الدوحة "المسلة" … أعلن عبدالعزيز النعيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عن تزويد مطار الدوحة الحالي بنظام شامل لإدارة أمن الحدود يعتمد على تكنولوجيا متقدمـة وفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
وقال النعيمي ان هذا النظام يوفر منظومة متكاملة لإدارة أمن الحدود التي تشمل آلية متطورة لإدارة البيانات لاستخدامها من قبل الجهات الحكومية، وتقديم معالجة مسبقة لوثائق الركــاب (APP)، ومعالجة بيانات اسماء الركاب (PNR)، وتقييم المخاطر، والوقاية من الكوارث.
وأضاف ان تطبيق هذا النظام بشكل كامل يساعد في ضمان سلامـة وأمن المطارات، وتسهيل عملية نقــل الركاب،كما يمكن سلطات الطيران في دولة قطر من إدارة أمن الطائرة القادمة من أية وجهة حول العالم باتجاه الأراضي القطرية قبل 24 ساعة من موعد انطلاق الرحلة.
جاء ذلك في كلمة عبد العزيز النعيمي القاها بالنيابة عنه ابراهيم عبدالقادر نائب رئيس الهيئة لدى افتتاحه الندوة الاقليمية حول "وثائق السفر المقرؤة آليا والادوات البيومترية وأمن الحدود" التي تنظمها الهيئة العامة للطيران المدني ومنظمة الطيران العالمي (إيكاو) وتستمر ثلاثة ايام.
وأشار النعيميفى تصريح لوكالة الانباء القطرية إلى أن تعزيز اجراءات امن الطيران في الدولة يأتي مواكباً للنمو المضطرد في حركة المسافرين عبر مطارالدوحة الحالي مع الاستعدادات لتدشين مطار الدوحة الدولي الجديد، نهاية العام 2012 الذي تصل تصل قدرته الاستيعابية الى 50 مليون مسافر سنوياً.
وأكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أهمية استضافة قطر لهذه الندوة التي تعكس توجه الدولة وحرصها الشديد على اعتماد الأنظمة وتطبيق المعايير الدولية في إصدار وثائق السفر المقروءة آلياً ومراقبة أمن الحدود بما يضمن تحقيق الأمن والسلامة والاستقرار في مجال النقل الجوي.
واعتبر النعيمي الندوة فرصة حقيقية للاطلاع على الأنظمة والقواعد والأليات المرتبطة بتعزيز الاجراءات الأمنية للمسافرين وضمان امن وسلامة الحدود الى جانب مناقشة التحديات التى تواجه تطبيق التقنيات الحديثة فى مجال أمن الطيران.
وذكر ان حركة المسافرين ستأخذ منحى تصاعدياً في السنوات المقبلة مع الأحداث المهمة والفعاليات العالمية التي تستقطبها دولة قطر على كافة الأصعدة، مما يتطلب زيادة في عدد "البوابات الالكترونية" وتوفر الأجهزة والمعدات المتطورة لمعالجة وثائق السفر وبيانات تحديد الهوية للمسافرين.
ونبه الى أن قطاع الطيران المدني يلعب دوراً استراتيجياً في تحقيق التطلعات المستقبلية لدولـة قطر، في بناء منظومة إقتصادية واضحة المعالم تقوم على الإستفادة القصوى من العائدات الجيدة التي يحققها قطاع النفط والغاز والمنتجات المصاحبة له لتنمية القطاعات الحيوية من صناعة وتجارة وسياحة وخدمات لإرساء أسس اقتصاد جديد يوفر مصادر دخل مستدامة على المدى البعيد،وما يترافق مع ذلك من زيادة في حجم المبادلات التجارية عبر الحدود.
ولفت رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الى الاستثمارات الضخمة فى قطاع النقل ومنها مشروع مطار الدوحة الدولي الجديد بتكلفة تناهز 15 مليار دولار مع توسع استثمارات الخطوط الجوية القطرية البالغة نحو 40 مليار دولار لشراء طائرات جديدة وزيادة وجهاتها العالمية.
