Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

دعوة إلى إنشاء هيئة مستقلة لقطاع السياحة في البحرين

دعوة إلى إنشاء هيئة مستقلة لقطاع السياحة في البحرين

أكد رجل الأعمال فوزي كانو نائب رئيس مؤسسة يوسف بن أحمد كانو اهمية ان تنشئ السلطات المعنية بقطاع السياحة هيئة للسياحة مستقلة عن قطاع الثقافة والإعلام من منطلق الحرص على مكانة البحرين في هذا المجال التنافسي مع الدول المجاورة وذلك من خلال اتخاذ إجراءات عملية وإيجابية تنظم هذا القطاع لاستقطاب أكبر عدد من السياح, وجعلهم يتصاعدون عام وراء آخر.

جاء ذلك في لقاء مع فوزي كانو مع «اخبار الخليج» في مكتبه الكائن بالمنامة بشارع باب البحرين، مشددا منذ بداية اللقاء على أهمية قطاع السفر والسياحة في رفع مستوى الدخل المحلي من جهة أولى وإطلاع أكبر عدد من رجال الاعمال والزائرين والسائحين على تاريخ البحرين الماضي والحديث من جهة ثانية, وعليه, طالب بالعمل على سياحة داخلية بين المدن والقرى والقلاع والشواطئ واسطبلات الخيول العربية والمحلات الأثرية في مملكة البحرين.

وتابع القول: «ان السفر عند المواطن البحريني هو نوع من الإرث التاريخي, فالبحريني بطبيعته يحب السفر والتنقل من بلد لآخر ويود ان يعرف عن العالم الذي يعيش فيه ويحيط به ويقترب منه» مشيرا في هذا الجانب إلى ان البحريني منذ سنوات طويلة دائب السفر إلى لبنان ومصر وسوريا وتركيا كسياحة تاريخية وترفيهية وكذلك إلى العراق كسياحة دينية.

وتطلع وهو يتحدث عن تاريخ وذكريات إقبال سفر البحرينيين وتصاعد طلباتهم على السفر والسياحة إلى الخارج, مشيدا بتوقهم الكبير لزيارة مناطق أخرى كشرق آسيا وأوروبا, ومتطلعا في الوقت ذاته إلى عودة السفرات والرحلات في القريب العاجل إلى لبنان ومصر والعراق وسوريا, فكم كانت مريحة وجميلة وغير مكلفة للسائح البحريني.

واستدرك من جهة أخرى ارتباط قطاع السفر والسياحة بالملف الأمني في هذه الدول, وأوضح طالما تشهد هذه الدول اضطرابات, فيصعب عودة السياح اليها, فهذه الظروف قللت من نسبة المسافرين البحرينيين والمتوجهين إلى هذه الدول, كما أفاد نتيجة لتعقيدات في حصول المواطن العربي على تأشيرات إلى الدول الأوروبية وشعور السائح العربي بمدى المراقبة فيها, توجه الناس للسفر إلى دبي وبانكوك وماليزيا كمحطات سياحية توفر كل انواع خدمات البزنس والسفر والسياحة.

وسألته «أخبار الخليج» عن انطباعه العام عن الوضع السياحي في مملكة البحرين, ومقومات هذا القطاع وخاصة أن البحرين اختيرت كعاصمة للسياحة العربية لعام 2013, فقال معقبا: «يفتقر القطاع السياحي إلى وجود هيئة سياحية مسئولة عن تنظيم وتطويره, نلاحظ مرة السياحة تتبع الإعلام ومرة أخرى تتبع الثقافة, فالسياحة ضائعة بين عجلتي هاتين الوزارتين»

ورأى فوزي كانو ان عملية تنظيم القطاع السياحي تبدأ بتعيين مسئول بحريني صاحب خبرة واسعة في مجال السفر والسياحة, وإذا لم يتوفر العنصر البحريني ممكن ان يعين مواطن عربي ضليع في شئون السياحة من لبنان أو تونس يضع لنا خطة للتطوير وبرنامج للبدء في تنفيذه آخذين في الاعتبار وجود مناطق صحراء ممكن تستخدم لسباقات وركوب الخيول والجمال ولدينا سواحل وجزر يمكن ان تستخدم للسياحة البحرية والمسابقات الرياضية البحرية, هذا عدا القلاع الثلاث القديمة الموجودة في البحرين كناحية تاريخية وتراثية.

وسألناه عن مكاتب السفر والسياحة والكم الهائل الموجود منها في البحرين, والتنافس الذي يوجده هذا الكم من المكاتب؟ فأجاب لدينا في البحرين 148 مكتبا ووكالة سفر وسياحة, وتابع, لكن مع الأسف, فالمسئولون عن إصدار تصاريح وسجلات سفر وسياحة «صايرين كريمين» اكثر من اللازم، وكرمهم هذا جعلهم «يعطون سجل لكل من هب ودب»، وهذا له مردودات سلبية بدلا من ان تكون مردودات إيجابية مميطا اللثام في هذا الخصوص بأن المسئولين عن هذا القطاع صاروا يعطون تصريحات وسجلات بدون معايير.

وفي هذا السياق، سألناه ما هي المعايير التي تراها مناسبة في إعطاء سجلات السفر والسياحة؟ فقال: مثل وجود مكتب وعنوان ووجود موظفين ووجود أجهزة كمبيوتر والتنسيق مع جمعية اصحاب مكاتب السفر والسياحة, ثم سألنا نائب رئيس مجموعة يوسف بن احمد كانو عن مصير جمعية اصحاب مكاتب ووكالات السفر والسياحة حاليا؟ فأوضح ان الجمعية اصبحت في سبات دائم, وتجمدت ولا ندري متى تصحو من سباتها لكنها حين كانت موجودة على الواقع, كان لها تأثيرها وصوتها وخاصة فيما يتعلق بتنظيم عملية الديسكاونت (التخفيضات), فبدلا من ذلك, نعطي خدمات إلى المسافر، لكن مع الاسف الشديد تغيرت الأحوال في عالم الطيران والسفريات مثلما يقولون: «تغيرت الدنيا وما عليها», وعاد إلى الحديث عن دور هيئة الطيران المدني في تعميق العلاقات مع جمعية اصحاب السفريات ورجال الأعمال في هذا القطاع مشيرا من جهة أخرى إلى دور هيئة الطيران المدني بدول الخليج العربية في تنظيم هذه المهنة والخدمات المتعلقة بها.

وتابعنا الحوار مع فوزي كانو: ما دور الإعلام في التسويق السياحي في البحرين؟ فقال: «دعونا نعترف ان الإعلام في البحرين ضعيف (ما لم نقل ليس له وجود) مشددا على أهمية تأسيس هيئة للسياحة تسحب من جناحي الثقافة والإعلام ويصبح لها كيانها الخاص من مسئولين وموظفين وبرامج وخطط طويلة وقصيرة مدروسة وعلى أسس علمية».

وأكد أهمية تعيين شخص مسئول عن السياحة الداخلية كما هو موجود في عدة دول, وكذلك السماح بنشاط داخلي سياحي مثلما هو موجود سابقا في البحرين من خلال اصحاب اللنجات لكن بعد (غرق اللنجة)، توقف العمل بهذا المشروع, واصبح عدد اللنجات قليلا جدا، وباع رجل الأعمال لنجاته, وتأُثرت على إثر ذلك السياحة الداخلية من المنامة إلى حوار ومن المحرق إلى مناطق أخرى في البحرين, وتساءل, إذا لم تكن الحكومة قادرة على تيسير سياحة داخلية, فلماذا لا تترك المهمة إلى شركات خاصة تتولى تنظيم زيارات إلى مناطق داخل البلاد؟

ولم ينس وهو يتحدث عن غياب الدور الترويجي للسياحة في البحرين وضعف دور طيران الخليج من خلال مكاتبها في الخارج مقارنة مع تجربة الخطوط القطرية وطيران الإمارات العربية المتحدة والاتحاد في الترويج السياحي إلى قطر والإمارات بينما لا تروج مكاتب طيران الخليج للبحرين في الخارج بصورة منظمة لعدم وجود هيئة سياحية تتولى هذه المهمة, هذا عدا انه في حال تأخير طائرة على سبيل المثال لإحدى طائرات «طيران الخليج» عن الإقلاع, لا يعلنون عن سبب التأخير, لربما خلل فني أو تقني أو تأخير وصول مسافر، فنشاهد المسافر يعيش على وجل, وهو يبحث عن معرفة السبب والحقيقة التي لا يعلن عنها مقارنة مع الخطوط الأجنبية.

وتابع, فالخطوط الأجنبية سرعان ما يواتون المسافرين بسبب التأخير في وقتها, عدا الاختلاف في اعلان (الوقت بالضبط) باللغتين العربية والانجليزية لأن من تتحدث الإنجليزية لا تعرف العربية, وهذا يعني ان غياب الشفافية خلق لمسة من التخلف في نوعية الخدمات على خطوطنا الوطنية, واختتم حديثه بتأكيد أهمية تعيين دماء جديدة وأفكار جديدة في هذا القطاع الحيوي للاقتصاد البحريني، وليس صحيحا ان تبقى البحرين متقدمة في قطاع البنوك والمؤسسات المالية بينما قطاع السفر والسياحة يراوح مكانه.

المصدر : اخبار الخليج

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله