Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

آثار فلسطين تحذر من ادعاءات اسرائيلية لاكتشافات اثرية فى بيت لحم

اعتبر الدكتور حمدان طه مدير عام الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أن الدلائل المنشورة حول خبر اكتشاف قبر الملك هيرود الكبير في تل الفريديس شرق بيت لحم في الضفة الغربية، هي دلائل ضعيفة للغاية، وأن الاكتشاف لم يأت بأي دليل قاطع يبرهن على صحة هذا الإدعاء.

وقال إنه لا يمكن الجزم في حقيقة ذلك بالاستناد إلى بقايا تابوت محطم، وفي ظل غياب أية مصادر كتابية أو دلائل إيجابية للنسبة التاريخية لهذا الاكتشاف، الذي يبدو أمرا عاديا تماما في سياق الطبقات الأثرية الرومانية ،مؤكدا على أن التفسيرات المواكبة والطريقة المثيرة التي أعلن عنه هذا الاكتشاف تشير بدوافع إيدولوجية محضة وتفتقد إلى المصداقية العلمية.

وحذر طه من مغبة الاستخدام السياسي والإيديولوجي لهذا الادعاء، الذي يأتي في سياق هجمة استعمارية شرسة في منطقة بيت لحم، طالت الأرض والموارد الأثرية والتراثية فيها ، معتبرا أن المواقع الأثرية في الأراضي الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي والروحي للشعب الفلسطيني، ولا يجوز تجزئتها أو نقلها أو التصرف بها، وأنه مهما كانت النتائج المكتشفة سواء يتعلق بهيرود أو بغيرة فهي جزء لا يتجزأ من التاريخي الحضاري الفلسطيني.

وأشار الدكتور طه، إلى أن تل الفريدس يقع على بعد 7 كم جنوب شرق مدينة بيت لحم، وهو عبارة عن تلة مخروطية الشكل تهيمن على المشهد الثقافي على الضفة الشمالية لوادي خريطون على حدود المنطقة البرية.
ونوه إلى أن الرحالة يشيرون إلى هذا الموقع كحصن فرنجي إلى أن قام الأب كوربو بالتنقيب في الموقع سنة 1966، وكشف عن طبيعة هذا الموقع الذي يتشكل من حصن وقصر وبقايا نظام مائي وبركة ودلائل استيطانية من الفترة الرومانية والبيزنطية.

وأوضح أنه منذ بداية عقد الستينات يقوم باحث الآثار الإسرائيلية أيهود نيتسر بالتنقيب في الموقع، مشيرا إلى أن التنقيبات في المنطقة السفلية أظهرت بقايا ما يزيد عن خمس كنائس من الفترة البيزنطية.

وأكد أن التنقيبات الجارية في تل الفريديس الذي يقع في منطقة (ج)، والتي تعتبر منطقة محتلة، هو إجراء مخالف للقانون الدولي، خصوصاً اتفاقية لاهاي لحماية التراث الثقافي أثناء النزاع المسلح لسنة 1954، وتوصيات مؤتمر نيودلهي حول أصول التنقيبات المتبعة في الأراضي المحتلة لسنة 1956.

واعتبر أن هذه التنقيبات انتهاك سافر للاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لسنة 1972، باعتبار أن تل الفريديس يقع ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي في فلسطين المقدمة لليونسكو ولجنة التراث العالمي.

وشدد على أن هذه التنقيبات، غير القانونية في الأراضي الفلسطينية، وتشكل خرقا للاتفاق الفلسطيني- الإسرائيلي واتفاقيات السلام الموقعة، وانتهاكاً متعمدا للحقوق الثقافية الفلسطينية، بما لا يخدم قضية السلام بين الشعبين.

يذكر أن موقع تل الفريديس يعرف من قبل بعض علماء الآثار باسم “هيروديون” نسبة إلى الملك هيرود الحاكم الروماني لفلسطين الذي أقام حكماً ذاتياً تابعاً للحكم الروماني المباشر، في الفترة ما بين 27-4 ق.م، والذي انتعش في ظل الحرب الأهلية الرومانية ما بين انطونيوس واكتافيان.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله