المدينة المختفية اسم تم اطلاقه على موقع اثري عثر عليه في مدينة سامن التابعة لمحافظة همدان غربي ايران، سوف يتم تحويله إلى متحف اثري قريبا والموقع الذي عثر عليه قبل عامين أثناء أعمال انشائية كانت تقوم بها شركة الاتصالات الايرانية يقع تحت الارض ومن المحتمل ان يكون عبارة عن مدينة مختفية تعود لفترة ما قبل العهد الاشكاني (الفرثي).
وقد أدت التنقيبات الاثرية التي أجريت في الموقع من قبل خبراء الآثار الى العثور على هذه المدينة المختفية تحت الارض والتي تقع على قاعدة صخرية محفورة باليد تحتوي على حجرات تضم مجموعة من الهياكل العظمية والجماجم، ما يشير إلى أن بعضا من هذه الحجرات كانت تستخدم في الفترة التي تلت العهد الاشكاني كمقبرة لدفن الموتى.
ونقلت هيئة الإذاعة الإيرانية عن علي خاكسار رئيس البعثة الاثرية التي تتولى مهمة التنقيب والدراسة الاثرية في المدينة المختفية تحت الأرض “إن الدراسات الاثرية التي تجري في المدينة المختفية تهدف إلى تحويل هذا الموقع الاثري إلى متحف حيث سيتم تخصيص اعتماد لهذا الغرض قريبا”.
وتابع خاكسار “كما يستلزم الامر إلى جانب تخصيص الاعتماد الاعماري دفع اعتمادات بحثية أيضا لمواصلة التنقيب والدراسة في هذا الموقع الاثري”.
يذكر أن حوالى 25 حجرة تمت دراستها في هذه المدينة ما يمهد الارضية لإنشاء المتحف، وقد تم العثور في هذه الحجرات على مجموعة كبيرة من الهياكل العظمية التي يعود تاريخها للعهد الاشكاني هي على حالها منذ دفنت ولم تمسسها يد بالامكان عرضها في المتحف المزمع انشاؤه.
وتشير الدراسات الاثرية إلى أن مساحة المدينة المختفية تبلغ أكثر من ثلاثة هكتارات وان قسما من هذه المدينة الاثرية لم تجر فيها أعمال تنقيب بسبب وجود الرطوبة فيها.
ومن المحتمل أن يكون قسم من هذه المدينة تحت الدور السكنية، ولهذا السبب يحتمل ايضا ان يكون هناك تسرب لمياه الصرف الصحي إلى هذا الموقع الاثري ما يسبب تلك الرطوبة.
وكانت هذه المدينة التي تقع تحت الأرض قد تم العثور عليها قبل عامين حين كانت شركة الاتصالات في محافظة همدان تقوم بأعمال حفر لمد الالياف الضوئية تحت الارض اثر ذلك بادر مركز البحوث الاثرية إلى تشكيل بعثة مؤلفة من خبراء في علم الاثار وعلم الانسان والترميم قامت على مدى ثلاثة أشهر بدءا من شهر فبراير من العام الماضي باجراء تنقيبات ودراسات في الموقع أدت إلى الكشف عن فضاءات محفورة باليد تتضمن 25 حجرة وصالة وممر يصل بينها.
وتشير الادلة الاولية إلى أن هذه الفضاءات تعود للعهد قبل الاشكاني، ومن خلال تلك الادلة يبرز الاحتمال بان تكون هذه الفضاءات المعمارية قد استخدمت بادئ ذي بدء لاجراء طقوس دينية خاصة كانت تجرى بصورة خفية تحت الأرض وعلى هذا الأساس يحتمل أن هذه الفضاءات كانت تستخدم خلال العهد الاشكاني لدفن الأموات.