اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

إبداعات المرأة النوبية فى ندوة “النوبيون بين التهجير وإعادة التوطين”

كتب د. عبد الرحيم ريحان

رفع النوبيون شعار "حق العودة" فى ندوة عنوانها "النوبيون بين التهجير وإعادة التوطين" نظمتها لجنة الجغرافيا بالمجلس الأعلى للثقافة مساء الأحد 8 أبريل الجارى وأعلن النوبيون بالإجماع ضرورة حق العودة للنوبة القديمة بعد معاناة دامت 48 عام منذ تهجيرهم الأخير عام 1964 بعد بناء السد العالى وأن الحكومات المتعاقبة منذ التهجير تعاملت معهم كمجموعات مهمشة.

ونظرت لمسألة التوطين بأنها نزعة للاستقلال وهى فى حقيقة أمرها حنين للعودة لقراهم وإحياء ثقافتهم وفنونهم ولغتهم وإعادة الروابط الأسرية وقد غرقت القرى النوبية دون سابق إنذار بعد بناء السد العالى وتركتهم الحكومة وقتها يحملون أمتعتهم على ظهورهم.
 

undefined

وتركوا أكثر من نصف متاعهم ومات شيوخهم وأطفالهم وظلت القرة النوبية تغرق لمدة 8 شهور وكل ما فعلته الحكومة وقتها هى شحن 16 ألف أسرة فى صنادل غير صالحة للآدميين فى حين تعاملت الحكومة السودانية مع القرى النوبية التابعة لها التى غرقت نتيجة بناء السد بطول 170كم معاملة إنسانية ونقلتهم فى قطارات سكة حديد بكامل أمتعتهم مزودة بأطباء وصرفت تعويضات لعدد 33 قرية نوبية سودانية مبلغ 15 مليون جنيه مصرى أما الحكومة المصرية فقد صرفت تعويضات لعدد 44 قرية نوبية مصرية مبلغ 3 مليون جنيه منهم مليون مصاريف إدارية.

إعادة التوطين

النوبيون هم مجموعة عرفية ولغوية وثقافية مميزة ترتبط جذورها بأراضيها الأصلية وقد تم تجاهلها تماماً وإهمال لغتها وثقاتها حتى أوشكت على الانقراض وأشار د. أحمد شحاته الأستاذ بقسم الجغرافيا بمعهد الدراسات الأفريقية إلى أن النوبيون يستحقون العودة لقراهم حول بحيرة ناصر بعد سنوات التهجير داخل مصر وخارجها واستطاع النوبيون عبر النادى النوبى العام وسنوات من التفاوض والمثابرة الحصول على سدس ما وعدوا به من الدولة.

حيث بدأت قرى وادى كركر فى الظهور على الأرض والتى تضم ثمان قرى وهى إحدى مناطق ست موزعة على امتداد بحيرة ناصر لتستوعب بقية قرى النوبة بإجمالى 5000 مسكن منها 2000 مسكن بوادى كركر وأضاف أن عودة النوبيون سيؤدى إلى التكامل والربط الاقتصادى والاجتماعى والثقافى بين شطرى وادى النيل مطبقاً لاتفاقية الحقوق الأربع بين كل من مصر والسودان والتى ترتكز على حق الانتقال والإقامة والملكية والعمل وأن مصر والسودان يجب أن يتعاونا لمواجهة التحديات التى تهدد مياه النيل وأنه بعد ثورة يناير عادت قضية النوبة لترى النور من جديد وبدأ مشروع للصرف الصحى ومشروع إحلال التربة بالنوبة.

رؤية مستقبلية

قدم د. أحمد القاضى الباحث الاستراتيجى فى الشئون الأفريقية رؤية مستقبلية للنوبة الجديدة من خلال ما تم الاتفاق عليه مع الحكومات المصرية بعد ثورة يناير ومنها إقرار مجلس الوزراء بإعادة توطين النوبيين فى مناطقهم القديمة حول بحيرة ناصر وتعمير المنطقة لأهميته لكل دول حوض النيل ويقترح توطين النوبيين على ثلاث مراحل.

الأولى مدتها أربع سنوات 2012 – 2015 وتتضمن إقامة مجتمع نوبى متكامل زراعياً وصناعياً وسياحياً والثانية خمس سنوات 2016 – 2020 والثالثة خمس سنوات 2021 – 2025 ويقترح الامتداد العرضى للنوبة من ساحل البحر الأحمر شرقاٌ لحدود الوادى الجديد غرباً للاستفادة من كل المقومات الطبيعية لهذه المنطقة بل ويقترح أن تكون كل محافظات الصعيد ممتدة عرضياً لتعمير الصحراء الشرقية والغربية.

وأوضح د. السعيد البدوى الأستاذ بمعهد الدراسات الأفريقية أن منطقة النوبة الآن تمثل جسراً ينقل التجارة والثقافة والبشر بين إفريقيا الشمالية الإسلامية العربية وإفريقيا الزنجية وتوطين النوبيون سيخدم العلاقات الاقتصادية بين مصر وهذه الدول كما يعتبر هذا رداً للجميل فالنوبيون هم من تحملوا مشقة التهجير عام 1902 عند بناء خزان أسوان الذى أغرق 10 قرى نوبية وعام 1912 حين التعلية الأولى للخزان وأغرق 8 قرى وعام 1933 حين التعلية الثانية للخزان حتى التهجير النهائى عام 1964 حين بناء السد العالى وكل ذلك من أجل خير وسعادة كل المصريين بالمياه والكهرباء.

فنون نوبية

undefined

على هامش الندوة أقيم معرض للمنتجات والفنون النوبية من حلى نوبية وأردية المرأة وإكسسواراتها والمنتجات المنزلية وفى لقاء مع منى عابد بالمعرض النوبى أوضحت أن الحلى النوبية متعددة منها الزمام وهو حلق من الفضة الخالصة برسومات محفورة من البيئة النوبية المستمد من الأصل المصرى القديم وعليه اسم صاحبته أحياناً وهناك حلية "كرسى جابر" وهى عبارة عن سلسلة ذهبية مزخرفة بالورود وعباد الشمس "طاقية الأمير" غطاء رأس من الذهب الخالص ترتديه العروس النوبية وعليها زخارف نوبية.
 

undefined

وأضافت منى حسين رئيس اللجنة النسائية بجمعية المضيق الخيرية النوبية أن الجمعية تدرب المرأة على تصنيع الحلى والمنتجات النوبية ومن الحلى النوبية "الخزامة" وهى قرص من الذهب يوضع فى الأنف كزينة "الدجة" وهى دائرة من الذهب تزين الرقبة وتلتف حولها "الجكد" عبارة عن دلاية ذهبية للرقبة " الشفى" عبارة عن حلية للرقبة والصدر تتدلى من الجكد مكونة من دوائر ذهبية وأسفلها قرص كبير به فص من الأحجار الكريمة " قبة زمزم" وهى أساور من الفضة قطعة واحدة عريضة "الحجل" هو الخلخال من الفضة ويختلف عن الخلخال الصعيدى بأنه سميك ومبروم .
 

undefined

وعن المنتجات المنزلية النوبية أضافت الحاجة فردوس محمد صديق أمينة صندوق لجنة المرأة فى جمعية مضيق النوبية أن كل ما فى المنزل النوبى إنتاج نوبى فهناك الطبق النوبى من الخوص المغطى بالقماش الملون " ويطلق عليه "تجدية" وعلبة بغطاء لحفظ حاجيات المرأة "حجة" وكيس نقود يعلق فى الرقبة من الجلد "زوية" ومنها أيضاً حقائب جلد للسيدات وأوانى لحفظ كعك العيد تسمى "العمرة" وأوانى من الفخار ورداء للمرأة يطلق عليها "الشقة" عبارة عن قماش أبيض خفيف من القطن يلتف حول الجسم كله وتوضح سناء عبد الحافظ من جمعية "قورته" النوبية أن النوبة حالياً فقدت هويتها وكان شكل البيت النوبى قديماً وشوارع النوبة مركز للتقارب الاجتماعى وصلة الرحم ونعيد هذه الروح كل عام فى عيد الأضحى حيث يتقابل النوبيون من شتى مناطق مصر فى النوبة القديمة وأن كل النوبيون يحلمون بالعودة ولديهم الاستعداد لترك كل شئ متاجرهم ومنازلهم بالقاهرة والصعيد والدلتا للعودة لأرض الأجداد.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled