نوتال: «الربيع العربي» وقرار سياسي جعلا من استمرار «طيران البحرين» شبه مستحيل
المنامة "ادارة التحرير" …. نسب إلى الرئيس التنفيذي للناقلة التجارية المحلية التي أغلقت «طيران البحرين»، ريتشارد نوتال، أن تأثيرات «الربيع العربي» في المنطقة والقرار السياسي للحكومة البحرينية بحماية الشركة الوطنية «طيران الخليج» جعلا من استمرار «طيران البحرين» تسيير رحلات شبه مستحيل.
كما ذكر أن طيران الخليج لن تستفيد كثيراً من إغلاق «طيران البحرين» بسبب أنها لا تسيّر رحلات إلى الوجهات القوية التي كانت الشركة تطير إليها قبل إعلان إفلاسها, وخصوصاً في وجهات إلى شبه القارة الهندية، وهي خطوط مرحبة نتيجة للعدد الهائل من المسافرين الأجانب الذين يقصدون هذه الوجهات.
وأبلغ نوتال The AviationWriter في هذا الجزء من العالم حيث يتم تقديم الدعم إلى كل شركات الطيران الأخرى تقريباً، وأن الطيران من هذه المملكة الصغيرة التي تشهد حالياً قضاياها الخاصة، دائماً ما يكون من الصعب حقاً تحقيق أرباح».
وشرح بأنه «ليس هناك رحلات من نقطة إلى أخرى، وأن عوائد ربط الحركة الإقليمية منخفضة للغاية تجعل من الصعب الحفاظ على شركات الطيران، ولذلك كان هناك كفاح دائم لتدابير تقليدية».
وأضاف لـ الوسط «ومع ذلك، كشركة طيران جديدة ذات مقاعد منخفضة الكلفة، فإن طيران البحرين كانت دائماً أكثر كفاءة من طيران الخليج على العديد من وجهات شبه القارة الهندية وأسواق الترفيه الموسمية. لذلك، كان يمكن لطيران البحرين أن تلعب دوراً في ربط المملكة مع وجهات محددة بكلفة أقل من طيران الخليج».
وكانت «طيران البحرين، المملوكة إلى مستثمرين في البحرين وبقية دول الخليج العربية، معظمهم من المملكة العربية السعودية، قد توقفت بشكل وفاجئ وأعلنت إفلاسها في شهر فبراير/شباط العام 2013، في سابقة هي الأولى من نوعها في البحرين.
وقد ألقت «طيران البحرين» باللائمة على قرار تصفية الشركة من قبل المساهمين على وزارة المواصلات وحمّلتها جميع الأضرار المادية والمعنوية والقانونية التي لحقت بالشركة وبزبائنها وموظفيها ودائنيها جراء هذه التصفية القسرية وتوقف عملياتها.
ورداً على سؤال أفاد نوتال أن «معظم التعليقات التي حصل عليها كانت داعمة. كان لدينا عملية جيدة وكانت شركة الطيران المحلية الأكثر اختياراً لعدد من الوجهات. من المسلم به على نطاق واسع أن الجمع بين الربيع العربي والقرار السياسي لحماية شركة طيران الخليج وضعتنا في موقف مستحيل».
وأردف نوتال أن توقف «طيران البحرين» لن يحقق فوائد كثيرة لطيران الخليج؛ إذ إنها ستستفيد بشكل هامشي من وجهات قليلة، لكنها إما لا تطير إلى معظم الوجهات القوية التي كانت طيران البحرين تسير رحلات إليها، أو أنها تخطط لسحب أو تخفيض رحلاتها. كما أنها تتنافس مع العديد من شركات الطيران لربط الوجهات».
وإفلاس وإغلاق شركة «طيران البحرين» نهائياً هو ثاني حدث من نوعه في دول الخليج العربية، التي تعج بشركات الطيران الرسمية والخاصة، خلال 30 شهراً، إذ تم إعلان إفلاس شركة «سما» المملوكة إلى مستثمرين في المملكة العربية السعودية في أغسطس/آب العام 2010.
وكانت «سما»، مثلها مثل «طيران البحرين»، تعمل بنظام الطيران منخفض الكلفة، وهي ثاني شركة طيران اقتصادية بعد شركة طيران ناس، ومقرها الرئيسي في مدينة الدمام، واتخذت من مطار الملك فهد الدولي مركزاً لعملياتها. وكانت الشركة مملوكة إلى عدد من المستثمرين الأفراد في السعودية. من جهة ثانية تطرق نوتل إلى مستقبل طيران الخليج، التي هي نفسها تعاني من مشكلات مالية مزمنة، فتمنى مستقبلاً أفضل، ولكنه أضاف «تاريخياً، فإن إعادة هيكلة الشركات غير الفاعلة والمملوكة إلى الدولة تأخذ عقوداً، وتحتاج إلى صبر «وجيوب عميقة».
غير أنه أضاف «على الأقل يبدو هناك الآن عزم على اتخاذ القرارات الصعبة التي كانت من المحرمات في الماضي». ولم يوضح نوتل ما يعنيه، لكن طيران الخليج، التي بدأت ثالث هيكلة رئيسية، تعتزم إلغاء نحو 35 في المئة من مجموع العاملين الذين يقدر عددهم بأكثر من 3000.