشار إلى أن برنامج عمل المرحلة القادمة، الرامي إلى المزيد من إنعاش هذا القطاع على صعيد آسفي، سيساهم في تحويل المدينة من مدينة عبور إلى مدينة للإقامة السياحية، وذلك بالنظر إلى ما تتوفر عليه آسفي من مآثر تاريخية ومؤهلات سياحية وثقافية واحتضانها لملتقيات ومؤتمرات دولية وسياحة الأعمال، بالإضافة إلى ساحلها الذي يربط بين معالم أثرية امتد من أزمور إلى الصويرة مرورا بمدينة الجديدة.
وأوضح المسؤول الجهوي أن ارتفاع عدد السياح القادمين من مدن مغربية يرجع إلى عدد من العوامل منها، أساسا، اختيار المغاربة لقضاء عطلهم بالمدن الشاطئية غير الواقعة تحت الضغط المتزايد للزوار، والتغيرات الحاصلة بآسفي على مستوى البنية التحتية وبنيات الاستقبال، وحصول كل من شاطئ آسفي والصويرية القديمة، خلال السنوات الأخيرة، على اللواء الأزرق، علاوة على توفرها على عدد من الفنادق غير المصنفة والشقق المفروشة التي يضعها أصحابها رهن إشارة الزبناء لأجل الكراء، فضلا عن الأمن والانخفاض النسبي للتكلفة، التي أصبحت هاجسا بالنسبة لكل أصناف السياح الداخليين أو القادمين من الخارج.
وتوقع باكريم ارتفاع الطلب على ليالي المبيتات بآسفي، خلال السنوات القليلة القادمة، نتيجة المشاريع المهيكلة الكبرى التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في السنة الماضية، خاصة منها الطريق السيار الرابط بين الجديدة وآسفي، وتقوية الطريق الجهوية بين آسفي ومراكش، وإنشاء المحطة الحرارية وغيرها من المشاريع الإنمائية.
وأكد، في الختام، على أهمية بذل جهود إضافية للرفع من الجاذبية السياحية للمدينة التي لا تتعدى أسرة وحداتها الفندقية في الظرفية الحالية 900 سرير، في حين أن معيار الجاذبية هو خمسة آلاف سرير، داعيا إلى فتح المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع من أجل الاستفادة أكثر من مدار المواقع السلطانية، والتخفيف من الأعباء التي تتحملها مدن مراكش والجديدة والصويرة في هذا الميدان.