اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

نوارس البحر – قيمة سياحة مضافة …بقلم د. عصام الطابونى

 

 

 

 

بقلم – د عصام الطابونى


اليوم نجد العديد من التعريفات و التصنيفات المتعلقة بعلم و صناعة السياحة، بتنمية السياحة، ويتناولها الإعلام السياحي، إذ هناك من يصنف السياحة وفقا للنشاط الذي يقوم به السياح في رحلات او برامج سياحية معينة. فبالغ المتخصصون في ايجاد مسميات و مصطلحات وتصنيفات للسياحة حتى فتح شهية اللامتخصصون بالسياحة الى تقليدهم واختراع مسميات أخرى و تصنيفات أخرى للسياحة بشكل لا محدود و لا منضبط.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ان السياحة كما نعتقد واحدة ولكن الأنشطة السياحية تتنوع و تتعدد، فلا يعقل أن نقول او نصنف الأنشطة الترويحية و السياحية التي تعنى بمشاهدة طيور النورس مثلا .. بسياحة النوارس، خاصة بعدما أضحت لنا سياحة، سميت ب (سياحة الطيور)
ان الأنشطة التي يقوم بها سياح معينون أوالسياح بشكل عام، بمتابعتهم الحياة الطبيعية للطيور، لا تستدعي أن ندعو ذلك (سياحة طيور) كما هو شائع الآن. اذ ان تلك الأنشطة تدخل في إطار ممارسات بيئية ترويحية ذات قيمة تضيف للسياحة و ليست كما يعتقد سياحة في حد ذاتها أو نمط أو نوع منها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ان طيور النورس واحدة من أجمل الطيور و أكثرها رشاقة وذكاء، وإن غيابها في مناهج التعليم و برامج الاعلام، أبقى عليها في عزلة، بالرغم من تحليقها فوق رؤسسنا، وبقت سيرتها و حياتها و سلوكياتها و جمالياتها مجهولة للسواد الأعظم من الناس في مجتمعاتنا وثقافتنا البيئية و السياحية و الترويحية التي لا تكاد تحصى أو تقيم.

 


بكل تأكيد إن قضاء أوقات في مشاهدة طيور النورس الأنيقة يعد نشاطا ترويحيا و سياحيا ممتعا، وغاية في الأهمية. حيث بإمكان السياح أن يتفاعلوا مع هذه الطيور الرائعة. و سيجدون ترحيبا وقبولا و تجاوبا من طرف تلك النوارس وبحميمية.

 


ان السائح سيجد في علاقته بطائر النورس فارقا، وتكون لتجربته السياحية إضافة مهمة، و أهميتها تكمن في اكتشاف جمالية و سلوكيات و أناقة هذا الطائر الجميل فعلا.

 


هذا و نجد أن النوارس تبني علاقات وطيدة مع السياح، في أماكن سياحية عدة حول العالم. فلا تقتصر العلاقة في مشاهدة او إلتقاط صور للنوارس، بل تتعداها الى علاقة أعمق، هي علاقة (ود و محبة) وليس أدل على هذا من إطعام السياح للنوارس بأيديهم أو التحيات التي تلقيها النوارس لجموع السياح في المقابل.

 


في بلادنا، وبلاد اخرى. كثيرين بل الاكثر من المواطنين (السياح المحليين) و سياحنا الوافدين على قلتهم، لا يوجدون علاقة بينهم و بين هذه الطيور الحساسة، ذات المزاج الخاص. لربما كان ذلك من باب (من لا تعرفه تجهله) في موروثنا الشعبي. لذا كان من الواجب على أي إعلام سياحي مهني و فعال أن ينقل السياح بشكل عام، المحليين و الداخليين و الوافدين. أن ينقلهم الى الأجواء الخاصة بطيور النورس. و التعريف بها، لا بل التسويق الى الاهمية الترويحية و السياحية لهذه العلاقة متى توطدت و صارت سلوك حياة و ثقافة سياحية سائدة.

 


إن النوارس بمزاجها و ذكائها و جمالها تستطيع أن تكون عنصرا إيجابيا في أي تنمية سياحية و قيمة مضافة في رصيد الدخل السياحي الإجتماعي و الإقتصادي.

 


كما إن السياسات الرشيدة و التخطيط السليم و القرارات الحكيمة يمكن بكل تاكيد ان تجعل من النوارس قيمة مضافة للسياحة في وجود إعلام سياحي حقيقي و بناء و مبدع.

 


وليس أجمل من ان تتجمل السياحة و نوارسها بحروف و قوافي و ألحان و كلمات تصف مشاعر و أحاسيس السياح و النوارس معا. ومن مثل هذا ما يقول الشاعر:


… وما "سيخبو هدير الامواج، لتمضى النوارس بعيدا" كعادتها

تبحث عن مجدافا "، عن قبله تطبعها على جبين الفجر،

تعود بكل الحنين الى أعشاشها الكامنه خلف خيوط الشمس

تودع البحر هذا المساء، وتمضى بعيدا" الى اللامكان

 تسأل عن بحرها الدافئ ، عن سكون ليله البهيم، عن بقايا شجن

، عن اغنيه حراء ولحن يحترق

   تسألنى عن نوارس كانت يوما "هنا

، رحلت الى حيث الليل يتدفق ولها"

، عن رائحه الارض بعد المطر فى القرى البعيده

، عن اوراق التوت، وشجره اللوز العتيقه عند مدارب السيل

، عن مغنى بربابه ينشد لحن الحياه

، عن اعشاش "من القش كانت هنا، تورق دفئا"

، عن ظل نورس، على جبينه حبات مطر منسيه

، تسألنى النوارس، عن قصيده لم تعد عذراء

، كتبت على حواف الرمل، كانت هنا، بقايا ذكريات

، أيا نورسى الراحل، الى فجر يعشق ذبول الليل

الى وطن يولد من رحم المستحيل،

الى شروق شمس لم تبحر فى عباب البحر بعد

، إلى قمر يساهر النجمات عند قمه التل

، رحلت النوارس، تبحث عن وطن يبدو بعينيها أجمل

، عن زهر اللوز وشقائق النعمان،

لتعزف هناك سيمفونيه الرحيل الأخيره

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled