التفاصيل الكاملة لزيارة رئيس جمهورية العراق د. فؤاد معصوم الى النجف الاشرف ولقاءه بالمراجع العظام .
المرجعية الدينية في النجف الاشرف تتفاءل بزيارة معصوم الى الرياض .. تقرير مصور
العراق/النجف الاشرف: فراس الكرباسي
"المسلة"…. عبرت المرجعية الدينية في النجف الاشرف عن تفاؤلها بزيارة فخامة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الى المملكة العربية السعودية وأملها في مساهمتها بحل المشاكل العالقة ولو بشكل تدريجي وحسب الأهمية والأولوية.
الرئيس معصوم توجه فور وصوله امس الى النجف الاشرف عبر مطار المدينة الدولي الى زيارة مرقد الامام علي بن ابي طالب وبعد ذلك التقى المرجع السيستاني ومراجع الدين العظام السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ محمد اسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي والشيخ محمد اليعقوبي ومرقد السيدين عبد العزيز الحكيم ومحمد باقر الحكيم وثم التقى السيد محمد بحر العلوم وكانت محطته الاخيرة مطار النجف الاشرف الدولي ليتوجه بعدها الى المملكة العربية السعودية لتلبية لدعوة رسمية وجهتها اليه الحكومة السعودية لإصلاح العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان في استقبال الرئيس معصوم محافظ النجف الاشرف عدنان الزرفي ورئيس مجلس المحافظة خضير الجبوري وعدد من اعضاء مجلس المحافظة ووزير الخارجية الدكتور ابراهيم الجعفري ووزير الداخلية محمد الغبان.
كانت اولى محطات الرئيس معصوم زيارة مرقد الامام علي بن ابي طالب واداء صلاة الزيارة ودعا معصوم الى المزيد من مشاريع التوسعة في المرقد العلوي الطاهر وذلك لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الزائرين الكرام القادمين من جميع انحاء المعمورة، حيث كان في استقباله الامين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين واعضاء مجلس الادارة العاملين في العتبة المقدسة ورحَّب الامين العام بالرئيس معصوم والوفد المرافق له ، مقدما له شرحاً موجزا عن مشاريع التوسعة الاستراتيجية التي تقوم ادارة العتبة المقدسة على انجازها خدمة للزائرين الكرام.
بدوره قال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ان " زيارة المرقد المقدس تأتي لاستلهام العبرة من صاحبه سلام الله عليه مشددا في الوقت ذاته على ضرورة توسعة المرقد الطاهر لأمير المؤمنين عليه السلام لاستيعاب الاعداد الكبيرة من الزائرين وابدى في ذات الوقت إعجابه بحملة الأعمار المستمرة التي تشهدها العتبة العلوية المقدسة".
وقدم الامين العام للعتبة العلوية المقدسة في ختام اللقاء عددا من الهدايا الرمزية الى رئيس الجمهورية والوفد المرافق له .
بعد ذلك توجه الرئيس معصوم الى مقر المرجع الديني السيد علي السيستاني للقاء به واكد معصوم ان توجيهات المرجع السيستاني جنبت العراق الكثير من المخاطر والمنزلقات.
وقال معصوم في مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه المرجع السيستاني " تشرفت بزيارة سماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني وقبل ذلك كان لي زيارات لسماحته ضمن وفود حكومية وبرلمانية، وفي كل زيارة نستمع الى توجيهاته ووجهات نظره القيمة التي خلصتنا من مشاكل كثيرة عندما كنا في صدد كتابة الدستور واقراره، وتشكيل الدولة العراقية بعد العام 2003، حيث كان لتوجيهاته الدور الاساسي بذلك".
واضاف معصوم ان "سماحة السيد ينظر الى العراقيين سواء ولا يفرق بين مكونات الشعب العراقي، ودائما كان لتوجيهاته الدور الاساسي في حفظ وحدة العراق ارضا وشعبا، فشكرا لسماحته على هذه التوجيهات والكلمات القيمة".
كما استقبل سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم، رئيس الجمهورية العراقي د.فؤاد معصوم والوفد المرافق له وقدم الرئيس معصوم للمرجع الحكيم شرحاً لأهم مجريات العملية السياسية ومسارات الإصلاح السياسي العراقي الداخلي والخارجي، مقدماً شكره لما قدمه سماحة المرجع من نصائح وتوجيهات، ومؤكداً أن بتوجيهات المرجعية الدينية الأبوية في النجف الأشرف نرتقي بالعراق، ونصل به لبر الأمان، وأن فخامته بصدد القيام بجولة لتطبيع العلاقات مع دول الدوار والإقليم للارتقاء بواقع العلاقات العراقية مع محيطه وتجفيف منابع الإرهاب.
من جهته عبّر المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي عن تفاؤله بزيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم الى المملكة العربية السعودية وأمله في مساهمتها بحل المشاكل العالقة -ولو تدريجيا- بحسب الأهمية والأولوية.
