سياحة روسيا تعتزم إنشاء شبكة فنادق حلال
موسكو "المسلة" …. تشهد صناعة "السياحة الحلال" تطوراً نشطاً في روسيا. وتبدي كبريات الشركات السياحية اهتماماً كبيراً بالسياحة الإسلامية. وعلى الرغم من أن السوق السياحية الروسية بدأت لتوها بالتعرف على خصوصيات هذا المجال، فقد بدأ التخطيط لإنشاء منظومة كاملة من الخدمات السياحية وفقاً لمعايير "الحلال".
صرح روشان حضرت أبياسوف، نائب رئيس مجلس المفتين في روسيا خلال المعرض الدولي الخامس "موسكو حلال اكسبو" (Moscow Halal Expo) أن هذه الخدمات بالنسبة لروسيا التي يعيش فيها أكثر من 20 مليون مسلم يسافرون في أرجاء البلاد بقصد السياحة، باتت مُلِحَّةً للغاية.
في حوراها مع "روسيا ما وراء العناوين"، تقول يوليا بيسكون، ممثلة مركز الفنادق والمنتجعات في روسيا: "في الآونة الأخيرة، من الملاحظ ازدياد الطلب على توفر الحد الأدنى من خدمات "الحلال" في الفنادق، وبالأخص ما يتعلق بالطعام ووجود نسخة من القرآن الكريم وسجادة للصلاة وبعض القنوات التلفزيونية والصحف الخاصة في غرف الفنادق".
وضمن السياق ذاته، يقول شاميل مُكَرَّموف، نائب المدير العام لشركة (خيزميت تور) السياحية، في حديثه لـ"روسيا ما وراء العناوين": "في السنوات الثلاث الأخيرة، ازداد عدد الفنادق التي تقدم هذه الحزمة من الخدمات في شبكة فنادقنا من 5 إلى 17 فندق. ونحن نشهد فورة حقيقية من الاهتمام بالسياحة الحلال على مدى العامين الماضيين.
والطلب الآن كبير جداً إلى درجة أنه في الفترة التي سوف تَلي شهر رمضان (بين شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر) لم يبق لدينا أماكن شاغرة في الفنادق." وأوضح مُكَرَّموف أن من يهتم بهذه الفنادق هم في العادة من المسلمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 45 عاماً ويتمتعون بقدر معين من الثراء ويعدّون الالتزام بالمتطلبات الدينية أمراً مبدئياً بالنسبة لهم.
كما أن أفراد الطوائف الدينية الأخرى يلجؤون أيضاً إلى ممثلي الشركات السياحية بحثاً عن فنادق "الحلال"، نظراً لأن المنتجات الحلال معروفة بجودتها والخدمات في هذه الفنادق تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الصادق. تحظى السياحة الحلال في روسيا بشعبية كبيرة بين سكان داغستان والشيشان وانغوشيا وغيرها من مناطق القوقاز بالإضافة إلى الروس الذين اعتنقوا الإسلام.
وتشير السيدة يوليا بيسكون إلى أن تركيا هي الوجهة الأكثر شعبية للسياحة الخارجية بين المسلمين الروس.
فهناك 48 فندق حلال في اسطنبول وأنقرة وسواحل بحر إيجة والأناضول. وتأتي منطقة جنوب شرق آسيا في المقام الثاني وبالخصوص ماليزيا وإندونيسيا، وهناك الإمارات العربية المتحدة.
ويؤكد شاميل مُكَرَّموف: "معظم الفنادق في تركيا محتكَرة والقائمون عليها يدركون مدى الطلب على هذا النوع من السياحة، الأمر الذي لا يمكن إلا أن يؤثر على مستوى الأسعار. فقد تصل كلفة الاستراحة لمدة أسبوع لشخصين في فندق حلال في تركيا إلى (3-4) آلاف دولار".
في ظل الاهتمام المتزايد بـ "الحلال"، تسعى الفنادق العالمية إلى تكييف الخدمات التي تقدمها لتلائم متطلبات النزلاء المسلمين. وهكذا تعتزم شركة (Аlmulla Hospitality) افتتاح 150 فندقا تحت ماركة "حلال" لغاية عام 2015، في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية. كما تخطط شبكة فنادق جوهرة (Jawhara) لتحويل 25% من فنادقها في دبي إلى فنادق حلال. ومع ذلك، فإن العديد من الفنادق العالمية لا يمكن تسميتها فنادق حلال إلا جزئياً.
لأن خدماتها تقتصر على تقديم غرف خاصة بالمسلمين أو على تقديم قائمة طعام حلال فقط. وفي روسيا، يوجد فندق واحد فقط حائز تصنيف "حلال" وموثق بشهادة من مكتب مطابقة المعايير، وهو فندق (شوشما) في قازان. ويعتقد السيد مُكَرَّموف أن: "الفنادق الحلال، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى موجودة فقط في تركيا.
لأن الفندق الحلال الحقيقي هو عبارة عن مجمع مقسم بالكامل للنساء وللرجال على حدى".
مستقبل السياحة الاسلامية في روسيا
حسب كلام السيد مُكَرَّموف فإن شركات السياحة الروسية بدأت في ربيع هذا العام بتلقي عروض من شبه جزيرة القرم لتنظيم فنادق حلال في الجمهورية: "في الآونة الأخيرة، غالباً ما يتصلون بنا مستفسرين عن الشروط التي يجب أن تتوافر في "فندق الحلال"، وما يتصل بها من خدمات مرافقة". على سبيل المثال في قازان تقوم شركة (راحات تور) شهرياً بحجز حديقة للألعاب المائية مع مرافق منفصلة للنساء والرجال".
ونظراً للعجز في سد الطلب على السياحة الحلال في روسيا، يخطط مجلس المفتين لروسيا، بالاشتراك مع مركز ضبط المعايير ومنح شهادة "حلال" في روسيا ورابطة "عالم بلا حدود"، لتشكيل شبكة شراكة تشمل الفنادق وشركات النقل والمطاعم العامة والمراكز الطبية والمتاحف المهتمة في استقبال الزوار المسلمين من مختلف البلدان.
وفي حديثه لـ"روسيا ما وراء العناوين"، أوضح ميخائيل كورنيشيف المبادر لإقامة هذا المشروع ونائب مدير شركة سبوتنيك للرياضة وسفر الأعمال (SPUTNIC – Sport & Business Travel): "القصد من هذ المشروع هو تركيز التعاون مع الشركات التي تقوم بنشاط بإدخال معايير الخدمات الحلال في مجال عملها حصراً ". وسيتم قريباً إنشاء رابطة السياحة الحلال في روسيا بهدف التنظيم المؤسسي لهذه الشبكة.