رأس جلالة الملك محمد السادس اليوم الجمعة حفل تدشين محطة “ميديترانيا السعيدية”، والتي تحتضن في اليوم نفسه، أشغال الجلسات الدولية التاسعة للسياحة. .وتعد المحطة الاستجمامية السعيدية، الواقعة في إقليم بركان، على بعد كيلومترات من مدينة السعيدية، أولى المحطات المسطرة في برنامج “المخطط الأزرق”، الذي يشكل حجز الزاوية لـ “رؤية 2010” السياحية.
ويشمل البرنامج، أيضا، محطات اللوكسوس، في إقليم العرائش، ومازاغان قرب الجديدة، التي من المنتظر تدشينها في شهر أكتوبر المقبل، حسب ما أعلن عن ذلك، محمد بوسعيد، وزير السياحة، وموغادور، قرب الصويرة. كما يضم المخطط محطة تغازوت، التي توقفت فيها الأشغال، بسبب تداعيات الأزمة العالمية، المؤثرة بحدة على القطاع السياحي في العالم، ومحطة الشاطئ الأبيض، إضافة إلى ما يعرف بامتداد المخطط، ويشمل محطة الشبيكة، ومحطات شمال تطوان، وكالايريس، قرب الناظور.
ومن المنتظر تدشين فندقين في المحطة، تديرهما المجموعتان الإسبانيتان “بارسيلو” و”إيبيروستار”، وتبلغ طاقتهما الاستيعابية 2200 سرير، ستمكن المغرب من “التموقع بقوة” في السياحة المتوسطية. وتضم 11 مشروعا، ضمنها إقامة سياحية، تبلغ طاقتها الاستيعابية 1200 سرير، ومارينا، وملعب للغولف، ومركز تجاري، يضم العلامات التجارية ذات صيت عالمي، وتجزئة أولى خاصة بالفيلات، والشقق الخاصة، وستصل الطاقة الاستيعابية لهذه المحطة السياحية المتوسطية، في الأشطر الموالية، 3500 سرير فندقي.
وتراهن محطة السعيدية في الظروف الراهنة، المتسمة باستمرار تداعيات الأزمة العالمية، خصوصا على السياحة الراقية، على السياح الداخليين، أصحاب المداخيل المرتفعة، فيما تراهن لاحقا، بعد عودة النشاط السياحي إلى طبيعته، على السياح المتوسطيين والإسبان، على الخصوص، بحكم القرب، والعدد الهائل الذي يزور المناطق الشمالية. ويأتي السياح الإسبان في المرتبة الثانية بعد الفرنسيين بـ 2.6 مليون زائر، لكن بمعدل نمو قدر بـ 14 في المائة، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وكان المنعش السياحي البريطاني “بروبيرتي لوجيك”، أعلن أخيرا أنه سيتولى تسيير فندقين مرتقبين في المحطة الاستجمامية السعيدية، الأول يهم المركب الفندقي “كنزي بريبريوم السعيدية”، الواقع في “حدائق الأزهار السعيدية”، في حين يتعلق الثاني بـ “كريستال فندق السعيدية”، الواقع في المركب ذاته.
ويضم مركب “حدائق الأزهار السعيدية”، العلامة البارزة لـ “بروبيرتي لوجيك”، مشاريع فنادق تابعة لعلامات شهيرة، مثل بارسيلو، وإيبيرو ستار، وراديسون، وبيست ويسترن بريميوم، وغولدن توليب.
وبخصوص أشغال المناظرة التاسعة للسياحية، سيجري التركيز على الخصوص، على عرض “سوق الاستثمار”، وهو عبارة عن مشاريع تطرحها الدولة على المنعشين المحتملين، من أجل الدفع بالاستثمار في قطاع يراهن عليه المغرب كثيرا، كما تبرز ذلك العناية الخاصة، التي تحاط بـ “رؤية 2010″، و”رؤية 2020″، المقرر الشروع فيها، بعد انتهاء برامج ومشاريع الرؤية الأولى.
ومن العراقيل التي تواجهها “رؤية 2010″، أساسا، آثار الأزمة العالمية، التي أثرت على الاستثمارات المسطرة، كما هو الشأن بالنسبة إلى تراجع المجموعة الأميركية ـ الكنارية “كولوني كابيتال” عن مشروعها المقرر في محطة تغازوت، وتوقف الأشغال في بعض المشاريع ببعض المدن، وتدني آفاق الاستثمارات، بالنسبة إلى امتداد “رؤية 2010”.
كما قلصت الأزمة أعداد السياح بنحو 24 في المائة، منذ اندلاع الأزمة إلى نهاية الفصل الأول، في حين قالت السلطات إن بوادر مشجعة ظهرت في أبريل الماضي، إذ ارتفع عدد الوافدين بـ 5 في المائة.
وتقول الحكومة إنها أعدت خطة استباقية، “كاب 2009″، بضخ 400 مليون درهم، في المرحلة الأولى، للحفاظ على الأسواق التقليدية (فرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، والبلدان الإسكندنافية).
وترى الحكومة أن الخطة “ستساعد على مواكبة تطورات الأزمة، على المستوى السياحي، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من انعكاساتها المحتملة”.
واستنادا إلى تقرير الحكومة، تواصل السلطات جهودها في إطار “رؤية 2010” للسياحة، لتحقيق الهدف المسطر، بالرفع من الطاقة الإيوائية من 150 ألفا إلى 265 ألف سرير في أفق 2012، ما سيمكن من إحداث 80 ألف فرصة عمل مباشرة وتحقيق مداخيل تقدر بـ 90 مليار درهم عوض 60 مليارا حاليا.
وكانت دراسة حديثة للمرصد الوطني للسياحة، أبرزت، استنادا إلى توقعات مجموعة من المؤسسات الدولية، أن المغرب سيستقبل في أسوأ الأحوال 9.5 ملايين سائح في أفق 2010، ما يجعل هدف 10 ملايين سائح في متناول القطاع.
وخلافا للمنحى العالمي، لم يتراجع معدل المداخيل بالنسبة إلى السائح الواحد في المغرب، منذ سنة 2001، بل ارتفعت النسبة من 592 دولارا إلى 990 دولارا، ما يؤكد جودة المنتوج المغربي، حسب الدراسة.
وستباشر الوزارة الوصية عملية “واسعة لإعادة هيكلة مهن السياحة”، مستفيدة من اعتمادات إضافية، رصدت برسم القانون المالي لسنة 2009، للتكوين وإعادة تأهيل المدارس والمعاهد لوزارة السياحة.
المصدر : المغربية