اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة تعيد الأتراك إلى الحضن العربي

 

الصحافة الغربية تسلط الضوء على الأثر الذي يحدثه تدفق السياح العرب على اسطنبول ثقافياً واقتصادياً وسياسياً.

 

لندن "المسلة"…. يسلط الإعلام الغربي الضوء على دور السياحة في إعادة تركيا إلى حاضنة الشرق الأوسط التي تذكي مخاوف في الولايات المتحدة وأوروبا من أن الحليف المهم بالنسبة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، يدير ظهره للغرب.

وركزت "الغارديان" البريطانية على الارتفاع الملحوظ في عدد السياح من الدول العربية وخصوصاً الخليجية إلى تركيا وأثر ذلك في الثقافة والاقتصاد التركيين.

ففي المطاعم التركية المحيطة بميدان تقسيم في اسطنبول تتخذ لوائح الطعام شكلاً جديداً مع تزايد عدد المطاعم المهتمة باستقطاب السياح الخليجيين.

وشكل مواطنو البحرين والسعودية وقطر والإمارات في السنوات الأخيرة النسبة العظمى من السياح العرب الذين يقصدون تركيا.

ويبدي صاحب مطعم تركي للغارديان رغبته في إعادة طباعة لوائح الطعام لتتضمن اللغة العربية قائلاً "إذا تحدثت العربية مع السياح العرب فستكسب صداقتهم، وسيرتاحون لك أكثر".

ويضيف "لكننا أحياناً نواجه رد فعل سلبياً من الأتراك. فبعضهم يتساءل مستنكراً ‘لماذا كل شيء هنا بالعربية؟’ ويشعر بالغيرة".

ويتابع مشيراً إلى قائمة أغانٍ على اللابتوب "أنا أشغل الآن موسيقى انكليزية كحل وسط. لكنني أشغل الموسيقى العربية ليلاً".

واعتمدت تركيا في السنوات الأخيرة كثيراً على تأثيرها المتزايد في العالم العربي. لكن التأثير العربي في تركيا أقل وضوحاً.

وأصبح القطاع السياحي التركي الذي كان يخضع تقريباً لاحتكار السياح الغربيين خاضعاً لسيطرة العرب. ففي العام الماضي زار تركيا حوالي 3 ملايين سائح عربي.

ويقول عبدالله كورن صاحب مطعم للغارديان إن نحو ثلثي رواد مطعمه يأتون الآن من العالم العربي مشيراً إلى أن هذه الزيادة بدأت منذ عامين.

ويضيف "أعتقد أن جسور الحوار والتعاون التي مدتها تركيا مع الدول العربية كانت السبب الرئيسي في هذا التطور. رجال الأعمال يستفيدون الآن من السياسة الخارجية لحكومتنا".

وعززت تركيا علاقاتها مع جاراتها المسلمة في السنوات الأخيرة مما أثار مخاوف لدى الحلفاء التقليديين للدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي بمن فيهم الولايات المتحدة من تحول ولاءات تركيا نحو الشرق.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، صرح بأن بلاده تستهدف إقامة منطقة تجارة حرة بدون قيود التأشيرة مع سوريا ولبنان والأردن.

وتجري دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا مفاوضات منذ عام 2005 بهدف تحرير المبادرات التجارية، بما ينعكس على تطوير حركة التجارة وفتح أسواق وآفاق جديدة أمام السلع والبضائع الخليجية والتركية.

وترتبط تركيا باتفاقات تجارة حرة مع خمس دول عربية حتى الآن، تشمل الأردن الذي أبرمت معه الاتفاقية عام 2009، وسوريا التي كانت وقعت الاتفاقية عام 2007، ومصر التي أبرمت تلك الاتفاقية في ديسمبر/كانون الأول 2005، إضافة إلى المغرب وتونس.

ويميل مواطنو دول الخليج العربي إلى تركيا المنفتحة السنية في مواجهة شغب إيراني متواصل على كل الجبهات وخصوصاً الطائفية.

وحكمت تركيا المنطقة العربية لأكثر من أربعة قرون من الزمان، مما خلق أواصر وثقى بين الثقافتين.

ويرى الأتراك أن الزبائن العرب أكثر كرماً وسماحة من نظرائهم الأوروبيين.

ويقول رمضان بينغول رئيس اتحاد المطاعم للغارديان "يصرف عشرة رواد عرب ما يصرفه أربعون من السياح الغربيين. فهم لا يأتون في حافلات الشركات السياحية ولا يطلبون وجبات ثابتة بأسعار ثابتة".

ووفقاً لإحصائيات سياحية تركية أنفق السياح العرب ما معدله 1700 جنيه استرليني لكل شخص في المطاعم، أي ما يعادل أربعة أضعاف السياح الغربيين.

وبدأت مراكز التسوق التي تعد واحدة من أهم الأماكن التركية جذباً للسياح العرب تتبنى استراتيجيات تسويقية جديدة: فعلى سبيل المثال قام كافاهير مول الذي يشكل العرب 80% من زواره الأجانب بعمل مكتب على مدخله للإعفاء من الضريبة وينظم جلسات للتوقيع مع نجوم الفن التركي الذين يشتهر كثير منهم في العالم العربي بفضل نجاح المسلسلات التركية.

وساهمت المسلسلات التركية المدبلجة التي تعرضها القنوات الفضائية، بأبطالها الانيقين وبطلاتها المتحررات في محيط خيالي، في جعل تركيا وجهة مفضلة للسياح العرب الذين يتطلعون للسير على خطى ممثليهم المفضلين.

ويصعب على سام بولاتوغلو الذي يملك وكالة سفر "براكودا توريزم" المتخصصة بالسوق العربية ان يصدق ما يحصل اذ ان عدد زبائنه العرب الذين يقصدون تركيا للسياحة تضاعف خلال سنة واحدة.

وليس لدى سام ادنى شك في ان المسلسلات التركية بدءاً بمسلسل "نور" الشهير الذي كان بطله مهند ذو العينين الزرقاوين وصاحب الابتسامة الآسرة، ساهمت في هذا الدفق العربي.

وقال سام بولاتوغلو "كنا نصطحب السياح العرب سابقا لزيارة جوامع اسطنبول ونرشدهم الى الحمامات التركية في بورصة (شمال غرب)، غير ان الامر اختلف اليوم ولم يعد هؤلاء يرغبون في زيارة حمامات العلاج التركية".

واضاف انهم "يريدون زيارة المنازل التي صورت فيها المسلسلات وتناول طعام الغداء في احد المطاعم التي شاهدوها على شاشة التلفزيون".

واستنكف أحد المطاعم ومركز آخر للتسوق عن تقديم مشتقات الخنزير نظراً لكون معظم زبائنهما من العرب. كما أبدى كثيرون من أصحاب مطاعم كافاهير مول رغبتهم في توفير نسخ عربية من لوائحهم هذا العام.

ويقول شميل كهرمان مدير مطعم إيطالي في كافاهير مول إن عرض المشروبات الكحولية ينفر الزبائن القادمين من الدول العربية وايران.

ويضيف "يطلب منا البعض الصلصة بدون نبيذ، لكننا نقدم لائحة للطعام الحلال كذلك".

ويتابع "هم يشعرون بالراحة هنا نظراً بللقدر المشترك بين الثقافتين والتشابه بين المطبخين".
 

المصدر: ميدل ايست أونلاين

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled