تتميز الرقة بثراء مكوناتها السياحية وتعدد مواقع الجذب فيها فحيثما تنقلت في أرجاء المحافظة الواسعة تطالعك معالمها السياحية المتنوعة الأثرية منها والنهرية والدينية ويلعب نهر الفرات والمعالم الأثرية والتاريخية الممتدة عمقا في التاريخ نتيجة الحضارات التي تعاقبت على المنطقة دورا كبيرا في هذه المكونات وتعطيها جمالية وأهمية مميزة واعتبر فيصل الحسن مدير سياحة الرقة أن محافظة الرقة تمتاز بنسيج معمارى عباسى فريد جعلها بحق المدينة العربية الأكثر استحواذا على ملامح فن المعمار العباسي من سور الرقة الأثري .
وباب بغداد والجامع العتيق وقصر البنات وقلعة جعبر والرصافة إضافة إلى العديد من التلال الأثرية والكهوف والمغاور التي تزخر بها المحافظة ككهوف بغديك ونهر الفرات الذي يؤهلها لتصبح موئلا للسياحة التاريخية والأثرية وتشتهر الرقة بغناها الطبيعي باحتضانها نهر الفرات وبحيرة الأسد والجزر الفراتية “الحوائج” والتي تمتاز بطبيعة خلابة وبأشجارها الوارفة الظليلة وطيورها المتنوعة وتشكل غابات حقيقية تحيط بها المياه من مختلف الجوانب إضافة إلى ذلك مقام الصحابي الجليل عمار بن ياسر في مدينة الرقة الذي يعتبر معلما مهما من معالم السياحة الدينية في المحافظة باستقطابه السياح من مختلف دول العالم. ورأى الحسن أن المحافظة تمتلك امكانات طبيعية هامة حيث يجري فيها نهر الفرات وتحتضن بحيرة الأسد إحدى أنقى البحيرات في العالم وتتوزع على طول مجرى النهر من البحيرة وحتى دخوله الحدود الادارية لمحافظة ديرالزور أكثر من 19حويجة نهرية “الجزر الفراتية” وأشهرها جزيرة عايد “محمية الثورة البيئية” ذات المنظر الجميل الأخاذ الأسر التي رسمتها يد الطبيعة بأشجارها وأزهارها وتنوع حيواناتها.
وأشار الحسن إلى أن بادية المحافظة تمتاز بمساحات شاسعة ومناخ معتدل وتكثر فيها الأودية والشعاب التي تجري المياه في بعضها طيلة أيام الشتاء والربيع لتتحول إلى غابات حقيقية من نباتات البادية وشجيراتها وتخضر الأرض في المواسم المطيرة وتكثر فيها النباتات المتنوعة التي تجعل منها مقصدا للسياحة البيئية والصحراوية الأمر الذي يستوجب إقامة محميات بيئية في أوديتها الرئيسية وحمايتها من الرعي والاحتطاب الجائر وإقامة السدود المائية والحفر التجميعية وحفر الآبار الإرتوازية وتسوية وتعبيد طرقها وتنظيم سباقات الخيل والهجن فيها واعتمادها كتقليد سنوى وإعادة إحياء طريق الحرير التجاري الذي يمر بالمنطقة. وتولي الدولة دورا كبيرا لقطاع السياحة في محافظة الرقة وخاصة بعد أن أصدر المجلس الأعلى للسياحة قرارا تم بموجبه تحديد حرم المواقع السياحية على ضفاف نهر الفرات وبحيرة الأسد بخمسين مترا وتخصيص الأراضي غير الحراجية في محيط البحيرة لصالح وزارة السياحة واستثمار الأراضي الحراجية في محيط البحيرة بمجال السياحة البيئية ما يشجع عمليات الجذب السياحي.
وازداد تدفق السياح القادمين عبر البوابة الحدودية في تل أبيض خلال النصف الأول من هذا العام إلى 50 ألف زائر في حين كان عدد القادمين لنفس الفترة من عام 2007 بحدود 12 ألف زائر وفي عام 2008 نحو 25 ألف زائر كما بلغ عدد نزلاء الفنادق خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 6759 نزيلا فيما بلغ عدد الليالي السياحية 11547 ومن المحتمل ازدياد عدد القادمين إلى الضعف.
في حال إنجاز البوابة بشكل كامل. ويشار إلى أن عدد الفنادق في المحافظة يبلغ 7 فنادق من مختلف التصنيفات تتسع لأكثر من 422 سريرا إضافة إلى وجود 24 مطعما بطاقة 4000 كرسي وأن هناك العديد من المشاريع السياحية كاشادة مطاعم وفنادق قيد التنفيذ والاستثمار يصل عددها إلى 24 مشروعا بطاقة 7 آلاف كرسي و900 سرير وتتجاوز تكلفتها الإجمالية 5 مليارات ليرة سورية.
كما تسعى مديرية السياحة في الرقة بالتعاون مع الجهات المعنية بتسهيل منح قروض المنشات السياحية ومتابعة مدى التزام المقترض بالتنفيذ وزيادة الاهتمام بالمواقع الأثرية وإعادة ترميمها وتخديمها سياحيا وتعبيد الطرق المؤدية إليها وتطوير البنى التحتية للسياحة وتنشيط السياحة البينية والخارجية من خلال رفع القدرة التنافسية للمنتج السياحي المحلي وتسويقه خارجيا عبر مختلف الأقنية الإعلامية وخلق سوق جاذبة للاستثمار السياحي وتفعيل دور المكاتب السياحية في الترويج والتسويق والإعلان وإصدار البروشورات التي تعرف بالمواقع السياحية في المحافظة وتأهيل وتدريب الكوادر من خريجي المعاهد الفندقية والاستفادة من خبراتهم في إدارة المنشات السياحية.