اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

غزاويون يتيهون بين حدود الدول و”احتيال” مكاتب السياحة

غزاويون يتيهون بين حدود الدول و"احتيال" مكاتب السياحة


يحلمون بعيشة أفضل بسبب تردي الوضع الاقتصادي في القطاع

غزة " المسلة " … لا يُعرف تحديداً عدد الفلسطينيين الذين غادروا الأراضي الفلسطينية نحو بلد يحلمون فيه باستقرار أمني واقتصادي وأسري، منذ اشتداد الحصار الذي فرضته إسرائيل عليهم منذ 7 سنوات. لكن العديد عاد بـ "خفي حنين" بعد وقوعه ضحية نصب عدد من مكاتب فلسطينية، فلا بقيت أمواله التي دفعها في جيبه، ولا هو نال جزءا مما حلم به.

 

ولا تغيب مجريات الأحداث في رحلة ماليزيا التي عاش فيها ثمانية أشهر عن ذهن خليل مصطفى، شاب في العشرينيات من عمره، على أمل الإبحار نحو دولة أوروبية. يقول الشاب الذي عاد لدراسته الجامعية بعد أن انقطع عنها لمدة عام "كنت أحلم بالعيش في بلد أوروبية، وأن أعمل هناك وأبدأ حياتي، في ظل وضع أسرتي المادي المتردي، لكنني عدت من حيث أتيت، بعد أن اكتشفت أن الفيزة التي تقدمت بها من خلال مكتب للسياحة والسفر في غزة للسفر إلى أستراليا، كانت مزيفة".

 

عشرات الفلسطينيين تقدموا بشكاوى للشرطة الفلسطينية، مطالبين بإعادة أموالهم التي دفعوها لتلك المكاتب. لكنهم سيعانون كثيراً حتى يعود الحق لإصحابة، حسبما أكد خليل، الذي قال "لقد اقترضت مبلغاً من المال من أقربائي، على أمل أن أسد ديوني حالما أعمل بأي عمل هناك (..) وها أنا مثقل بالديون ولا أعرف كيف سأتصرف".

 

وتدخل الطابعات وماسحات "سكانر" في عمليات تزوير الإقامات والأوراق الثبوتية الرسمية. وعادة يعمل من يجيد التزوير في المكاتب التي تستخدم هذا الأسلوب في استغلال الشباب الفلسطيني. وعلى الرغم من ملاحقة الشرطة الفلسطينية لهم، إلا أنهم لا يملكون أي أدلة ما لم يتم الشكوى ضدهم. ويحكي خليل قصة عمله في أحد المطاعم في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لتأمين عودته إلى قطاع غزة من جديد. وقال الشاب لـ"العربية.نت": "هناك في الغربة، لم أكن وحدي الذي عانى من تزوير المكاتب.. عشرات منا عمل في أماكن مختلفة لتوفير مال للعودة إلى الأراضي الفلسطينية".

 

وتتقاضى مكاتب السفر والسياحة مبالغ مختلفة ما بين 2000 إلى 4000 دولار، للفرد الواحد، نظير استخراج فيزا عمل له في السويد أو النرويج أو أستراليا، لكن عددا من تلك المكاتب لم تراع ظروف الشباب وكيفية معاناته للحصول على هذا المبلغ. ويعمل عدد منهم بشكل فردي لضمان الإفلات من القانون وعدم التقيد بشروط العمل في مجال السياحة والسفر. في مدينة بومباي الهندية، بدأت معاناة محمد النجار، الذي غادر قطاع غزة إلى أستراليا عبر شبة القارة الهندية. هناك سجت الشاب حسبما قال لـ"العربية.نت"، وأضاف "كانت الشرطة الهندية متعاونة جداً معي في المطار، وأخبروني أن الفيزا التي حصلت عليها "مزيفة"، وبالتالي عليك العودة إلى مصر".

 

وأردف النجار الذي دخل الأراضي الهندية من خلال بعثة طبية، حيث درس العلاج الطبيعي وعمل في إطار مؤسسة طبية دولية "لم أشك لحظة بأن الفيزا مزيفة، فكل شيء كأنه بشكل رسمي، لكن الشرطة الهندية داخل المطار اكتشفت الأمر. أنا الآن بلا عمل، فلا استقر بي المطاف بأستراليا، ولا أنا بقيت في عملي التطوعي". الحالة الفلسطينية الداخلية والصراع مع إسرائيل وما سببه من تردي لكافة مناحي الحياة، أدى إلى تفكير آلاف الشباب الفلسطيني في الرحيل نحو بلدان يعتقدون أنها أكثر أمناً وأن العيشة فيها ستكون أفضل. وهو ما فكّر به جدياً كارم السقا الذي عزم على الرحيل نحو ليبيا.

 

يشير السقا الذي يعول أسرة مكونة من 6 أفراد ويعمل في مجال الدهانات، إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة باتت وجهتهم إلى ليبيا واليمن، كبديل عن الدول الإسكندنافية التي لم تعد مثل السنوات الماضية وأصبح الحصول على جنسية أو إقامة داخلها أمرا صعبا للغاية. وقال السقا للعربية.نت "على وجه التحديد من يملك صنعة في يده، هو القادر على العيش والعمل في ليبيا أو اليمن. فليبيا بها عمل كثير وبحاجة إلى مهن مختلفة، هذا بالإضافة لتشجيع مئات الشباب ومنهم أصدقائي للعيش والعمل هناك".

 

ويحكي الرجل، أن أكثر من 18 شاباً من عائلته لوحدها استقروا في ليبيا. وقال "جميعهم أكدوا أن العمل في ليبيا أفضل بكثير من أي دولة أوروبية، ويكفي أن العادات والتقاليد لن تتغير علينا، وبمقدورنا أن نأتي بباقي أسرنا والعيش هناك، في حال كانت الأمور جيدة". وتشير الباحثة المختصة في علم النفس الاجتماعي والسياسي الدكتورة فاطمة قاسم، إلى أن ظاهرة الهجرة عالمية. ونوهت إلى موت الكثيرين على متن قوارب الموت التي تغرق بركابها من المهاجرين في مياه المحيط, أو المعسكرات التي تقام لهؤلاء المهاجرين لاستيعابهم ريثما يتم إعادتهم من حيث أتوا.

 

وقالت قاسم للعربية.نت "الشباب الفلسطيني له خصوصية, والمفارقة حادة ومؤلمة جدا, حينما نقيسها بالخطط الإسرائيلية الناجحة لزيادة أعداد المهاجرين اليهود من الخارج من دول العالم, حيث أوضاعهم هناك ممتازة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي, إلى إسرائيل التي تفتقد إلى الأمن".

 

وتساءلت الدكتور قاسم: لماذا يكاد يكون حلم كل شاب فلسطيني أن يهاجر! ولماذا تصل محاولات الهجرة من قبل الشباب في بعض الأحيان إلى حد المخاطرة الحقيقية!. وترى أن البطالة والفقر وحلم العالم الجديد الناتج عن تصورات مبالغ فيها عن سهولة الحياة في الدول الأكثر تطورا وهي تطورات صنعتها ثورة التكنولوجيا، وراء تلك الهجرة، مشيرةً إلى أن ظاهرة الهجرة هي "ظاهرة خطيرة عندما تصل إلى مستوى من الاتساع".
 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled