الخطوط الكويتية تعلق إضرابها لمحاورة الحكومة

الكويت "المسلة" …. أعلنت نقابات الخطوط الجوية الكويتية والجمارك تعليق إضرابها اعتبارا من اليوم الأربعاء، ويأتي هذا الإعلان في أعقاب وساطة قام بها نواب بالبرلمان لحلحة الأزمة المتعلقة بزيادة الرواتب، حيث التقوا رؤساء النقابات المضربة لإقناعهم بتعليق الإضراب لفتح باب الحوار مع الحكومة التي جددت على لسان رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك أنه لا استجابة ولا مفاوضات في ظل الإضرابات.

كما تقدم اثنا عشر نائبا بطلب لعقد جلسة خاصة غدا الخميس لمناقشة التوجهات الحكومية بشأن معالجة قضايا الرواتب بصفة عامة وما صاحبها من إضرابات طالت بصفة خاصة قطاعي الطيران والجمارك مسببة حالة من الإرباك والفوضى.

وأدت الإضرابات إلى إلغاء عشرات الرحلات وتكدس البضائع، ما أثار جدلا في الأوساط الشعبية وحالة تململ بسبب تعطل مصالحهم، وكذلك على صفحات الجرائد بين مساند لحق الاضراب كوسيلة لتحقيق المطالب المشروعة لم يحرّمها الدستور حتى و ان لم يسمح بها، وبين منتقد لتأثيراتها السلبية على الاقتصاد بصفة خاصة. وهو الموقف الذي تتبناه الحكومة الكويتية الرافضة "لإضرابات الفوضى" كما أسمتها إحدى الصحف أمس.

فمنافذ برية وبحرية وجوية بدَتْ مشلولة تسودُها الفوضى، حيث شل إضرابُ الجمركيين وموظفي الخطوط الجوية الكويتية حركة السفر وكذلك الاستيراد والتصدير .

والمفاوضاتُ بين الحكومة ونقابتي الجمارك والخطوطِ لإقرارِ الزياداتِ المالية لموظفي القطاعين وصلـَتْ إلى طريق مسدود، فبدا واضحاً أن طريق المفاوضات لا بد له من المرور عبر مجلس الأمة.

أسامه الشاهين- نائب في مجلس الأمة- يقول: (وقعنا طلب عقد جلسة خاصة مع الحكومة يوم الخميس لبحث موضوع الكوادر والزيادات ووصلتنا إشارات طيبة من النقابات للقبول ببعض الحلول …).

أزمة الإضراباتِ هذه ليستْ الأولى ولن تكونَ الأخيرة، فتفاوتُ الأجور والمرتبات بين موظفي قطاعاتِ الدولة أحدُ أهم الأسباب، خصوصاً أنه قد تمَّ إقرارُ كوادر مالية لنقابات أخرى هدّدَتْ بالإضرابِ خلالَ السنواتِ الثلاثِ الماضية.

عبدالرحمن العنجري، عضو اللجنة المالية في مجلس الامة، يرى بدوره أنه (يجب أن تكون الكوادر مرتبطة بمعدلات التضخم وأداء الموظفين والتقييم والإنتاجية ….)

وأمام رفض الحكومة إجراءَ أي مفاوضاتٍ مع النقابات تحت سيف الإضرابِ، عقدت النقاباتُ المضربة اجتماعاً طارئاً لجمعياتِها العمومية، أقرّتْ من خلالِهِ تعليقَ الإضراب مراعاة لمصلحةِ الاقتصاد الوطني وكذلكَ لفسح المجال أمام التحرّكاتِ النيابية لتسويةِ الأزمة مع الحكومة.

مع التأكيد على أن النقابات لم تكن خلال إضرابـِها في مواجهة مع المواطنين.
يقول أحمد العنزي، رئيس نقابة الجمارك، (لسنا في مواجهة مع المواطن فقد سمحنا بمرور المواد الغذائية سريعة التلف والارساليات الطبية وعينات الدم والحالات الإنسانية…).

على الصعيد الشعبي أطلقـت مجموعة من الشبابِ حملة تطوعية تحت عنوان "كلنا لها" أعلنوا من خلالـها تبرعهم بالعمل مكان المضربين لتسيير الأعمال المعطلة

تشير بعض الأرقامِ إلى أن معدّل الخسارة اليومية لخزينةِ الدولة جراءَ إضرابِ موظفي الجمارك والخطوطِ الجوية الكويتية ناهزت الأربعة ملايين دولار يومياً من دون أن يلوحَ في الأفق حلّ لهذهِ الأزمة.
 

المصدر:  العربية