اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة الافتراضية في مصر: شاشات في الساحات وصفحة «فايسبوك»

السياحة الافتراضية في مصر: شاشات في الساحات وصفحة «فايسبوك»

أضحت المعلوماتية عصب صناعة السياحة وساحاتها الأمامية، إذ عادة ما يتصفّح السائح الشبكة العنكبوتية للتعرّف إلى الأماكن السياحيّة، والظروف المناخيّة، وأسعار الطيران والفنادق، ومواعيد المواصلات العامة وأمكنتها وأسعارها، قبل التوجّه إلى الدولة التي يريد السياحة فيها. أضف إلى ذلك أن المعلوماتيّة أصبحت مصدراً مهماً للحصول على الخرائط وأرقام هواتف شركات السياحة والشرطة والسفارات وعناوينها، وهي أشياء يتكئ عليها السائح في رحلته. كما أصبحت الدعاية والترويج الإلكترونيّان عنصراً مهماً في صناعة السياحة المعاصرة.

 

وتضرّرت السياحة المصرية كثيراً بسبب الحوادث التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة. وتحديداً، تقلّصت عائدات السياحة بأكثر من 2.5 بليوني دولار، بالمقارنة مع ما كانت عليه في عام 2010. وتبنّت جهات حكومية وشعبية مبادرات متنوّعة، تشمل البُعد المعلوماتي، بهدف الترويج للسياحة. فمثلاً، دعا بعض نشطاء التيار الإسلامي إلى تنظيم مليونياتهم بجوار الأهرامات لإظهار دعمهم للسياحة وتركيز الضوء عليها.

 

شاشات و «فايسبوك»:

 

سعياً الى تشجيع السياحة في مصر، وقع وزيرا السياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بروتوكولاً للتعاون المشترك يهدف إلى استخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في السياحة. وتضمن البروتوكول تطوير البوابات الإلكترونية للمعالم السياحية والهيئات المعنيّة بها. كما شمل زيادة المحتوى السياحي على الشبكة العنكبوتية، واستخدام المعلوماتية لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للسائحين. وشملت بنود البروتوكول العمل على إنشاء قنوات للبث المباشر من ميادين مصر ومواقعها السياحية، تمهيداً لعرضها على شاشات كبيرة توضع في ميادين عامة في دول مختلفة. وتبنت الحكومة هذا النوع الجديد من «السياحة الافتراضية» Virtual Tourism بهدف تقديم عروض افتراضيّة عن معالم مصر السياحية وآثارها العظيمة ومنتجعاتها الساحلية.

 

في سياق مُشابِه، دشّنت هيئة تنشيط السياحة صفحة على موقع «فايسبوك» لعرض أخبار السياحة المصرية والتفاعل مع جمهورها، والحصول على أفكار واقتراحات تتعلّق بتنشيط السياحة وحلّ مشاكلها الراهنة. وتعرض الصفحة نفسها مئات الصور للأماكن السياحية في مصر. كما تحتوي روابط لمقاطع في موقع «يوتيوب» تعرض الأماكن السياحية في مصر، إضافة إلى مداخلات على موقع «تويتر» تقدّم تقويم السيّاح لتجربتهم في مصر. ووصل عدد محبي هذه الصفحة إلى ما يزيد على 5700 شخص.

 

وعلى رغم أن الموسوعة الإلكترونية المفتوحة «ويكيبيديا» تحتل المرتبة الخامسة بين محركات البحث على الإنترنت، فإن المسؤولين المصريين لم يتوصلوا بعد إلى الانتفاع منها بطريقة مناسبة. فمثلاً، تُرجِمَت صفحة السياحة المصرية على «ويكيبيديا» إلى خمس لغات، فظلّت بعيدة عن عشرات اللغات الأخرى. وفى المقابل، توجد صفحة للسياحة الإسرائيلية بـ 11 لغة. وكذلك اقتصرت ترجمة صفحة وزارة السياحة المصرية، على لغتين، في حين ترجمت صفحة وزارة السياحة الإسرائيلية إلى 4 لغات. والأرجح أنه يتوجّب إنشاء صفحات باللغات الروسية والألمانية والإيطالية والفرنسية وغيرها لأن المتحدثين بها يشكلون نسبة كبيرة من السياحة مصريّاً.

 

دور شباب الإنترنت

 

هناك ما يزيد على 4 آلاف مصري يدرسون في الخارج. ومن المستطاع الاستعانه بهؤلاء في الترويج للسياحة في مصر وجلب الاستثمارات إليها. ومن الممكن أن يضاف إليهم 8 ملايين مصري يعملون في الخارج.

 

وفي تجربة لافتة، يعمل «اتحاد الدارسين المصريين في أميركا الشمالية» على تنظيم فعاليّة تُسمّى «اليوم المصري في الجامعات الأميركية». وفي هذا اليوم، يعرض منظّموه أفلاماً ويقدّمون شروحاً وعروضا فنيّة، عن حضارة مصر وآثارها وثقافتها وفنونها. ويصل عدد أعضاء «اتحاد الدارسين المصريين في أميركا الشمالية» إلى 1800 عضو، موزّعين على 37 فرعاً في جامعات أميركية مختلفة. وثمة سؤال يطرح نفسه عن البرامج والحوافز والآليات التي تُحول الدارس (وكذلك العامل) المصري في الخارج، إلى سفير للسياحة المصريّة. وضمن إجابات محتملة، يبرز اقتراح بأن تهتم وزارتا السياحة والشباب والرياضة بالاستعانة بشباب الإنترنت وجماعات الـ «فايسبوك» للترويج للسياحة إلكترونياً. ومن الممكن تقديم حوافز وتنظيم مسابقات في مجال النشر الإلكتروني أيضاً، بهدف زيادة صفحات الـ «فايسبوك» الموجّهة للسياحة، وكذلك صنع مقاطع فيديو ووضع صور رقمية وصفحات مخصّصة للسياحة، ضمن موسوعة «ويكيبيديا» الرقمية، وبلغات متنوّعة. كما يمكن مكافأة الطلاب الأوائل ممن يهتمون بالسياحة، وتوجيه مشاريع تخرّج في كليات السياحة والفندقة والآثار واللغات ونظم المعلومات وغيرها، إلى صناعة السياحة بأبعادها المختلفة.

 

سياحة التعليم والعلاج:

 

ما زالت برامج تنشيط السياحة في مصر تتجاهل السياحة المرتبطة بالتعليم والعلاج والبيئة والمؤتمرات. ومثلاً، وضعت وزارة التعليم العالي دليلاً على بوابتها الإلكترونية للطلاب الوافدين، لكنها قصرته على 3 لغات هي: العربية والإنكليزية والفرنسية. ويتحدث الفرنسية قرابة 1.5 في المئة من سكان العالم، بينما يتحدث لغة الماندارين (الصينية) نحو 14 في المئة (وهي الأولى) تليها الأسبانية بنسبة 5.8 في المئة. وفى مثال آخر، لا يوجد ركن لخدمة الطلاب الوافدين إلى مصر، ولا بريد إلكتروني للتواصل مع إدارة الجامعة على البوابة الإلكترونية لجامعة القاهرة. ويعتبر البريد الإلكتروني وسيلة مهمة في التواصل مع الجامعات والمستشفيات والفنادق والسفارات والقنصليات، خصوصاً في ظل فوارق التوقيت.

 

ومن الشائع أن تضع الجامعات الأميركية على مواقعها الإلكترونية معلومات كافية للطلاب الوافدين إليها، تشمل أسعار الدراسة ومواعيد التقدّم للتسجيل والأوراق المطلوبة. وعلى المنوال نفسه، يحتاج ترويج السياحة العلاجية في مصر إلى تدشين مواقع إلكترونية تفاعلية، واستخدام شبكات الـ»فايسبوك» و»يوتيوب» وخرائط «غوغل» و»ويكيبيديا» والبريد الإلكتروني وغيرها. وبقول آخر، من المهم التواصل مع المستشفى قبل السفر لتشخيص المرض وتحديد تكلفة العلاج ومدته. وتقدّم معظم البوابات الإلكترونية للمستشفيات الأميركية فرصة التواصل بين أطبائها والآتين إليها من الخارج، إضافة إلى حجز ميعاد للمعاينة قبل الشروع في السفر.

 

وعلى غرار ذلك، من الممكن تخصيص ركن للسياحة المصرية على البوابة الإلكترونية للسفارات المصرية، كحال معظم السفارات، يتضمن معلومات عن الأماكن السياحية في مصر وأرقام هواتف الملحقين السياحيين وبريدهم الإلكتروني. ومن المستطاع أيضاً، فهرسة الجامعات المصرية والمستشفيات والأماكن السياحية والدينية بلغة البلد المستضيف للسفارة، مع وضع روابط إلكترونية مناسبة. وكذلك من الممكن أن تزور البعثات الديبلوماسية المصريّة جامعات الدولة المضيفة، بهدف الترويج للسياحة، إضافة إلى نشر مقالات في الصحف المحلية عن الموضوع نفسه. وباستطاعة المعلوماتية أن تساهم في الترويج للسياحة المصرية بأشكالها المختلفة. ويتطلّب هذا الأمر جهداً حكومياً، وتحفيز نشطاء الإنترنت على المشاركة في هذا النشاط.
 

المصدر : الحياة

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled