اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مهما طال.. قصير!

بقلم : محمود كامل

في زمان يحتاج لما هو أكثر من الحذر واليقظة لخطورة أيامه الحالية، والأخرى التي مازالت في رحم الغيب وإن كانت قادمة بمجهول يثير كل المخاوف الوطنية على مصر، التي -رغم كل تاريخ القيمة- تتأرجح الآن بين أن تبقى أو يخلو الزمان القادم منها -لا قدر الله.. ولا كان- وعلى كل الذين أتاحت لهم ضمائرهم الميتة، بعضهم مع الأسف من بين أبنائها الجاهلين يقبض -بعضهم بالدولار، وآخرون يفضلون عليه الدينار- ثمناً لبيع ما لا يباع، وذلك أن «القيمة» عطاء إلهي وإن صنعه الأبناء والتاريخ يعلو على أن يدخل «أسواق نخاسة» هذه الأيام، حيث يباع كل شيء بأسعار العبيد!

ويثير الدهشة كثيراً أن يخضع كل ما يجري الآن في «شوارع المحروسة» المملوءة الآن بالقادمين من تحت الأرض مثل «عفاريت الإسفلت» لمدرسة «ودنك منين.. يا جحا»، ومدرستها المجاورة «ودن من طين.. وودن من عجين»، التي هي مدارس «للبلاهة السياسية» في زمن اليقظة تحوطاً لما يحاك لمصر من جهات كثيرة، بعضها نعرف وبعضها فوجئنا به، والبعض الآخر نسأل الله فيه السلامة، ذلك أنه يحمل ختام «الخرابة» التي يحلمون بها لتحويل «مصر النضارة، وخضرة الأفكار، وعبقرية الأداء»، إلى الربع الخالي أو «صحراء التيه» التي لا يخرج منها أحد حياً حتى لو كان قارئاً للأثر، أو حتى قارئاً للكف!

ويتصور -خطأ- الكثير من الفيالق السياسية المستجدة على مصر، التي خيل لها جوعها إلى السلطة أن مصر التي أمامهم «قصعة فتة» وليست وطناً لعشرات الملايين خلقت لتبقى إلى يوم البعث، وينسى هؤلاء -في وهلة الجوع الشديد للسلطة- أن «أكل الأوطان» لا يقل عن أكل «المال الحرام» جرماً بل هو أشد، فمن يوميات أكل الحرام تعلمنا أنه لا يطفئ عطشاً، بل إن المال الحرام مثل ماء البحر كلما شربوا منه أكثر عطشوا أكثر، ذلك أنهم «لا يرتوون»، ومن هنا نندهش كثيراً لسؤال بلا إجابة: ماذا سوف يفعل هؤلاء بتلك المليارات.. والعمر -مهما طال- قصير؟!

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled