Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

جبال الأكاكوس تحف فنية من صنع الله




 


 


 


 


 


جبال الأكاكوس…تحف فنية من صنع الله


ليبيا – بنغازى كتب /محمد كركارة



تصوير/ محمد السني



عصور ما قبل التاريخ هي تلك الفترة الواقعة بين ظهور الإنسان واكتشاف الكتابة. وتدل الحفريات على أن الإنسان ظهر في ليبيا في الحقبة الأولى من اﻟﺒﻼﻳﺴﺘﻮﺳﻴﻦ ، حيث مرت بالصحراء ظروف مناخية متقلبة جعلت من الصحراء القاحلة، الآن، جنة خضراء، غنية بالبحيرات والأنهار ولمئات الآلاف من السنين. ثم أعقبت ذلك موجة من الجفاف امتدت كذلك آلافاً عديدة من السنين .




إن فترة الجفاف التي نعيشها الآن بدأت منذ حوالى عشرة آلاف عام، حيث بدأت الأنهار تنضب والبحيرات تجف والحيوانات إما تنفق أو تهاجر.



وتعود معظم المعلومات عن العصر الحجري والقديم الأوسط في ليبيا ، إلى ماقدمته لنا الحفريات من معلومات وأدوات ترجع إلى هذه الفترة .


وكانت الزراعة قد بدأت قبل أن تبدأ موجة الجفاف الحديثة التي أدت إلى ظهور الصحراء بشكلها وصورتها التي نعهدها اليوم، وهذا ما يؤكده اكتشاف العديد من الأدوات الحجرية الهلالية الدقيقة ، وحجر الرحى، في مناطق شاسعة من الصحراء الليبية العظيمة، كما أن الرسوم والنقوش على الصخور، التى نراها في مناطق مختلفة من المنطقة الجنوبية ، تدلنا وبوضوح تام، على أن تربية الماشية كانت حرفة أساسية لبعض السكان في العصر الحجرى.


فضلا عن ذلك فإن مناطق جبال أكاكوس ووادي البرجوج وجبل العوينات والأودية الجافة الجنوبية للحمادة الحمراء، تعتبر من أهم مناطق فنون ما قبل التاريخ في ليبيا، إذ أن هذه الرسوم واللوحات المنقوشة على الحجر تعكس عدة أساليب فنية ترجع إلى فترات زمنية متباينة. ومن خلال دراسة هذه الأساليب الفنية، ونوعية الألوان، وطريقة النقش، والأماكن التي تم رسمها أو نقشها، تمكن العلماء المختصون من تعيين أدوار وتحديد أزمان هذه الفنون .


ومن أهم وأشهر المناطق الجبلية التى تضفى الكثير من مظاهر الجمال الطبيعى، منطقة جبال أكاكوس الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد بالقرب من الحدود الليبية الجزائرية و الممتدة شمالا حتى منطقة العوينات و جنوباً حتى جنوب غات موازية لوادي تنزو فت , و تتميز هذه المنطقة بالمظهر الطبيعي الخلاب بما تحويه من كهوف طبيعية تحتضن مظاهر عظيمة من فنون ما قبل التاريخ , كما تتميز بصخورها ذات الألوان المتعددة التي تضفي على حوافها الشديدة الانحدار منظراً جميلاً أخاذاً ,


إضافة إلى المظاهر الصحراوية متعددة الأشكال الناتجة عن عوامل النحت و التي تنتشر بالقرب من هذه الجبال كالأشكال المخروطية والأعمدة الصخرية والكتل المنعزلة التي تشرف على عروق الرمال, وعموما فإن منطقة أكاكوس بوديانها و تضاريسها المعقدة و كهوفها و كافة المظاهر والأشكال العديدة الناتجة عن عوامل التعرية بالقرب منها، تعتبر من أجمل الظواهر الطبيعية في ليبيا.



يوجد في أكاكوس مجموعة مختلفة من المناظر الطبيعية، من الرياح الرملية الملونة إلى الأقواس الصخرية والأحجار الضخمة إلى الوديان. من أهم المواقع في المنطقة قوس “افازاجار” وقوس “تن خلجة”. وعلى الرغم من أن المنطقة تعتبر من أشد المناطق القاحلة في الصحراء الكبرى؛ إلا أنه يوجد بها بعض النباتات مثل نبات “الكالوتروبيس”.



 


وتشتهر المنطقة بكهوفها القديمة، كما أنها غنية بمجموعة المنحوتات واللوحات المرسومة على الصخر، الأمر الذى جعل اليونسكو تعلنها كموقع للتراث العالمي في العام 1985 بسبب أهمية هذه لوحاتها ومنحوتاتها والتي يعود تاريخ بعضها إلى 21,000 عام، والتي تعكس ثقافة هذه المنطقة وطبيعة التغيرات فيها.


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله