Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الاحتفال بالامير عمر طوسون خبير الاثار والتاريخ

نظمت مكتبة الاسكندرية احتفالية خاصة لاحياء ذكري الامير عمر طوسون خبير الاثار والتاريخ.. تضمنت عرض مجموعة نادرة من مؤلفات الامير التي احتفظ بها احفادة في باريس لسنوات طويلة و من بينها نسختان نادرتان باللغتين العربية والفرنسية قام بتأليفهما عن أديرة وادى النطرون ورهبانه.

والأمير عمر طوسون هو الابن الثاني للأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد علي مؤسس مصر الحديثة، ولد في مدينة الإسكندرية عام 1872، ولما بلغ الرابعة من عمره فقد والده، فكفلته وربته جدته لأبيه وأشرفت على تعليمه، وكانت دراسته الأولى في القصر ثم استكملها في سويسرا، وبعد تخرجه تنقل بين عدة بلدان أوروبية مثل: فرنسا وإنجلترا، وشاهد ما هى عليه من حضارة وتقدم، ووقف على ما وصلت إليه من رقي وتطور ، وعاد إلى الوطن محملا بزاد كبير من العلم والثقافة وإجادة للإنجليزية والفرنسية والتركية وعزم على إصلاح بلده والتجديد فيها.

وهيأت نشأة طوسون وثقافته العالية وميوله الإسلامية أن يقترب كثيرا من أبناء الشعب المصري ويخالطهم، وكان أكثر أمراء البيت العلوى إحساسا بقضايا الأمة وعملا على تحسينها.

ولقد بدأ شغله في استكشاف المنطقة عام‏1928 ‏ كجزء من دراساته وكشوفه حول جغرافية مصر وتاريخها‏، وعمد طوسون إلى رفع مساحي ومعماري في المنطقة وعمليات توثيق‏ ،‏ ووضع لوحات من البرونز علي كل منطقة وتسميتها، واستعان في عملياته بتجهيزاته الفنية التي خاض بها غمار كشوفه الجغرافية ورحلاته للسفاري في كل مصر‏(‏ السيارات والقوافل وقصاصي الأثر من العرباوية‏).

وفي أوائل الثلاثينيات بدأ العثور علي أديرة أو بقايا أديرة أثرية مهمة تقع جميعا علي خط رحلة العائلة المقدسة ‏ووصل عدد الأديرة التي اكتشفها الأمير عمر طوسون في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي ‏52 ‏ ديرا وثقها جميعا و لكن تبقي منها أربعة أديرة فقط هي دير السريان ، ودير الأنبا بيشوي ،‏ ودير البراموس‏ ،‏ ودير أبي مقار.
وفي أواخر الثلاثينات، أخبر أحد الطيارين الأمير عمر طوسون أنه رأى أثناء طيرانه فوق الخليج بقايا أثرية تغطي مساحة واسعة تحت الماء… وتمكن طوسون بفضل إرشاد الصيادين المحليين ومعونة الغواصين من تحديد موقع عدة هياكل ضخمة ومن انتشال تمثال لرأس الإسكندر الأكبر يعرض الآن في المتحف اليوناني الروماني.
وفي عام 1910 أكتشف جاستون جونديه كبير مهندسي مصلحة الموانئ والمنائر، ميناء فاروس القديم ووصف حواجز الأمواج والمنشآت العملاقة المغمورة تحت السطح بنحو 8 أمتار ، وكان هذا الاكتشاف مفاجأة كبرى لعدم توافر أدلة تاريخية قوية على وجود مثل هذه المنشآت ،وقام عمر طوسون وجاستون جونديه بطرح ونشر نظريات وتفسيرات لاكتشافاتهما في الجمعية الأثرية بالاسكندرية.
واتجه عمر طوسون إلى الكتابة والتأليف ونشر فى الصحف بحوثه العلمية الدقيقة ، وكان مجال أنتاجه المفضل هو البحوث التاريخية والجغرافية والأثرية ، ودارت كلها حول مصر والسودان.

وكما كان طوسون شديد الولع بمطالعة كل ما له علاقة بتاريخ مصر والسودان فقد كان مغرما بالبحث في مجال الصحراء، محبا للتنقيب عن الآثار، وكانت مدينة الإسكندرية وما حولها هي محل عنايته في البحث والتنقيب، فقام برحلات كثيرة إلى الصحراء الغربية، ودرس طبيعة هذه الجهات وما فيها من الواحات دراسة مستفيضة ، ووفق إلى كشف آثار لها أهميتها، فاكتشف في أطلال بناء قديم في جنوب غرب واحة الدالة صليبا قبطيا من البرونز يرجع عهده إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، إضافة إلى بعض الأواني الفخارية الأثرية.
ومن اهم مؤلفاتة : الصنائع والمدارس الحربية في عهد محمد علي باشا،البعثات العلمية في عهد محمد علي وفي عهدي عباس وسعيد, مصر والسودان ، كلمات في سبيل مصر ،تاريخ خليج الإسكندرية ، الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك ، تاريخ النيل ، جغرافية مصر ، نهاية المماليك ، الآثار المغمورة بالماء في أبو قير ، رحلة الإسكندر إلى واحة جوبيتر آمون ، وصف منارة الإسكندرية ، الفتح الإسلامي لسيوة سنة 1820 .
كذلك من اهم الخرائط التي كانت لدية خريطة الإسكندرية وضواحيها عن كتاب (وصف مصر) لعلماء الحملة الفرنسية ، خريطة الإسكندرية في زمن الاحتلال الفرنسي 1798-1801، خريطة لفرع النيل برشيد ، خريطة فلكية للعالم القديم باللغة الألمانية ، خريطة للقطر المصري و خريطة لمدينة القاهرة 1857 .
وتوفي الأمير عمر طوسون 1944، وكانت وصيته ألا تقام له جنازة، ونفذ له الملك فاروق وصيته ، مقتصرا على تشييع الجثمان الذي شارك فيه الوزراء والأمراء وكبار رجال الدولة .وقبل وفاته بأكثر من عشر سنوات كتب وصية تخص مكتبته العامرة ، وكانت تضم نحو ثمانية آلاف مجلد من نفائس الكتب والمخطوطات والصور والخرائط، والتي يندر أن تجتمع عند أحد ، وقد أوصى أن تهدى هذه المكتبة إلى المتحف الحربي والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ومكتبة بلدية الإسكندرية.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله