الرباط " حسن الأشرف " … أكد وزير السياحة المغربي ياسر الزناكي أن الاضطرابات الراهنة في الدول العربية انعكست إيجابا على قطاع السياحة في بلاده، حيث غيّر الكثير من السياح وجهتهم الرئيسية التقليدية واستبدالها بالمغرب.وأشار إلى ارتفاع عدد السياح بالمغرب بنسبة تناهز 10% منذ بداية العام وحتى شهر أبريل من العام الجاري، مقارنة مع الفترة الزمنية ذاتها من العام المنصرم.
ويعوّل المغرب على السياحة الطبية التي بشكل لافت في الفترة التي تبدأ من شهر يونيو/حزيران وتمتد طيلة أشهر فصل الصيف، وتستقطب آلاف السياح من داخل وخارج البلاد، الذين يأتون إلى وجهات سياحية معينة تضمن توفير السياحة والاستشفاء الطبي للزوار.
واعتبر الزناكي أن السياحة الطبية رافد أساسي من روافد السياحة ككل في البلاد، متوقعا ارتفاع عدد السياح إلى البلاد خلال العام الجاري، وارتفاع مداخيل هذا القطاع في إطار خطة 2020 للسياحة بالمغرب. وجدير بالذكر أن المغرب يشتهر بمواقع سياحية تتصف بطابعها العلاجي ويفد إليها آلاف السياح، ومنها رمال منطقة "مرزوكة"، ومنابع مياه "سيدي حرازم"، وحمامات "مولاي يعقوب" وغيرها من المواقع السياحية الشهيرة.
رمال ومياه تعالجوتزدهر السياحة الطبية بالمغرب بحلول شهر يونيو، وتتهيأ عدة مواقع سياحية لجذب ملايين السياح المحليين والأجانب من شتى بلدان المعمورة، قصد العلاج من بعض الأمراض التي لا يجدون لها علاجا علميا.
وتعد رمال منطقة مرزوكة الصحراوية، التي تقع جنوب شرقي البلاد، بالقرب من مدينتي الريصاني وأرفود، من أشهر الأماكن السياحية التي توفر خدمات صحية وعلاجية لزوارها، حيث تتمتع التلال الرملية لهذا الموقع بخاصيات استشفائية فريدة من نوعها لأمراض المفاصل والروماتيزم. ويفد إلى مرزوكة آلاف السياح الأجانب سنويا، ومن ضمنهم الأثرياء والمشاهير أيضا مثل حالة هيلاري كلينتون التي زارتها رفقة ابنتها قبل أن تشغل منصب وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ويبيتون أياما وليال في الفضاء الصحراوي الساكن.
ويزرع السائح، الذي يعاني من الروماتيزم مثلا، جسده كاملا باستثناء الرأس في هذه الرمال الساخنة إلى أن يتخلص الجسم من المرض عن طريق خاصية التعرق وتمدد الشرايين.
وبحسب محمد عقيل، أحد المسيرين لخيام منتجع مرزوكة، فإن هذا الموقع يتيح للعديد من السياح طرد البرد وبعض الأمراض التي تعشش في مفاصل وعظام المريض، كما تمنحهم عافية واسترخاء نفسيا بفضل المناظر الصحراوية والطبيعية الهائلة التي تحظى بها رمال مرزوكة بتلالها وخيامها وجمالها.
ومن الوجهات الأخرى التي تعتمد عليها السياحة الطبية بالمغرب: منابع سيدي حرازم التي توجد في الجنوب الشرقي من مدينة فاس وسط البلاد، حيث تتوفر مياهها ـ التي لم تنضب منذ عشرات السنين ـ على بعض المعادن والعناصر الفيزيائية التي تسمح للسائح أن يتعالج من أمراض الكلى وأعطاب الجهاز البولي أيضا.
وغير بعيد عن منبع سيدي حرازم تتواجد حامة مولاي يعقوب بالقرب من مدينة فاس، والتي يعتبرها الكثيرون أول حامة عصرية بالمغرب تتوفر على معايير دولية؛ نظرا لما تشتمل عليه من مرافق علاجية عديدة، من قبيل الدلك بالماء وقاعات الترويض الطبيعي والحمامات بالبخار.ويفد حوالي 60 ألف سائح كل سنة إلى حامة مولاي يعقوب للتداوي خاصة من الأمراض الجلدية، لما تحتويه مياهها من مواد الكبريت والملح وغيرهما، تجعل الزائر يتخلص من بعض الأمراض التي تصيب الجلد مثل البهاق والاكزيما وغيرهما.
نمو السياحةوأبدى وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي، في تصريح لـ"العربية.نت"، تفاؤله الكبير من واقع ومستقبل السياحة الوطنية، ومن ضمنها السياحة العلاجية مثلها مثل السياحة الثقافية أو السياحة الشاطئية والبيئية.وأفاد الزناكي بأن خطة الوزارة الوصية والحكومة لتطوير قطاع السياحة في أفق سنة 2020، تدعم أنواع السياحة التي تتسم بالقدرة على جذب السياح، ودر مداخيل مالية إضافية في خزينة الدولة، تقدر بحوالي 140 مليار درهم عام 2020.
ولفت إلى أن تنمية السياحة بالمغرب تركز أساسا على عوامل كثيرة، لعل أهمها عامل تحسين الخدمات المُقدمة إلى السياح في الفضاءات والمواقع السياحية التي تفوق 1400 موقع، وأيضا عامل تأهيل هذه المواقع السياحية على المستوى المادي والبشري، بهدف أن يتطلع السائح إلى العودة في مواسم مقبلة.
وحول تأثير الظروف السياسية الراهنة التي تعرفها المنطقة العربية، وتأثير الحراك السياسي والاجتماعي العارم الذي يشهده المغرب منذ أسابيع خلت، أجاب الزناكي بأنه لا توجد تأثيرات سيئة؛ باعتبار أن العديد من السياح اتخذوا المغرب وجهة رئيسية لهم عوض بلدان عربية أخرى كانت هي وجهتهم التقليدية من قبل.
واستدل المتحدث باستقرار الوضع السياحي بالبلاد وآفاق تطوره نحو الأفضل بالرغم من الأوضاع الراهنة، بارتفاع عدد السياح بالمغرب الذي تزايد بنسبة تناهز 10% إلى غاية شهر أبريل من العام الجاري، مقارنة مع الفترة الزمنية ذاتها من العام المنصرم.