رب العمر.. والرزق!

بقلم : محمود كامل

مثلما هو «العمر»، لا يهرب امرؤ من «رزقه» حتى لو أراد – استكفاءً بما عنده – وبنفس القدر لا يستطيع فيهما زيادة ولا نقصاً، حتى لو حاول، ولأنه «ليس للإنسان إلا ما سعى»، فليس أمامنا – مجلبة للرزق – سوى العمل فيما «نُتقن» مع مراعاة وجه الله في ناتج كل دقيقة عمل حتى يدخل مال العمل إلى «العيال والبيت» من «بوابة الحلال» حيث البركة في القليل ليغطي الكثير، حتى لتبدو أمام الناس ثرياً بينما أنت لست أكثر من «مستور»..

ومن يستره الله لا يكشف غطاءه أحد!ويقول المصريون «إن الرزق ينادي على صاحبه»، وأحياناً تفاجأ به يدق بابك، قادماً من مصدر لم تكن تعلم عنه شيئاً، مطلوباً في عمل لم يكن يخطر لك على بال، بأجر يفوق خيالك في لحظة عطاء «إلهية» تقول لك إنه مازال في الرزق بقية! تماماً مثلما يكون استيقاظك في الصباح دلالة على أنه «مازال في العمر.. بقية»!

وخلال تجارب كثيرة على مدى هذا العمر الطويل، أحسست أحياناً – بطول المعاش – بأن مصابيح الحياة تُطفأ واحداً تلو الآخر، ليبقى أحدها فقط ليضيء طريق الخطى حتى لا تتعثر مع كل سنة عمر تطول، لنفاجأ ذات يوم بأن كل المصابيح أضيئت من جديد، بل وأضيفت لعددها مصابيح جديدة فيما يشبه «ثريات للفرح»، ومعها رنين هواتف لا ينقطع بعد صمت طويل تصورت به أن «ستائر النسيان» قد انسدلت فلم يعد يذكرك أحد حتى الذين أخذت بأيديهم ليتعلموا المشي «أنكروك»

فلا يتبقى لك سوى الله الذي لا ينسى من بين مليارات الخلق.. عبداً خلقه، لتبدأ – رغم تقدم السن – دورة حياة جديدة لم تكن في الحسبان لمجرد أسطر نُشرت لك في مكان ما ذكّرت بها الخلق جميعاً بتذكرة إلهية أضاءت لك كل الأنوار، ليسأل الجميع عنك وكأنك «الغائب الذي عاد» لتجيب لهم عن سؤال على كل الألسنة: أين كنت؟! لقد أوحشتنا كلماتك كثيراً. وتأتي الإجابة طريقاً للعودة من جديد!لقد تعلمت من المشوار الكثير، وما زلت أتعلم الأكثر مع كل صباح في العمر يجود علينا به «صاحب الأمر»

ليتبقى لنا من كل ذلك فضل له لا يُنسى»أنه مادام في العمر بقية، فما زال كذلك للرزق بقية»، والأكثر فضلاً هو أن الله – مع كل ذلك – رزقني «بولد صالح» سوف يدعو لي.. بارك الله فيه.. وتباركت أنت يا الله يا من لا تنسى من خلقِك.. أحداً!