وشدد على اهمية امن الطيران لحماية هذه الاستثمارات وضمان نجاحها واستمراريتها، مؤكداً فى الاطار ذاته حرص سلطات الطيران المدني بالدولة على اتخاذ كافة التدابير التي تكفل أمن الحدود وتفادي حدوث أي عمليات تزوير في الهوية أو إساءة في استخدام وثائق السفر للمسافرين.
واعتبر النعيمي التصدي لمشكلات امن الطيران "تحدياً أمنياً عالمياً يتم استغلاله من قبل المنظمات الإرهابية التي تعمل باستمرار على إحداث خروقات واضطرابات أمنية تهدد استقرار الدول حول العالم".
وتمنى رئيس الهيئة العامة للطيران المدني ان توفر هذه الندوة الإقليمية فرصة مباشرة لتعزيز المعرفة بالمعايير المعتمدة من قبل منظمة الطيران المدني الدولي فيما يخص وثائق السفر المقرؤءة الياً، ومناقشة أحدث التقنيات والقضايا المستجدة ذات الاهتمام المشترك، والتصدي للتحديات والبحث عن حلول فعالة ومبتكرة والاستفادة من الخبرات المتاحة.
وتشهد الندوة، التي تعقد لأول مرة فى دولة عربية، عدد كبير من المسؤولين والمختصين في الإدارات المعنية بإصدار الهوية ووثائق السفر،والهجرة والجوازات ،والجمارك والتفتيش وأمن الحدود في أكثر من 100 دولة حول العالم.
ويناقش المشاركون المسائل المتعلقة بوثائق السفر المقروءة آلياً والقواعد الأساسية والطرق المثلى في تطبيقها إضافة الى القضايا ذات الصلة بأمن الحدود مع الإشارة الى منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
من جانبه عرض محمد خنجي المدير الاقليمي لمنظمة الطيران العالمي "ايكاو" – بالقاهرة – برنامج وثائق السفر المقروءة آليا MRTD الذى أصبح مساهماً أساسياً في الجهود العالمية لتعزيز الأمن ومكافحة الارهاب.
وأكد أن استعمال وثائق ومعلومات السفر تمثل الأساس للجهود العالمية المبذولة لمنع الارهاب ومكافحته مما يبرز اهمية البرنامج المذكور، منبهاً الى أن الحدود الدولية تعتبر منطقة فريدة يمكن عندها التعرف على الارهابيين والمجرمين والقبض عليهم.
كما نبه الى أن منع العمليات الارهابية التى تستهدف الطيران تحتاج الى اجراءات للكشف عن الركاب مع تفعيل الدور الاستخباراتي واتخاذ تدابير دقيقة للتحقق من الشخصية، معتبرا ًذلك خطاً واحداً من خطوط الدفاع.
وتطرق خنجي الى بعض التحديات التى تواجه تنفيذ برنامج "وثائق السفر المقروء آليا" ومنها نقص الكوادر المؤهلة للتعامل مع البرنامج والفقر وغيرها، داعياً الى فتح حوار مع الدول المحتاجة الى المساعدة والمساهمة فى بناء قدراتها.
وأوضح ان منظمة الايكاو تعكف حاليا على دراسة انجع السبل والوسائل الت تمكنها من مساعدة هذه الدول لبناء قدراتها في مجال تطبيق برنامج وثائق السفر المقروء آليا MRTD.
وقدم مارسيو سيلانو المسؤول عن برنامج MRTD في منظمة الايكاو نبذة عن البرنامج واهدافه المتمثلة فى بناء الثقة بين الدول، ووضع مواصفات موحدة لوثائق السفر، الى جانب مساهمته فى التحقق من المسافرين وتسهيل مرورهم وتحسين الأمن.