المنامة "المسلة" … استبعد الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات البحرين القابضة «ممتلكات» محمود الكوهجي تصفية «طيران الخليج» على الرغم من تأكيده بأن الشركة مرت خلال العام الماضي بأزمة «وجود» بعدما شكلت العوامل الاقتصادية العالمية والتغيرات في المنطقة ضغوطاً كبيرةً عليها.
وأكد أن هناك سيناريوهات لحلول إيجابية يتم التباحث بشأنها مع الحكومة تتمحور حول إعادة هيكلة الناقلة الوطنية من حيث عملها ووجهاتها، مؤكداً أن الاندماج مع طيران البحرين غير مطروح، مضيفاً أنه بعد تحديد السيناريو المستقبلي للشركة سيتم تشكيل مجلس إدارة جديدا للقيام بمهمة تطبيق السيناريو المستقبلي لطيران الخليج.
أما فيما يتعلق بشركة ألمنيوم البحرين «ألبا» فأبدى الكوهجي تحفظه عن الحديث حالياً حول خطة التوسعة لإنشاء خط الصهر السادس ونتائج مباحثات الشركة مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز لتأمين الطاقة، معرباً عن تفاؤله بالإعلان عن أخبار إيجابية خلال العام الجاري.
وجاء الجزء الثاني من الحوار مع الرئيس التنفيذي لممتلكات محمود الكوهجي على النحو التالي:
] كان لـ«ممتلكات» توجهٌ لزيادة حجم استثماراتها في الخارج، هل لا تزالون تعملون على تحقيق هذا الهدف أم أن الأوضاع تغيرت؟
في السابق كانت استثمارات الشركة في معظمها في البحرين وكنا نعمل على توزيعها مناصفة بين السوق المحلية والسوق الخارجية، ولكن نرى أن الأمر لا يستدعي تقليص وجودنا وحصتنا في السوق البحرينية وإنما يتطلب زيادة مساهمتنا في الاقتصاد الوطني، حالياً الاستثمار الخارجي الذي يذكر لـ»ممتلكات» يتركز في شركة ماكلارين.
واجب ممتلكات في الفترة المقبلة تعزيز عملها والتركيز على السوق المحلية من خلال ايجاد شراكات واستثمارات جديدة نريد أن نكون محركاً لمبادرات القطاع الخاص للاستثمار في البحرين، مضيفاً نلمس فعلياً تجاوباً من المستثمرين المحليين والأجانب بشكل «ممتاز» وهناك رغبة للاستثمار في البحرين والقطاعات التي نعمل فيها هذا الدور يمكن أن نلعبه في البحرين .. وبعد أن نحقق هذه الأهداف يمكن التطلع الى استثمارات خارجية من خلال توسعة الشركات الموجودة محلياً لتعمل في أسواق أخرى.
ويستدرك الكوهجي: تركيزنا على السوق المحلية لا يعني أننا سنغفل عن أية فرص ذات جدوى استثمارية في الخارج.
ويرى أنه نتيجة إلى محدودية استثمارات الشركة في الخارج فإن حجم تأثرها بالأزمة المالية كان محدوداً إضافة إلى أسلوب عمل الشركة وإدارة المخاطر، فليس هناك خسائر للاستثمارات، الخسائر التي تم تسجيلها إما تشغيلية أو مخصصات احتياطية بسبب انخفاض قيمة أصول، أما خسائر عمليات فلم نسجل ذلك بسبب السياسة الحذرة التي نتبعها والمراجعة المستمرة لذلك والذي يمر عبر عدة لجان.
] يدور لغط حول شركة «طيران الخليج» التي تعد أحدى الشركات التي تديرها «ممتلكات» فهناك من يعتبرها عبئاً على الاقتصاد الوطني والميزانية العامة للدولة وسط مطالبة بخصخصتها وإعادة هيكلتها مجدداً، كيف تنظرون إلى مستقبل الشركة؟
سأكون صريحاً، فطيران الخليج مرت خلال العام الماضي بأزمة «وجود»، فقد شكلت العوامل الاقتصادية العالمية والتغيرات في المنطقة ضغوطاً كبيرة عليها، وهو ما يتطلب منها إعادة النظرة في آلية عمل الشركة.. كاقتصاد بحريني خدمي نحتاج إلى ناقلة وطنية تخدم القطاعات الاقتصادية، ولكن ما هو حجمها ووجهاتها؟ نحن في «ممتلكات» ندرس عدداً من الخيارات والسناريوهات وقمنا بعرضها على الحكومة، وعند اتخاذ القرار المناسب سنمضي فيه.
ويضيف: صحيح أن نتائج «طيران الخليج» أثرت خلال العام الماضي بشكل سلبي على نتائج «ممتلكات»، وكانت عبئاً علينا، ولكن هناك بدائل (..) أحد الأعمال الرئيسية لممتلكات تقديم الحلول للشركات التي تقع تحت مظلتها، ومن خلال خبراتنا نتمكن من إيجاد حلول التي نقدمها للحكومة، وهناك بدائل طرحت تتضمن حجم الاستثمار والعائد من الاستثمار وننتظر القرار.. متفائلون بالتوصل إلى حل لمشاكل ناقلة وطنية بحيث تخدم الاقتصاد الوطني ولا تكون عبئاً عليه.
] إذًا، هل يعني ذلك أنكم تتجهون إلى إنشاء شركة طيران جديدة مختلفة عن طيران الخليج؟
ليس بالضرورة، لا نريد أن نفرط في اسم «طيران الخليج» الذي يعد علامة تجارية مرتبطة بالبحرين يزيد عمرها عن 70 عاماً وبات من الصعب التخلي عنها، ولكن هناك حلول.
وإذا ما كان الاندماج مع طيران البحرين مطروحاً وضمن السيناريوهات قال الكوهجي: لا.. ليس مطروحاً، الآن الحديث مع الحكومة (..) هناك خيار مطروح مع وجود طيران الخليج إما بشكل أصغر أو بآلية عمل مختلفة تكون قادرة على خدمة الاقتصاد، تأخذ المسافرين من البحرين للوجهات المطلوبة، فليس من المهم التفرع عبر خطوط غير أساسية وغير مجدية، بمعنى سيكون هناك إعادة هيكلة لطيران الخليج من حيث طريقة عملها والوجهات التي تستهدفها.
] بشكل صريح، يمكن أن نقول أن خيار تصفية طيران الخليج مستبعد؟
نعم، من المستبعد تصفية الشركة، ولكن هناك سيناريوهات ايجابية نبحثها مع الحكومة (..) الناقلة الوطنية جزء من عمل البلد، نحتاج إليها، لو كنا دولة كبيرة قد لا نحتاج إلى ناقلة خاصة، ولكن البحرين سوقها صغير وتحتاج إلى العمل في السوق الخليجية بشكل أوسع.
] قدم عدد من أعضاء مجلس إدارة «طيران الخليج» استقالتهم فمتى سيتم إعادة تشكيل المجلس؟
تغيير مجلس إدارة الشركة تتم عادة بصورة دورية، وعندما يتم تعيين مجلس جديد يكون الهدف منه تحقيق أهداف معينة ويتم اختيار الأعضاء لتنفيذ هذه المهمة، وإذا ما حددنا السيناريو المستقبلي المتعلق بطيران الخليج فسيتم تعيين أعضاء مجلس الإدارة الجديد.
] كيف تجد موقف النواب من الشركة، وهل هناك حدة في هذا الموقف أم أنه دليل على حرصهم على الشركة؟
أعتقد أن هناك حرصاً على المال العام، ولو لم يكن ذلك لاتخذوا قراراً سريعاً حول الشركة، وبشكل عام النقاش يدلل على الحرص والقناعة بدعم الشركة، هناك اختلاف في وجهات النظر ولكن لم نلمس أي عدم حرص، النقاش الكثير يدلل على أهمية الموضوع بالنسبة إليهم.
توسعة «ألبا».. وخفض مديونية «ممتلكات»
] الشركة الرئيسية الثانية ضمن محفظة ممتلكات هي شركة «ألبا» والتي ترأسون مجلس إدارتها.. ما هي آخر تطورات عملية التوسع بالنسبة لشركة ألمنيوم البحرين «البا» لاسيما وأنكم أعلنتم سابقاً أنكم تتباحثون مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز لتأمين الطاقة؟
اتحفظ عن الحديث عن تفاصيل ذلك حالياً بسبب كون الشركة مدرجة في الأسواق المالية، ولكن أنا متفائل بشكل كبير بشأن ذلك.
] هل تفاؤلكم هو دافع شركة «ممتلكات» نحو الصناعات التحويلية؟
نعم، هناك حلول موجودة، وإذا ما تمكنا من الوصول إليها فخلال العام الجاري ستسمعون أخباراً إيجابية، فعملية التوسعة هي من الأولويات بالنسبة لنا.
] ومن أين سيتم التمويل؟ هل ستكون من خلال ممتلكات أو من خلال التمويل الذاتي لـ»ألبا»؟
نحن في «ممتلكات» لدينا سياسة عامة كشركة قابضة لا نقترض لتمويل المشاريع الموجودة، نفضل أن تقوم الشركات التابعة لنا بتمويل مشروعاتها من موازناتها وحسب جدول المشروع ذاته، كممتلكات ليس لدينا نية لزيادة حجم مديونية الشركة القابضة، بل نسعى إلى تخفيض الدين الموجود على ممتلكات (..)، ولكن الشركات التابعة يمكن أن تقترض وفقاً لقوة بياناتها المالية وحسب جدول المشروع وجدواه.
فإذا ما حصلت الشركة على موافقة تمويل من قبل البنوك فهو مجد كون هذه البنوك تقوم بدراسته قبل البت في الموافقة على عملية التمويل.
خطة متكاملة لقطاع الأغذية
] أسستم كذلك شركات كالخليج للتقنيات وأكاديمية الخليج للطيران وشركة أخرى في قطاع الأغذية التي كان الهدف من تأسيسها تحقيق الأمن الغذائي في المملكة، ما هي تطورات أعمال هذه الشركات؟
نتكلم بداية عن أكاديمية الخليج للطيران والتي تقدم خدمات تدريب الطيران على مستوى المنطقة وليس البحرين فقط، حتى بات العديد من شركات الطيران في المنطقة يبتعثون كوادرهم للتدريب في البحرين بعد أن كانوا يبتعثونهم إلى أوروبا، أما أكاديمية الخليج للتقنية فبالتعاون مع صندوق العمل «تمكين» هناك حالياً نحو 350 بحرينيا يتدربون على تقنية إصلاح وهندسة الطيران، وهذه العملية تحتاج إلى فترة حتى تتمكن من تجهيز الكوادر المطلوبة وتدرب الكوادر البحرينية بحيث يكون بقدرتهم العمل في هذه المجال (..) اعتقد أن البحرين تتمتع بقوى عاملة تمكننا من الاستحواذ على هذه الخدمات مستقبلاً على مستوى المنطقة.
أما بالنسبة إلى شركة الأغذية، فإننا نتفق على أهمية وضع نظرة شاملة لقطاع الأغذية، أسسنا شركة ونقلنا شركات الأغذية تحت مظلتها، وحالياً نعمل على وضع خطة متكاملة للقطاع بحيث يكون القطاع بما يشمله من ثروة حيوانية وأغذية نتمكن من تطويرها بمشاركة القطاع الخاص، وهناك اجتماعات وتواصل مع العاملين في هذا المجال لنقل القطاع نقلة نوعية حتى لو تطلب الأمر المزيد من الاستثمارات.
] اجتمعتم أكثر من مرة مع وزير الصناعة والتجارة حول مدينة المعارض الجديدة في منطقة الصخير، فماذا سيكون دور ممتلكات؟
عملنا تجاري ومهني بحت، وإذا كان هناك جزء استثماري يمكن أن يعود إلينا بفائدة فيمكن أن نساهم فيه، أما إذا كان يتعلق بالبنية التحتية فنحن بعيدون عن ذلك وهو دور الحكومة.