منامة السياحة توصي باختيار الطائف عاصمة المصايف العربية 2013
المنامة "ادارة التحرير" …. في سياقها كعاصمة للسياحة العربية، عقدت العاصمة البحرينية المنامة مساء اليوم الأحد (19 مايو / أيار 2013) الدورة الثانية عشرة للمكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي السياحي برئاسة وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ومشاركة وزير السياحة والآثار والحياة البرية السوداني محمد عبدالكريم الهد، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية محمد التويجري ، رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر بن فهيد آل فهيد ، اتّحاد الكُتّاب السياحيين العرب وعدد من ممثلي الدول الخليجية والعربية، إذ تنعقد الدورة بالمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي لمناقشة العديد من الشؤون السياحية والاقتصادية، وطرح الاستراتيجيات والخطط المقبلة لتنمية هذا القطاع.
ورحّبت وزيرة الثقافة بالمشاركين في افتتاحية الاجتماع، مشيرةً إلى أهميّة الدورة في الخروج بتوصيات عمليّة تطوّر من أداء المنظومة السياحية، ومبيّنةً سعادتها بهذا اللقاء الذي يجمع الدول العربية في المنامة عاصمة السياحة العربية 2013م لنقاش الواقع العربيّ السياحيّ والعمل على إيجاد استراتيجيات واضحة تعزّز مسيرة التنمية السياحية العربية وتستثمر معطياتها.
من جهته، أوضح الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية محمد التويجري لـ الوسط أن هذا اللقاء يمثّل أحد أهم الاجتماعات السياحية لما يتناول من بنود وأعمال من المؤمّل مساهمتها في اتّخاذ قرارات جوهرية، معقّبًا: "السياحة مورد ثابت وأساسي في الدخل القومي، ويمكننا النظر إلى التجربة السياحيّة التي تشهدها مملكة البحرين، والتي كان لها بالغ الأثر. والأمر ذاته ينطبق على النموذج الإماراتي في إمارة دبي وجمهورية مصر".
وأكّد أن العمل السياحيّ يستثمر الوجود الإنساني الآخر في التعريف بآثار الدول العربية ومقتنياتها التاريخية، مشددًا "أن هذا الإرث هو ما يجسّد عمق الأمة". وأردف: "لدينا تاريخ متجذّر في المنطقة العربية وعلينا الآن أن نبدأ بالتوعية لإبراز هذا ومواكبة التطوّرات والمتغيّرات السياحية العالمية من أجل دفع الاقتصاد العربي". وأشار في ختام حديثه إلى أهمية المركز الإقليمي العربي للتراث العالميّ (الذي يستضيف أعمال المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي السياحي) في الحفاظ على الإرث الإنساني في المنطقة العربيّة ككل، معتبرًا إياه نموذج استثمار حقيقي للثقافة والتراث.
على الجانب الآخر، توجّه رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر بن فهيد آل فهيد بالشكر والتقدير لوزارة الثقافة البحرينية لما تبذله من جهود في تعزيز البنية التحتية السياحية العربية، قائلاً إن أسرة السياحة العربية يمكنها ملاحظة المساعي السياحيّة البحرينية المبذولة، والتي مكّنت البحرين من أن تكون على الخارطة الإقليمية والعالمية، معلّقًا: "استطاعت المنامة أن تُثبّت مواقعها التراثية على القوائم الإقليمية والعالمية، وهذا يمثّل فخرًا للدول العربيّة". وألمح إلى أن المجال السياحي في الوطن العربي استطاع مجابهة الظروف الطارئة في السنوات الأخيرة وتحقيق تطوّر ملحوظ.
كما أشاد وزير السياحة محمد عبدالكريم بموقع الحدث، مؤكدًا أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي هو إضافة نوعيّة علميّة وجماليّة في الوقت ذاته للوطن العربي.
ناقش المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة خلال دورته الثانية عشرة سبعة بنود رئيسية، تناول في الأول منها متابعة تشكيل لجنة هيئة التحكيم لجائزة الجودة السياحية للعام 2012م، ومن ثم نوقشت البنود الخاصّة بنتائج الاجتماع الرابع للجنة خبراء الاستراتيجية السياحية العربية، الملتقى العربي الأول حول الإحصاء السياحيّ، أسس ومعايير اختيار عاصمة السياحة العربية، تعزيز الأمن السياحي بحسب المذكّرة المقدّمة من مجلس وزراء الداخلية العرب، الاجتماع المشترك الأول لوزراء السياحة في الدول العربية وتحديدًا المادّة المُقتَرَحة من قِبَل الدول العربية لتحقيق تعاون وتبادل عميق، وأخيرًا طُرِحت آليات خطّة عمل المنظمة العربية للسياحة للعام 2013م.
فيما يتعلّق بالبند الأول، فقد أوضحَ رئيس المنظمة العربية للسياحة أهمية تعزيز التواصل مع الجهات المعنيّة لجائزة الجودة السياحية وذلك عبر استثمار وسائل الإعلام، التأكّد من مخاطبة الوزارات والهيئات السياحيّة للمنشآت وتشكيل لجنة محدّدة للقيام بالزيارات المتعلّقة باختيار الفائز ضمن قائمة المُرّشّحين. أمّا التويجري فقد أشار إلى ضرورة تنسيق عمل اللجنة لتدارس الملّفات المطروحة وتشجيع الدول العربية على موافاة المنظّمة بالملفّات والقوائم المطلوبة للجائزة. كما تضمّن البند الثاني من أعمال المكتب التنفيذي مناشدة لكافّة الدول العربيّة للالتزام بالمشاركة في اجتماعات اللجنة الاستراتيجية السياحيّة العربيّة لما لها من أهميّة، مع تزويد الأمانة العامّة لجامعة الدول العربية بالاستراتيجيات السياحيّة الوطنيّة لتعميمها على باقي الدول العربيّة للاستفادة.
وقد أكّد التويجري في مناقشته للمحور الثالث أهميّة الملتقى العربي الأول حول الإحصاء السياحيّ الذي انعقد في أواخر أبريل الماضي ضمن برنامج "المنامة… عاصمة السياحة العربية 2013م"، موضّحًا: "نعاني فعليًا من ضعف في القاعدة الإحصائية واعتمدنا طويلاً على التقديرات الدوليّة التي يتمّ الاستناد فيها على إحصائيات غير دقيقة، ومن شأن هذه الملتقيات تكوين قاعدة بيانيّة ومعلوماتٍ دقيقة تساهم في تحقيق الاستراتيجيات السياحية".
وحول البند الخاصّ بأسس ومعايير اختيار عاصمة السياحة العربية، نوقشت مسألة ترشيح أربيل العراقية كعاصمة مقبلة للسياحة. وأشير إلى أن مثل هذه الخيارات تستلزم رفع الأسس والمعايير التي أعلنتها المنظمة العربية للسياحة للمجلس الوزاري العربي السياحيّ للنظر في اعتمادها. وخلال المناقشات، أوصت المنامة كعاصمة للسياحة العربية للعام 2013م باختيار مدينة الطائف عاصمة المصايف العربية للعام 2013م أيضًا بناءً على مقترح المنظمة العربية للسياحة، على أن يُكرّس هذا النهج سنويًا ويأتي كتوصية من المدينة المختارة كعاصمة للسياحة.
وتعزيزًا للأمن السياحيّ وفق المذكرة المقدّمة من مجلس وزراء الداخلية العرب، اقتُرِح عقد اجتماع يضمّ ممثلي الأمانة العامة، المنظمة العربية للسياحة ومجلس وزراء الداخلية العرب لبحث سبل تعزيز الأمن السياحي العربي، ومن ثمّ رفع الموادّ للمجلس الوزاري العربي السياحي لإقرارها وتعميمها,
واختتمت الدورة الثانية عشرة أعمالها بالتركيز على آليات خطّة عمل المنظمة العربية للسياحة في العام 2013م، حيث تشير ورقة العمل المُقدّمة إلى آلية تأمين الاستثمار الأجنبي في القطاع السياحي العربي، آلية تمويل المشاريع عبر الشراكة، آلية التحكيم والمصالحة للمستثمرين العرب، مشروع القرية العربيّة التي تُعنَى بالتراث الشعبي لدعم السياحة البيئية في الدول العربيّة، بالإضافة إلى تقديم دورات معتمدة دوليًا لخدمة القطاع السياحيّ العربيّ.