دبى / المسلة
تنطلق في دبي غدا 13 مايو، برعاية وحضور الشيخ احمد بن سعيد ال مكتوم، رئيس مؤسسة مطارات دبي، فعاليات ملتقى الشرق الأوسط لتنمية سياحة ذوي الاحتياجات 2009 في دورته الخامسة في فندق لومريديان دبي. يعد الملتقى، الحدث الاول المتخصص في الشرق الأوسط، وهو يستهدف اطلاق اكبر حملة توعية للتعريف بأهمية هذه الشريحة السياحية التي تشكل اكثر من 10% من اجمالي عدد السياح في العالم، والدعوة الى توفير مزيد من المنشآت السياحية والترفيهية والبنى التحتية التي تلبي احتياجاتهم والتي تكون قادرة على تأمين خدمات الضيافة والترفيه المناسبة لهم.
سيفتتح الشيخ احمد بن سعيد فعاليات الملتقى في دورته الخامسة بكلمة يؤكد فيها على اهمية الحدث كمنصة للارتقاء بصناعة السياحة والسفر في المنطقة وضرورة تطوير وتحسين الخدمات التي توفرها المطارات والناقلات والفنادق والشركات السياحية والمواصلات وغيرها من الخدمات وإضافة خدمات جديدة تلبي تطلعاتهم. كما يلقي سموه الضوء على حجم الفرص الايجابية التي يمكن ان تسجلها صناعة السياحة العربية اذا ما أخذت بعين الاعتبار احتياجات هذه الشريحة التي يقدر عددها بنحو 35 مليون نسمة في الشرق الأوسط. فقد القى جمال الحاي الضوء في كلمته على الإستراتيجية التي وضعتها مؤسسة مطارات دبي للارتقاء بالخدمات التي يقدمها مطار دبي الدولي للمسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
معربا عن تقديره لحجم النجاح الذي حققه الملتقى خلال دوراته الماضية ، في التعريف بأهمية توفير خدمات مناسبة لتلبية احتياجات اكثر من 35 مليونا من ذوي الاحتياجات يعيشون في الشرق الأوسط. وقال الحاي: “ان دعم مطارات دبي للملتقى نابع من دورها في رعاية المجتمعين المحلي والدولي والارتقاء بالخدمات والتسهيلات التي يقدمها مطار دبي الدولي للمسافرين وبفضل هذا التوجه حصد مطار دبي مئات الجوائز كافضل مطار في العالم وغيرها من التصنيفات وكان أخرها جائزة افضل مطار في الشرق الأوسط وثاني افضل مطار في العالم”.
واضاف: “وانطلاقا من هذا الوعي قام مطار دبي بتشكيل فريق خاص تحت اسم (رعاية) مهمته تطوير الخدمات التي يوفرها المطار وابتكار المزيد من التسهيلات لخدمتهم بما يتماشى مع توجيهات الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، الداعية الى قيام جميع المعنيين بكل ما من شأنه جعل دبي الوجهة المفضلة في العالم على كافة الأصعدة”.
وقال: “كما تعرفون ان التطور الذي تعيشه دبي في كافة المجالات، صاحبه تطور مماثل في بنيتها التحتية الخاصة بهذه الفئة، حيث تم تجهيز مطار دبي الدولي بالوسائل الاساسية التي يحتاجها المسافرون من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك صالة وكاونترات خاصة لهم بالاضافة الى جملة من الخدمات مثل الاسطح المتحركة والسيارات الكهربائية لنقل المسافرين داخل مبنى المطار والكراسي المتحركة والمصاعد والحمامات ومواقف السيارات والهواتف المنخفضة وخدمات اخرى تتناسب مع متطلبات هذه الشريحة العزيزة من المسافرين التي تحظى برعاية خاصة من قبلنا”.
وأكد انه وبتوجيهات من الشيخ احمد بن سعيد ال مكتوم راعي الملتقى ، سوف يواصل مطار دبي مسيرة الريادة باتجاه تعزيزاهميته على خارطة السفر الدولية وتلبية احتياجات جميع المسافرين عبر المطار وعلى رأسهم المسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة. ويحظى الملتقى بدعم مؤسسة مطارات دبي ودائرة السياحة والتسويق التجاري ووزارة الشؤون الاجتماعية وهيئة تنمية المجتمع وإدارة الجنسية والإقامة في دبي في حين يقوم برعايته كل من شركة داماس وفندق لومريديان دبي وبرنت ويل وجوزيف غرافيكس.
ومن جانبه اشاد السيد توفيق عبدالله بالملتقى والنجاحات التي حققها في تطوير الخدمات التي تقدمها صناعة السياحة والسفر لذوي الاحتياجات الخاصة . وقال :” تحرص داماس كل الحرص على رعاية ودعم المشاريع التي تصب في مصلحة الانسان في نهاية المطاف لانه الهدف الاسمى الذي نسعى لتطويره، وذلك انطلاقا من رؤيتنا واستراتيجيتنا حيث قمنا بتأسيس ادارة خاصة مهمتها التواصل مع المجتمع المحلي وتقديم الدعم والرعاية للانشطة التي تعنى بجميع شرائح هذا المجتمع وعلى رأسهم ذوو الاحتياجات الخاصة”.
واضاف: “لقد قامت ادارة المجتمع في داماس منذ تأسيسها بدعم ورعاية مئات الانشطة والفعاليات ذات الطابع الثقافي والرياضي والخيري التي تقام على ارض الامارات، ايمانا بدورها وتعزيزا لرصيدها كواحدة من ابرز المؤسسات التي تضع العمل الانساني على رأس اولوياتها”.
وقال :” نيابة عن داماس اتقدم بأسمى آيات التقدير الشيخ احمد بن سعيد ال مكتوم راعي الملتقى على دعمه المتواصل لهذا الحدث وأكد ان داماس تقوم برصد جزء لا بأس به من ايراداتها السنوية لصالح العمل الخيري والانساني في حكاية جميلة مع العطاء نفتخر بها ونقودها الى الامام لنرد جزءا من جميل هذا البلد المعطاء وقيادته الحكيمة التي اعطت الجميع الكثير”.
ونجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في غضون سنوات قليلة إن تصبح من أكثر دول الشرق الأوسط صداقة لذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية لاحتياجاتهم وتطلعاتهم إثناء السفر او الإقامة. واستطاعت الدولة على مدى السنوات الماضية تهيئة بنيتها السياحية والفندقية لاستقبال هذه الشريحة عبر توفير الخدمات والتسهيلات الأساسية التي تيسر لهم الاستمتاع برحلة سياحية خالية من الصعوبات.
وحسب الدوائر والهيئات المعنية بالسياحة في الدولة هناك تصنيف فندقي خاص يطلب من الفنادق خاصة فئة الخمس نجوم منها، تهيئة 2 % من غرفها كحد ادنى بما يلبي متطلبات النزلاء من ذوي الاحتياجات.
وتشير الإحصاءات الى ان القطاع الفندقي في الدولة بطاقته الحالية التي تزيد عن 80 الف غرفة يوفر ما بين 300 الى 350 غرفة مهيأة بالكامل لذوي الاحتياجات الخاصة منها اكثر من 140 غرفة في دبي وحدها وباقى العدد موزع بين بقية امارات الدولة وعلى رأسها امارة ابوظبي التي لديها مخطط طموح لتعزيز أهميتها كوجهة سياحية مميزة وتسعى من خلال مشروع التصنيف الفندقي الذي تعتزم تطبيقه منتصف العام الحالي توفير كافة التسهيلات الفندقية للنزلاء من هذه الشريحة المهمة.
ويقدر خبراء معنيون بالقطاع السياحي انه لو تم تحفيز وجذب 10 % إضافية من ذوي الإعاقة العرب( اي 3،5 ملايين نسمة) الذين يقومون في الوقت الراهن برحلات سياحية سنوية متعددة مع عائلاتهم او بمفردهم الى خارج الشرق ، حيث تتوفر لهم هناك التسهيلات والخدمات المناسبة، وتحفيزهم للتوجه نحو وجهات عربية، وقام هؤلاء السياح الجدد بإنفاق ما يقارب 1000 دولار فقط للفرد الواحد، فان إجمالي إنفاقهم المقدر بأدنى مستوياته سيصل الى أكثر من 3.5 مليارات دولار اي نحو 12 مليار درهم سنويا .
ويؤكد هؤلاء الخبراء ان سياحة ذوي الاعاقة تتسم بسمة مهمة جدا وهي انها تتم في اطار اسري وليس بشكل فردي في اغلب الأحيان مما يعني إضافة ملايين السياح المرافقين لهم ورفع إجمالي إنفاقهم إضعافا مضاعفة مقارنة بالسياحة الفردية. وحسب تقرير اعده البنك الدولي ، يشكل المعاقون ما بين 10ـ 20 % من نسبة السكان في كل دولة من دول العالم وسوف تزداد هذه النسبة باضطراد خلال السنوات المقبلة ، بسبب الحروب والفقر وقلة الرعاية الصحية وقلة الانجاب وزيادة الشيخوخة بين البشر .
وحسب نفس المصدر يصل عدد ذوي الاحتياجات في اوروبا الى 40 مليون فرد . في حين يصل في اميركا الى اكثر من 54 مليون شخص وفي روسيا الى 11 مليون فرد سوف يرتفع الى 15 مليونا خلال الاعوام القليلة المقبلة. ولاحظ تقرير اعدته شركة هاريس انترآكتيف الاميركية ، ان اوروبا واميركا تتأهب لتلبية احتياجات هذه الشريحة من السياح وايضا وكلاء السياحة والسفر الذين بدأوا بدورهم ، الاستجابة والتخطيط لتوفير خيارات سياحية اكثر تناسب احتياجاتهم ، نظرا لضخامة السوق ونمو الطلب .
كما لاحظ التقرير ان نمو اعداد هؤلاء السياح في اميركا واوروبا خلق اكثر من 300 الف فرصة عمل في مختلف مجالات الخدمات السياحية . وان السياح الاميركيين ينفقون نحو 14 مليار دولار سنويا ( انفقوا 13،6 مليار دولار على 31،7 مليون رحلة في العام 2002. المصدر : ame