تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2009 والذي سيقام يومي الثاني والثالث من مايو المقبل بالعاصمة القطرية الدوحة والثالث من مايو من كل عام هو موعد للاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حرية الصحافة في العالم، وحماية وسائل الإعلام من التعدي على استقلالها، وتكريم الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في ممارسة مهنتهم.
وأعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة الثالث من مايو في 1993 اليوم العالمي لحرية الصحافة، على أثر توصية موجهة إليها اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو سنة 1991. ويتخذ هذا اليوم العالمي مناسبة لإعلام المواطنين بانتهاكات حرية الصحافة والتذكير بأنه في عشرات البلدان حول العالم تمارس الرقابة على المنشورات، وتفرض عليها الغرامات، ويعلق صدورها، وتغلَق دور النشر، بينما يلقى الصحفيون والمحررون والناشرون ألوانا من المضايقات والاعتداءات والاعتقالات وحتى الاغتيال في العديد من الحالات.
كما يتخذ هذا اليوم مناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، ومناسبة أيضا لتأمل مهنيي وسائل الإعلام في قضيتي حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة، وأهمية اليوم العالمي لحرية الصحافة من هذا القبيل لا تقل عنها أهميته من حيث تقديم الدعم لوسائل الإعلام المستهدفة بالتقييد أو بإلغاء حرية الصحافة.
وسيكون موضوع طريقة تأثير وسائل الإعلام الفكرية والعلمية وقدرتها على تشجيع الحوار والتفاهم والمصالحة محور النقاش في المؤتمر العالمي لليونسكو بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في الدوحة والذي سينعقد تحت عنوان (إمكانيات وسائل الإعلام في تعزيز الحوار والتفاهم والمصالحة). وينعقد المؤتمر تحت رعاية الشيخة موزة بنت ناصر المسند، قرينة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وسيقدم المدير العام لليونسكو كويشيرو ماتسورا، بمناسبة المؤتمر الجائزة العالمية لحرية الصحافة لعام 2009، تكريما للصحفي السريلانكي لاسانا ويكريماتونج، الذي جرى اغتياله في الثامن من يناير الماضي وستتسلم أرملته سونالي ويكريماتونج الجائزة باسمه.
والغرض من هذه الجائزة هو مكافأة الصحفيين الذين يدافعون عن حرية التعبير والإعلام، ومنحهم الاعتراف الدولي الذي يستحقونه، ويتم تقديم هذه الجائزة، التي تمنح مرة كل عام، في احتفال يتسلم خلاله الفائز مبلغ 25 ألف دولار أمريكي. ويقوم الاجتماع على فكرة أن وسائل الإعلام الحرة وحدها تساهم في تحقيق الحوار والتفاهم المتبادلين متجاوزة كل أشكال الانقسام. ويتمحور الاجتماع في أربعة مواضيع يناقشها إعلاميون من مختلف أنحاء العالم: قدرة وسائل الإعلام على الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل، ضرورة وضع المعايير المهنية والأخلاقية لوسائل الإعلام من أجل دعم الحوار المفتوح، وما هو دور وسائل الإعلام المحدد في تعزيز الحوار بين الأديان والتفاهم المتبادل؟ واخيرا دور وسائل الإعلام في تعزيز الحوار بوصفه أداة لتمكين المواطنين.
وقال ماتسورا في رسالته لليوم العالمي لحرية الصحافة عام 2009، “علينا أن نكثف جهودنا في سبيل إنشاء وسائل إعلام ناقدة للافتراضات المتوارثة ومتسامحة في الوقت ذاته مع الرؤى البديلة; أي، بعبارة أخرى، وسائل إعلام توفر معلومات تساعد الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة، وتجمع بين وجهات النظر المتنافسة لتنسج منها رؤية مشتركة وجامعة، مستجيبة في ذلك للتنوع من خلال الحوار”.
ولما كانت اليونسكو هي الوكالة الوحيدة في منظومة الأمم المتحدة التي تمارس في إطار تفويضها وظيفتها المتمثلة في الدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة، فإنها أدرجت التفاهم المتبادل والحوار في صميم رسالتها. وفي واقع الأمر، فقد نص الميثاق التأسيسي لليونسكو، الذي اعتمد في شهر نوفمبر 1945، على أن المنظمة تستهدف” تعزيز التعارف والتفاهم بين الأمم بمساندة أجهزة إعلام الجماهير وتوصي لهذا الغرض بعقد الاتفاقات الدولية التي تراها مفيدة لتسهيل حرية تداول الأفكار عن طريق الكلمة والصورة”.
وفي هذه السنة التي ينعقد خلالها المؤتمر والاحتفالات، دعت اليونسكو المشاركين إلى استكشاف الإمكانات الهائلة التي تتوافر لوسائل الإعلام، مما يتيح لها أن تكون بمثابة إطار للحوار، وأن تؤدي دور الوسيط من أجل التفاهم المتبادل.
يشار إلى أن منظمة اليونسكو تختار في كل مرة عاصمة تحتضن الاحتفالات ، وستكون قطر أول دولة عربية تستضيف هذه الاحتفالية.