كاميرا برنامج مسافرون تنقل لنا الليلة تاريخ ومراحل انشاء كوبرى قصر النيل من أعلى الكوبرى الذى شهد مراحل كثيرة مرت بها القاهرة من حكم الى حكم حتى الايام القليلة الماضية كان شاهد عيان على ما حدث فى ميدان التحرير ،كما تتجول الكاميرا بصحبة الخبير السياحى الدكتور / عاطف عبد اللطيف فى مكان غاية فى السحر والابداع مكان تحيط به المياة لصيبح مصيف لابناء القاهرة فى الماضى ومكان أقام به الإمبراطورة «أوجينى» اثناء زيارتها لمصر، دليل على عظمة المكان وجماله، الليلة السبت تستمتعون بحلقة خاصة من قلب جزيرة الزمالك وكوبرى قصر النيل الساعة الثامنة على قناة علي قناة الON.TV والخبير السياحى / عاطف عبد اللطيف.
كوبري قصر النيل
يقع الكوبرى في بالقرب من ميدان التحرير بالقاهرة, يعد أول كوبري أنشأ في مصر للعبور على النيل، ويتميز بتلك التماثيل الأربعة للأسود القابعة عند مدخلي الكوبري المصنوعة من البرونز.
كان حلم الخديو اسماعيل أن يجعل مصر قطعة من أوروبا، ولهذا جاء تفكيره في إنشاء معبر من ميدان الاسماعيلية الذي حمل اسمه وهو ما يعرف الآن بميدان «التحرير» الى الضفة الأخرى من النيل، كان ذلك عام 1869، وافتتح الكوبري للمرور في العاشر من فبراير (شباط) عام 1872 بطول 406 أمتار وعرض 10 أمتار ونصف من بينها متران ونصف للرصيفين الجانبين، وقد كلف الخديو اسماعيل شركة فرنسية ببناء الكوبري ليربط بين القاهرة والجزيرة الواقعة على الضفة الأخرى من النيل، وتكلف انشاؤه 108 آلاف جنيه مصري، وكان مزودا بفتحتين ملاحيتين يتم المناورة بهما يدويا، كان طول كل منهما 32 مترا، وقد أسست دعائمه بالدبش المحاط بطبقة من الحجر الجيري الصلب، وتم تنفيذ أساساته بطريقة الهواء المضغوط، وصممت فتحاته لتحمل 40 طنا، فقد تم تصميمه لحمل عربات متتابعة وزن كل منها 6 أطنان، أو أن يحمل حملا موزعا مقداره 400 كيلو متر مربع، وكان المنشأ العلوي للكوبري عبارة عن جمالونين تربطهما كمرات عرضية ترتكز عليها أرضية الطريق، وكانت الفتحات الملاحية تدار يدويا بواسطة تروس بسيطة.
أما أول تجربة تحميل للكوبري فقد تمت من خلال تمرير طوبجية مدفعية راكبة مكونة من 6 مدافع مع ذخيرتها، مرت أولا بالخطوة المعتادة ثم مرت مرة أخرى بخطوة سريعة، ثم قسمت قسمين مرا سويا من دون أن يحدث للكوبري أي اهتزاز.
في 4 فبراير عام 1931 وبعد 60 عاما من انشائه قام الملك فؤاد الأول بتجديد كوبري قصر النيل وأطلق عليه اسم كوبري الخديو اسماعيل إحياء لذكرى والده وراعى في تجديده الناحية الفنية والجمالية ليناسب أهمية موقعه فأصبحت عند كل من مدخليه منارتان من حجر الجرانيت على رأس كل منها مصباح، وأمامها واحد من الأسود الأربعة التي كانت قائمة على مدخلي الكوبري القديمة احتفظ بها لتكون أثرا يدل على صاحب المشروع الخديو اسماعيل، وعند نهاية الكوبري شرفتان جميلتان تطلان على شاطئ النيل.
وقد اشترطت مواصفات دهانات الكوبري أن تدهن جميع الأجزاء المعدنية بأربع طبقات، والطبقة الأولى من السلاقون، وتدهن بالمصنع، والثانية تدهن في موقع العمل قبل التركيب والثالثة والرابعة من بوية تقرها المصلحة والمعمل الكيماوي على أن تكون الطبقتان من لونين مختلفين ليتمكن المهندس المشرف على صيانة الكوبري مستقبلا من معرفة حالة الدهان ودرجة تأثره بالمتغيرات الجوية والزمن وخلافه.
وقد سمي الكوبري بهذا الاسم لمجاورته لقصر نازلي هانم (الذي بناه محمد علي لابنته على ساحل النيل) وقد هدمه سعيد باشا فيما بعد، ليبني محله قشلاق قصر النيل لاقامة العساكر به.
جزيرة الزمالك او حى الزمالك
الزمالك، واحد من أهم أحياء القاهرة التاريخية، عاش شاهدا على عصور الملوك والأمراء والأثرياء، ويكفى أنه حظى بإقامة الإمبراطورة «أوجينى» اثناء زيارتها لمصر، وقد لا يصدق الكثيرون أن هذا الحى قد أنشىء كبديل لحى الأزبكية الشهير عندما أقام الخديو إسماعيل سراى الجزيرة فى منطقة كانت فى الماضى مكانا لأخصاص البوص يرتادها أرباب الخلاعة والفجور، أما الكوبرى الذى تم انشاؤه ليربط بين القاهرة والزمالك فقد صممه المهندس الفرنسى «جوستاف إيفل» وتمت صناعة أجزائه الحديدية فى شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية.
كان للخديو اسماعيل الفضل الأول فى تحويل جزيرة الزمالك الى حى تفضله الطبقة البرجوازية المصرية مع بدايات القرن العشرين بعد أن كانت الأزبكية منطقة السكن المفضلة للأمراء وبكوات المماليك على مدى 600 عام حتى الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 واستمرت كذلك فى بدايات عصر محمد على الذى انشأ لابنته زينب فيها قصرا عرف باسم قصر الأزبكية ثم أصبحت جاردن سيتى بعد ذلك حيا للباشوات والبكوات بحكم قربها من مقر الحكم فى عابدين وتحول كل هؤلاء للاقامة فى جزيرة الزمالك بعد أن أقام الخديو اسماعيل واحدا من اكبر قصوره وهو سراى أو قصر الجزيرة الذى أقامه على 60 فدانا وتكلف 898691 جنيها وأتى بالمهندسين من فرنسا وايطاليا لانشائه، وتزيين حدائقه وفيه أقامت الامبراطورة اوجينى امبراطورة فرنسا خلال حضورها احتفالات افتتاح قناة السويس واشترته بعد ذلك أسرة لطف الله وأصبح فندقا باسم عمرالخيام «ماريوت» وكان الخديو إسماعيل قد أقام معسكرا لجنود الحراسة على شكل خيام من طراز «الزملك اى أن كل أرض الزمالك قبل حفر البحر الأعمى كانت أرضا متصلة بالعجوزة وإمبابة كما جاء فى «تقويم النيل» لمؤلفه أمين باشا سامى.
وبعد ان كانت جزيرة الروضة هى مصيف القاهرة منذ أيام الأمويين ثم الأيوبيين أصبحت الجزيرة هى مصيف القاهرة فى نهاية القرن الـ18عندما اختارها إبراهيم بك شيخ البلد عام 1791 مصيفا له ولحاشيته وكانت جزيرة الزمالك قبل عصر إسماعيل مجرد مكان يلجأ إليه الشباب لقضاء أوقات جميلة لطيب هوائها, كما كانت فى الماضى مكانا لإقامة اخصاص من البوص للهو والغناء والطرب. وكلمة الزمالك أعجمية معناها الأخصاص وهى بيوت من الغاب والبرسيم, اول ما ظهرت كان فى عام 1372 وكانت جزيرة شمال أروى عرفت بجزيرة حليمة وسميت بالجزيرة الوسطى وهو اسم ما زال يطلق على أحد الشوارع بالزمالك حتى الآن واقبل الناس على سكناها بعد أن بنوا الاخصاص وتفننوا فيها وزرعوا حولها الزهور والبطيخ والشمام واقبل عليها أرباب الخلاعة والفجور.
ولما زادت تلك الأعمال أمر السلطان الكامل شعبان بن قلاوون بحرق هذه الاخصاص واتصلت أروى وحليمة وأصبحتا جزيرة واحدة أطلق عليها الفرنسيون عند دخولهم مصر اسم جزيرة بولاق أو جزيرة القرطية وهى ما تعرف الآن باسم جزيرة الزمالك.