نقلا عن جريدة الشرق القطرية
مدينة نيويورك -شأنها شأن بقية المدن الأمريكية- دخلت بين رحى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الولايات المتحدة الآن، إلا أن نيويورك تتمتع في هذا المضمار بميزة تجعلها أقل تعرضا لأسنان الأزمة من بقية المدن الأمريكية، وهو الإقبال الكبير التي تحظى به من جانب الزوار الأجانب، ومن ثم امتصاص قدر كبير من الصدمة التي كان يمكن أن تتعرض لها “التفاحة الكبيرة” كما يسميها الأمريكيون.
فالخبر المشجع لسكان نيويورك هو أن معدل الزوار الأجانب الى المدينة يتزايد عن معدل العام الماضي الذي كان قياسيا بدوره، فقد زار المدينة مليون زائر إضافي فوق مستوى 2007 خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري، وكانت نسبة الأجانب من هؤلاء الزوار 23% وهناك حصة يعتد بها من هذه الاعداد يأتون لأغراض تتعلق بالعمل، أما الباقون فإنهم سائحون عاديون.
ويقول داني ماير الذي يدير عدداً من المطاعم الفاخرة في مانهاتن إن هذا الموسم «يمضي بصورة جيدة جدا» ويضيف ماير «تجاوزنا ارقام العام الماضي التي كانت ممتازة بدورها، اعتقد أن ارتفاع سعر صرف اليورو بالنسبة للدولار قد أفادنا أيضا، لقد أمرت بوضع الأسعار باليورو في واجهة محلاتنا، وكان لذلك تأثيره، إذ تمكن الأوروبيون بنظرة واحدة من حساب الأسعار دون الاضطرار لتمويلها إلى دولارات، لقد رأوا أن الأسعار ليست باهظة بالنسبة لهم.
وأشارت صحيفة الشرق القطرية إلى أن أرقام المسارح ودور العرض والفنادق في نيويورك تدل على نسبة إشغال مرتفعة على الرغم من ارتفاع أسعارها، فمتوسط سعر تذكرة الدخول إلى أحد عروض برودواي -شارع المسارح الشهير- يصل إلى 75 دولاراً، للتذكرة الواحدة، ومتوسط سعر الغرفة لشخص واحد في فنادق المدينة يصل إلى 270 دولارا لليلة الواحدة.
وبينما بقي عدد السائحين الأجانب في الولايات المتحدة خلال عام 2007 أقل مما كان عليه عام 2000، أي العام الذي سبق أحداث 11 سبتمبر 2001، وذلك لأسباب متعددة قد يكون منها تشديد إجراءات الأمن في المطار وتضييق فرص منح تأشيرة الدخول، فإن نيويورك تمكنت من قلب معادلة تراجع أعداد السائحين عن مستويات 2001.
وكانت جمعية صناعة السفر الوطنية الأمريكية قد أصدرت دراسة أوضحت فيها أن انخفاض عدد السياح الذين يقصدون الولايات المتحدة كلف الاقتصاد الأمريكي 100 مليار دولار، وأدى إلى فقدان 200 ألف شخص لوظائفهم وذلك في الفترة من بداية 2001 حتى نهاية 2006.
وتعد مدينة نيويورك واحدة من أبرز 10 مدن يقصدها السائحين الأجانب في الولايات المتحدة. وبينما تأثرت المدن التسع الأخرى سلباً بأحداث 11 سبتمبر فإن نيويورك تقف وحدها بين المدن العشر من حيث تجاوزها لآثار تلك الأحداث.
ويتفق الجميع على أن انخفاض سعر صرف الدولار لعب دوراً أساسياً في زيادة أعداد السياح في نيويورك. أما سبب أعدادهم في نيويورك بالذات، أي دون سواها من المدن الأمريكية، فإنه يرجع أيضاً إلى الصورة المنتشرة في العالم عن المدينة لما تتميز به من وسائل عديدة تمثل عامل جذب كبير للعديد من السائحين.
إلا أن هناك ايضا سببا إضافيا، ذلك هو «القادمون الجدد» إلى عالم الرفاهية والمال والسياحة، أي أثرياء الصين الجديدة. ويقول مايك ستنجل الذي يدير عدداً من الفنادق الكبيرة في المدينة انه التقى مؤخرا بنحو 15 من مديري وكالات السفر الكبيرة في الصين وان 10 منهم لم يسبق ان زاروا الولايات المتحدة من قبل.