إسكان الحجاج في الفنادق والوحدات السكنية المفروشة فقط
مكة المكرمة "المسة" … أكد للاقتصادية عبد الله السواط المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في مكة المكرمة أن الهيئة عملت على إلزام المستثمرين في الأنشطة السياحية بتوظيف السعوديين وفقا لآليات تضمن رفع نسب السعودة في الوظائف السياحية كبقية القطاعات الحكومية التي تحرص على توفير وظائف للسعوديين ونجحت في تحقيق نسبة 26 في المائة من الوظائف التي يحتاجها قطاع السياحة ويشغلها سعوديون ولدينا في الهيئة برامج طموحة لرفع نسبة السعودة خلال الأعوام المقبلة حيث يعد القطاع السياحي من أول القطاعات عالميا توفيرا للوظائف أما ما يخص الوظائف الموسمية فحاجة السوق إليها كبيرة ونعلم جيدا حرص المستثمرين على استقطاب الموظفين الموسميين لسد العجز لديهم بل إن هذه الوظائف الموسمية نجحت في إتاحة الفرصة للمستثمرين لاختيار الشباب الجادين وتعيينهم في وظائف دائمة في منشآتهم.
وحول دور الهيئة فيما يتعلق بتنظيم أعمال إسكان الحجاج، وهل دورها قاصر فقط على الإسكان الفندقي فقط أم يدخل ضمن عملها إسكان الحجاج والمعتمرين؟ وإن كان لا يدخل فما هي المعوقات والأسباب التي تحول دون إدراج هذا النشاط الموسمي ضمن أعمال الهيئة؟ قال السواط إنه بموجب قرار مجلس الوزراء الهيئة هي الجهة المسؤولة عن الإشراف على مرافق الإيواء السياحي (فنادق ووحدات سكنية مفروشة وما في حكمها) ومنذ تسلم الهيئة هذا النشاط حرصت على تطويره وتهيئته ليكون نشاطا ذا جاذبية لرؤوس الأموال وقد نجحت الهيئة في ذلك وخلال فترة وجيزة فاستعانت بخبرات الدول التي سبقتنا بكثير في هذا المجال واستفادت من تلك التجارب في خلق نشاط مشجع جاذب للاستثمارات فدخلت شركات تشغيل عالمية، وطور المستثمرون المحليون نشاطهم وانتشرت أجواء المنافسة على تقديم أفضل الخدمات للعملاء، وبما أن مكة المكرمة تحظى بما يقارب 50 في المائة من إجمالي مرافق الإيواء السياحي في المملكة فقد حرصت الهيئة على تهيئة تلك المرافق ليستفيد منها جميع النزلاء من حجاج ومعتمرين وسياح وغيرهم ونجحت الهيئة في هذا العام في تهيئة أكثر من 635 مرفق إيواء بها أكثر من 125 ألف غرفة فندقية تستوعب أكثر من 500 ألف حاج، وقامت بتشكيل فرق ميدانية قوامها 21 فرقة تشرف على تلك المرافق لضمان تقديم أفضل الخدمات لنزلائها أما فيما يخص إسكان المعتمرين فوفقا لتنظيم خدمات المعتمرين الصادر من مجلس الوزراء فلا يسمح بإسكانهم إلا في الفنادق والوحدات السكنية المفروشة وقد نجحت الهيئة في تنسيق الجهود مع وزارة الحج لإسكان المعتمرين بما يليق بضيوف هذا البلد الكريم ولاقت تلك الخدمات ترحيبا كبيرا من المعتمرين حيث لوحظ تطور في الخدمات التي تقدم لنزلاء الفنادق والوحدات السكنية المفروشة.
وفي جولة للاقتصادية في المنطقة المركزية رصدت شبابا سعوديين ضمن فريق عمل متكامل في خدمات الفنادق بدءا بموظفي الاستقبال إلى موظفي خدمة الغرف، حيث استقطبت إدارة الفنادق والأبراج السكنية المخصصة لإسكان الحجاج أعداداً كبيرة من الشباب السعودي لسد العجز في القيام بالأعمال الموسمية لخدمة ضيوف الرحمن. يقول أحد ملاك الأبراج السكنية للاقتصادية حامد اللقماني إنه في كل موسم يستقطب أكثر من 60 شابا سعوديا للقيام بأعمال الاستقبال والمتابعة اليومية لشؤون البرج السكني لتوفير المياه، إضافة إلى موظفي الأمن والسلامة وخدمة الغرف والعفش والاتصالات أما عن رواتبهم فهي مجزية لكون أغلبيتهم إما طلبة أو موظفين يعملون لفترات خارج دوامهم الرسمي وتراوح الرواتب بين 2500 ريال و5000 ريال.
هشام سندي مدير برج سكني في طريق المسفلة يقول: لدينا شباب يعمل على مدار الساعة في خدمة ضيوف الرحمن فهم يحرصون على أن نوظفهم في موسمي رمضان والحج وهما أفضل المواسم استقطابا لتوافر الفرص فيها أكثر من بقية الأشهر حيث يعد الطلب مرتفعا على الأعمال الفندقية في ظل قلة المتقدمين لها كما أن فترات العمل لم تعد فترة وجيزة كما كان سائدا في السابق، بل أصبح العمل مستمرا في ظل فتح باب العمرة وأصبح موسم العمرة لأشهر بعد أن كان محدودا وبالتالي أصبحت الأعمال الفندقية هدفا للشباب الباحثين عن زيادة دخل لهم ونحن نقدر لهم تلك العزيمة والإصرار بتوظيفهم، خصوصا أن لديهم خبرة وأصبحوا يجيدون مفردات أساسية في التخاطب مع الحجاج.