وقال المرجع اليعقوبي لدى استقباله فخامة الرئيس قبل توجهه الى الرياض إن " الأجواء الإيجابية التي سادت العلاقات بين البلدين بعد التغيرات السياسية الأخيرة في العراق تساعد على تقريب مسافة الحل خصوصاً وإن فخامة الرئيس يذهب مستنداً الى اجماعٍ من القوى السياسية وتأييدٍ من المرجعية الدينية في النجف الأشرف حيث ينطلق منها الى المملكة السعودية لإيصال هذه الرسالة، مع حصول القناعة المشتركة لدى قيادة البلدين بأن خطر الإرهاب والتكفير يهدد الجميع على حدٍ سواء، ولا يفرّق بين دين وآخر أو طائفةٍ واُخرى أو قومية واُخرى".
وذكر اليعقوبي شاهداً على ذلك الحادث المؤلم الذي وقع في حسينية المصطفى في قرية (الدالوة) التابعة للإحساء في الاسبوع الماضي حين هاجم بعض الارهابيين حشداً من المعزّين في ذكرى الإمام الحسين مما ادى الى استشهاد وإصابة عددٍ منهم، وأثنى اليعقوبي على حكمة ونُبل المفجوعين حيث التزموا الصبر وتركوا معالجة الموقف الى القوات الحكومية التي سارعت الى ملاحقة القتلة ومن يقف وراءهم، وأدت المداهمة الى التضحية باثنين من رجال الأمن، فما كان من الجماهير المشاركة في التشييع إلا أنْ تضع صورتيهما في مقدّمة التشييع مع جثامين الشهداء للتعبير عن وحدة الموقف وتلاحم الشعب ضد ثقافة التكفير وخوارج العصر.
وأكّد اليعقوبي في حديثه على أهمية تماسك الجبهة الداخلية وحل الخلافات بين الكتل السياسية وتوحيد المواقف إزاء هذه القضايا الخطيرة مادام العدو يستهدف الجميع ويريد تخريب الحياة في كل جوانبها ووعد الرئيس معصوم بأن يكون هذا المشروع على رأس أولوياته وأنه يسعى لجمع كل القيادات السياسية ليتحملوا مسؤوليتهم لتحقيق السلم الأهلي وتحقيق مصالحة حقيقية.
كما ذكر اليعقوبي ان الله تعالى وَفّر للقيادات السياسية أعظم الفرص لطاعته، لأن أي انجاز يحققونه يعود بالنفعِ على ملايين الناس وليس في العراق فقط وإنما لكل شعوب المنطقة وهذا يعني سعة الثواب الذي يحصلون عليه.
كما استقبل المرجع الديني الشيخ بشير النجفي الرئيس معصوم مع الوفد المرافق له، المرجع النجفي أكد خلال لقاءِه على أهمية أن يعود العراق موحداً قوياً عزيزاً بِكُل أبناءه وطوائفه وقومياته، مشيراً إلى أهمية إصلاح الأخطاء الماضية والعمل على النهوض بالواقع الأمني بمختلف قطاعاته وصنوفه، ومكافحة الفساد المالي والإداري السبب الأساس لتفاقم معاناة العراقيين وتدهور الوضع الأمني.
وفي صدد محاربة الإرهاب شدد النجفي على الساسة العمل بجد لإصلاح الأخطاء الماضية لإعادة تحرير جميع مُدن العراق من أيدي الإرهاب، وأن يعود أبناءَنا في الموصل والمناطق الغربية لمدنهم آمنين، وأن تضبط الحدود العراقية وأن تحفظ سيادة العراق.
وتوجه الرئيس معصوم لزيارة مرقد اية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره والسيد عبد العزيز الحيكم وقرأ الفاتحة على ارواحهم الطاهرة .
وشمل برنامج زيارة الرئيس معصوم زيارة سماحة العلامة السيد محمد بحر العلوم في مقر اقامته والسؤال عن صحته وتجاذب اطراف الحديث عن الوضع السياسي الداخلي وعلاقة العراق بدول الجوار وبالأخص المملكة العربية السعودية.
وكانت المحطة الاخيرة للرئيس معصوم هي مطار النجف الدولي حيث صرح رئيس الجمهورية العراقية الدكتور فؤاد معصوم ان "مطار النجف الاشرف الدولي يعد بوابة العراق الى العالم رغم قلة الامكانيات ولكنه يعمل كمطارات الدول المتطورة".
جاء ذلك خلال تصريح خاص قائلا معصوم: " نحن نسعى من خلال البرنامج الحكومي الاعتماد على القطاع السياحي الذي يمثل مورد اقتصادي مهم جدا كمورد النفط".
مشيرا الى " اهمية السياحة الدينية من خلال مطار النجف الاشرف الدولي الذي نعتبره من الانجازات التي تستحق الثناء لفتحه بوابات العالم الاسلامي الى العراق الجديد ".
من الجدير بالذكر ان زيارة رئيس الجمهورية تعد الاولى من نوعها لزيارة محافظة النجف الاشرف ومنذ تسنمه رئاسة الجمهورية لما تمثله مدينة النجف الاشرف من موقع مهم في الامن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي والعمراني.